الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


شعبوية زعماء الأحزاب إخلال بالاحترام الواجب لله وللوطن وللملك

عبد الإله بوحمالة

2013 / 10 / 4
مواضيع وابحاث سياسية


لنترك جانبا الاحترام الواجب أن يبديه الزعماء السياسيون والحزبيون في المغرب تجاه الشعب، فعلى ما يبدو أنه بعد سنوات طويلة من الدم والرصاص والجمر والغبار، وسنوات أخرى من التدجين والتمييع أصبح ما كان يصح في الفن صحيحا أيضا في السياسة، وأن الشعب بفقره وأميته بات ينظر إليه كمجرد جمهور سلبي متفرج مغلوب على أمره، وبالتالي لا يمكن إخراجه من حالة الاكتئاب والغبن إلا بوصفات هي خليط من التهريج والكوميديا السوداء والحركات البهلوانية.
ثم لندع أيضا الخوف من الله والتقوى الواجبة له عز وجل في حركات الزعماء وسكناتهم ومراعاتهم لأوامره ونواهيه في تحمل المسؤوليات الصغيرة قبل الكبيرة، فقد يبادهنا من يعتبر برأيه أن السياسة أمر دنيوي لا تستقيم له دائما شروط القداسة والطهرانية والتقوى في القول والفعل، أو أنها أمر مادي ينفلت دوما من عالم المثل والمبادئ والأحلام والحقائق القطعية إلى ما هو بشري ونسبي وناقص ومنحط بالضرورة.
لكن دعنا نفترض جدلا أن الملك، بصفته أبرز فاعل سياسي في الحقل الذي يشتغل فيه هؤلاء الزعماء والقادة، بما يعرفه عنه العام والخاص من تحركات مدروسة وكلام مختصر ومحسوب ومنتقى بعناية، وما عرفت عنه خطبه من أسلوب عقلاني يكاد يخلو حتى من الأمثال والمحسنات البلاغية التي قد تدغدغ العواطف وتستميل الأخيلة، (لنفترض جدلا أنه)، استدعى زعيم حزب مثلا وسأله عن العبرة والمغزى من تنظيم مظاهرة ضد قرارات الحكومة تقدمت صفوفها الأولى بأريحية ثلة من الحمير، وما المراد من هكذا فعل، وما مبرراته الأخلاقية وما رصيده من الالتزام بقواعد اللياقة الاحترام والذوق الرفيع.
ما كان سيكون جواب الزعيم يا ترى على هذا السؤال المباشر، وكيف كان سيكون إحساسه آنئذ وهو المتصدر لزعامة حزب عريق له تاريخ ومواقف وإيديولوجية وأدبيات وينتمي إليه أطر سامون ومفكرون بارزون وساسة ومثقفون ومبدعون.
لا أظن أنه كان سيجد جوابا مقنعا ومشرفا يتجاوب مع المنطق الذي يحكم أسلوب ولغة تفكير ونمط تعامل الملك الجالس أمامه إزاء شعبه وتجاه حكومته وتجاه من يستقبلهم عادة من وزراء وسفراء وقادة وزعماء الأحزاب.
ثم لنفترض أن نفس الموقف وضع فيه زعيم آخر، بخصوص القاموس المتناسل في كلامه عن الأشباح والعفاريت والتماسيح والجراد والقمل وما إلى ذلك، هل سيجد هذا الزعيم أيضا شيئا من ماء الوجه متبقيا لديه للدفاع عن أسلوبه في استعمال الإيحاءات والاستعارات بدل الجرأة على تسمية الأشياء بمسمياتها والوضوح التام مع المعنيين أولا بهذه التسميات ثم مع الملك ثانيا ثم مع الشعب ثالثا.
ونفس الشيء يمكن أن نقوله عن زعيم ثالث حينما يهدد بين الفينة والأخرى باختيار الصعود إلى الجبل، مع ما يحمله مثل هذا الكلام من معان وخلفيات تاريخية وما يوحي به من تمرد أو ثورة على الدولة والنظام أكثر منه على حكومة حزب أو على ائتلاف حكومي.
إن سيناريو هذه المساءلة، للنماذج الثلاث المذكورة على سبيل المثال لا الحصر، والتي لا شيء يمنع من حدوثها، يجعلنا على يقين بأن هؤلاء الزعماء لو تخيلوا أنها من الممكن أن تقع ذات يوم وعلى حين غرة لتمنوا أن تنشق الأرض وتبتلعهم على أن يتحملوا لحظة من لحظات الإحساس بالحرج والتضاؤل والمهانة نتيجة أسلوبهم ولغتهم وطريقة تعاملهم، وذلك لسبب واحد بسيط وهو أن في خطابهم وأسلوب عملهم، بصرف النظر عن عدم اعتبار ومراعاة الله والشعب، الكثير من الإخلال الضمني بالاحترام الواجب للملك.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. قطر تلوح بإغلاق مكاتب حماس في الدوحة.. وتراجع دورها في وساطة


.. الاحتجاجات في الجامعات الأميركية على حرب غزة.. التظاهرات تنت




.. مسيرة في تل أبيب تطالب بإسقاط حكومة نتنياهو وعقد صفقة تبادل


.. السيناتور ساندرز: حان الوقت لإعادة التفكير في قرار دعم أمريك




.. النزوح السوري في لبنان.. تشكيك بهدف المساعدات الأوروبية| #ال