الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الربيع العربي ترف ام ضرورة

محمد خضر الزبيدي

2013 / 10 / 4
الثورات والانتفاضات الجماهيرية


يعلمنا التاريخ ان الامم والشعوب قد تغفو او تنام لفترة تطول او تقصر وامتنا العربية مضى عليها ما يكفي من السنين بل والقرون. وهي تغط في نومها العميق وعليه فان الحراك العربي هو في عجلة من امره ليوقظ هذه الامة من سباتها الممل والذي حجز لها مقعدا في اخر صفوف الامم المتقدمة
اننا نرحب برياح الربيع العربي ممتدا من الرباط وحتى الكويت ولكننا كنا نتمنى وقد اخذت جيوش الاحتلال البريطاني والفرنسي تحمل امتعتها وتررحل مع اطلالة النصف الثاني من القرن العشرين ان يكون رحيلها
رحيل بلا رجعة لا بالمباشر ولا غير المباشر الا ان الحقائق التاريخية تقول بان المستعمر لم يغادر اوطاننا حتى
ابتنى اقوى المرتكزات التي يعتمد عليها لتنفيذسياساته وتحقيق اهدافهبما هو افضل وقد كان له ذلك
اعتمد المستعمر على مجموعات وشرائح من ابناء الامة قامت بخدمة هذا المستعمر باخلاص منقطع النظير
وهكذا فقد ابتليت امتنا بسلطات واسع واكثر دموية وقسوة بل اصبحت السمة العامة للنظام العربي هي السمة
الامنية حتى كممت كلالافواه وصودرت كل الحريات واصبحت القوى الامنية هي القوة ذات الصلاحيات المطلقة
سواء في ذلك الانظمة الملكية والجمهورية مما قاد اخيرا الى ان يصبح الملك او الرئيس هو الحاكم المطلق في كل
شؤون الحياة واصبحت السجون والمعتقلات هي السمة البارزة لهذه الانظمة مما ترتب عليه ان يصبح هذا القطر او ذاك ملكا شخصيا لهذاالزعيم ولمن يختارهم افرادا او مجموعات لتقتصر كل امكانات الدخل لهذا القطر او ذاك على جدمة هذه الشريعة وهكذا اصبحت مجتمعاتنا كتل من البشرالمقهورين والمحرومين مضافا الى ذلك مباعيته حاكما مطلقا والى الابد
ولم يكونوا هؤلاء الحكام بالاغبياء اذ حصنوا انظمتهم باشكال مزيفة من المعارضة الرخيصة واباحوا لانفسهم واعوانهم كل المحرمات من قهر للعباد ونهب للبلاد وفي الوقت الذي تتقدم به الامم والشعوب فيدروب الرقي والحضارة ولو ببطء نتراجع نحن بسرعة جنونية نحو التخلف ياكلنا الجهل والمرض والجوع
ان ابشع ما في هذه الصورة القذرة للواقع العربي ان هذا الزعيم الذي ابتلينا به او ذاك لا يمر مسرعا او على حذر بل هو يحضر مستوطنا يفاوض الموت سلفا لو ابقاه مائة سنة اخرى زيادة على عمره المديد والجماهير تدرك
باحساسها الفطري او تحليلها العقلي انها كلما طال عمره كثر واستشرى شره واصبح الخير على يديه من المستحيلات السبع الامر الذي اسقط العالبية العظمى من المواطنين من المحيط الى الخليج في ساس مرير وقهر
ياخذ طريقه للانفجار منتظرا اللحظة المناسبة حتى هبت رياحالخير من تونس على يدي الشهيد البطل بو عزيزي
والذي افتدى امة كاملة بتضحيته والتي تعدت بنتائجها حدود الوطن العربي كله
اذن فنحن امام هذا الواقع الميؤس منه علينا ان نواصل البذل والعطاء مهما كانت التضحيات وتضخمت الضريبة التي تدفعها الجماهير لنيل حريتها وكرامتها وانسانيتها من هؤلاء الجلادين ويكفي المواطن العربي اليوم انه قادر ان يصرخ في وجه اي زعيم او مسؤول وباعلى صوته ان هذا الامر او ذاك من حقي ولن اسمح لك بالعدوان عليه والايام مقبلة بغيومها الماطرة وبربيعها المعطاء








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مواجهات بين الشرطة والمتظاهرين في تل أبيب وسط مطالبات بإسقاط


.. نقاش | كيف تنظر الفصائل الفلسطينية للمقترح الذي عرضه بايدن؟




.. نبيل بنعبد الله: انتخابات 2026 ستكون كارثية إذا لم يتم إصلاح


.. بالركل والسحل.. الشرطة تلاحق متظاهرين مع فلسطين في ألمانيا




.. بنعبد الله يدعو لمواجهة الازدواجية والانفصام في المجتمع المغ