الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الشاعر الحقيقي الذي ينطلق من التراث ثم يتجاوزه بإضافات جديدة

عقيدي امحمد

2013 / 10 / 4
الادب والفن


يرى الدكتور طارق ثابث استاذ بجامعة ام البواقي إن الخلود الحقيقي للفن هو ما يتحدى الحاضر ويتخطاه ليتجسد في المستقبل فيخاطب أهله كأنهم معاصرين له، من هنا يأتي إدراك الماضي كفعل إبداعي ضروري للشاعر الذي أراد أن يبقى فنه خالدا في الزمن والناس.
قائلا ان الشعر القديم يجعل صاحبه يمتلك القدرة على مخاطبتنا رغم بعد المسافة الزمنية بيننا، لأننا حين نقيم جذور التواصل المتكرر مع ذلك الشعر حتى نجد أنفسنا فيه ونلج إلى عوالم تشبع نهمنا الإبداعي والشعري والنفسي ويرضي أذواقنا ولعل العبقرية تتشكل من خلال الوعي الكامل للشاعر القديم بالواقع الذي يحيط به.
مبرزا في نفس الوقت العلاقة الحقيقية التي يجب أن يقيمها الشاعر المعاصر مع تراث الشعر العربي لا يجب أن تكون علاقة تكرار للمضامين مع التغيير في الأشكال السطحية فحسب؛ لكن يجب أن تكون علاقة واعية ومدروسة تستمد وحيها الحاضر من عبق التاريخ ومسؤولية الماضي بثوب يحمل في مضمونه المتعة التي تضع لذة القارئ المتعلق بالنص في تواصل وتجدد، حيث لا يصبح التعلق بالتراث مقدسا الأمر الذي يحد من حرية الشاعر في إبداعه والرؤى التي يجب أن يحملها لتكون فاشلة في محاولة لبعث الروح في مومياء محنطة.
موضحا في ذات السياق النص الجيد الذي يحيلنا إلى جو الأساطير والرموز لصورة فعالة لا نحس فيها بالماضي ذاته بل نعيشه بلباس جديد وأفكار متجددة، وكل هذا في معالجة من الشاعر تنطلق أساسا من موقفين! إحداهما فكري والآخر شعري حسب قناعات الشاعر ورؤاه.
ويعني بالموقف الفكري والفني نظرت بعض الشعراء للتراث من خلال خلفياتهم فـصلاح عبد الصبور أحد الشعراء الذين يرون أنه يصعب على الشاعر الانفصال التام عن التراث، بل أن الشاعر الحق هو الذي ينطلق من التراث ثم يتجاوزه بإضافات جديدة. بالرغم من ذلك فالشاعر يحاول الإفلات من التراث وقوالبه وأشكاله التي يرى أنها تلجم مشاعره وتحد من تدفقها، فلجوء الشاعر إلى البحث عن أشكال فنية وشعرية جديدة هو محاولة انفلات من قيود القديم من وزن وقافية ليمتلك كامل الحرية ليصور ما يجول في نفسه وخاطره، ومهما حاولنا كسر هذه العلاقة القائمة في ذات الشاعر بين ماضيه وخاطره الأدبي، فإننا لا يمكن بحال من الأحوال أن يجسد تجاوزا فعليا كاملا للأدوات الفنية القديمة، وذلك يعود إلى تصور الشاعر المسبق لخلفية قرائه التراثية ونزعتهم، ليتمكنوا من تذوق شعره وفهم رموزه التي يقصدها.
فالشاعر يحاول الإفلات من التراث وقوالبه وأشكاله التي يرى أنها تلجم مشاعره وتحد من تدفقها، فلجوء الشاعر إلى البحث عن أشكال فنية وشعرية جديدة هو محاولة انفلات من قيود القديم من وزن وقافية ليمتلك كامل الحرية ليصور ما يجول في نفسه وخاطره، ومهما حاولنا كسر هذه العلاقة القائمة في ذات الشاعر بين ماضيه وخاطره الأدبي، فإننا لا يمكن بحال من الأحوال أن يجسد تجاوزا فعليا كاملا للأدوات الفنية القديمة، وذلك يعود إلى تصور الشاعر المسبق لخلفية قرائه التراثية ونزعتهم، ليتمكنوا من تذوق شعره وفهم رموزه التي يقصدها.
وعودة الشعراء في العصر الحديث – خاصة – إلى تراث الشعر العربي جعلهم يتخلون عن الرصد السطحي لما يكتبون، فـصورهم غدت رمزا لمضمون أغنى ،فعند قراءة هذه النصوص التي تحيلنا لذلك الجو المشحون بالأساطير والرموز، عالم يوظف فيه الشاعر كل طاقاته ليجمع بين لحظتين تنتج عنها لحظة أخرى قد لا تخطر على بالنا محاولا إعطاء الصورة الشعرية حقيقة شعرية أخرى غير حقيقتها، عبر تعريتها من ماديتها وقيودها الحسية، لأنه لا يقف عند حدود الوصف الخارجي والمباشر، بل يعمد في القصيدة إلى الإيحاء ليجعلها ذات قوة تعبر عن أشياء لا يعبر عنها، إنها تعبر عن خفايا النفس وأعماقها، وتحتشد فيها كل الإشاعات العاطفية.
متحدثا عن اللغة التي تشبه لغة الإنسان الأول بكل ما تحمله من تراكمات تاريخية وتعاقب السنين، بهذه اللغة الشعرية القديمة الجديدة أخرج الشاعر كل مكنونات ذاته وأقصى الإمكانات الإيحائية من اللغة والعروض ،وقد أشار « إليوت » إلى التوظيف الجيد للتراث ورموزه، وعلاقة الشاعر به فهو يرى أن من علامات الشاعر الناضج « لا أن يختزن الموروث الذي ظل من قبله معطلا، بل أن يعيد جدل أكبر عدد ممكن من طاقاته الموروثة المفككة »
فعبقرية الشاعر لا تتحد في توظيف التراث كيفما كان نوعه بل أن يستلهم من هذه الصور رموزا تجعلنا أمام نتاج شعري متلاحم في صورة رائعة لا تتخلل من جرئه القصيدة بل تتداخل مع الجو العام، لأن هدف الشاعر هو البحث عن لغة تناسب إيحاءه الفني، وهو حينئذ يمثل الجزء الأساسي في العملية الفنية كلها لإيجاد معادل موضوعي للفكر والشعور فتكونت لديهم نماذج إنسانية فنية عالية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بل: برامج تعليم اللغة الإنكليزية موجودة بدول شمال أفريقيا


.. أغنية خاصة من ثلاثي البهجة الفنانة فاطمة محمد علي وبناتها لـ




.. اللعبة قلبت بسلطنة بين الأم وبناتها.. شوية طَرَب???? مع ثلاث


.. لعبة مليانة ضحك وبهجة وغنا مع ثلاثي البهجة الفنانة فاطمة محم




.. الفنانة فاطمة محمد علي ممثلة موهوبة بدرجة امتياز.. تعالوا نع