الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


امريكا وايران فى ضوء ثورة 30 يونيه

محمود جابر

2013 / 10 / 4
مواضيع وابحاث سياسية


ما حدث فى مصر يوم 30 يونيه هو "لعنة" لكل اعداء مصر الحقيقيين ويمثل مزاحمة مصرية وإن شئت فقل استعادة الدور المصرى فى الاقليم، وهذا بدوره استفز الولايات المتحدة الامريكية على النحو الذى رأيناه ومايزال مستمرا حتى الآن ويشاركها فيه العديد من الدولة التى كانت تتمنى أن تبقى فى حالة سكون وتراجع.
الثورة المصرية التى اطاحت بحكم الاخوان المسلمين رغم تحذير وليام تايلور "المنسق التحولات فى الشرق الأوسط" في وزارة الخارجية الأمريكية، عسكر مصر من القيام بـ"انقلاب عسكري"، في كلمة له في مؤسسة "مجلس الأطلسي"، مؤكداً أن الولايات المتحدة ستقبل بهدوء بفوز الاخوان ، وقد تكررت هذه التصريحات على لسان مسؤولين أمريكيين كبار منهم هيلاري كلينتون.
هذا التحذير جاء وفقا للاتفاق السرى حول دعم الولايات المتحدة للإخوان في شهر تشرين الثاني 2011 في فرانكفورت بين فريق من وكالة المخابرات المركزية الأمريكية CIA بقيادة مدير الوكالة ديفيد بتريوس وممثلين عن قيادة الإخوان المسلمين.
الامريكان كانوا يهدفون إلى ملء فراغ النفوذ السياسي على المستوى الإقليمي من خلال الإخوان، فهم من يحاربون النظام في سورية، و ينفذون مخططات الولايات المتحدة لخلق "شرق أوسط كبير".
وقد أكد هربرت لندن، الرئيس السابق لمعهد هدسون، والرئيس الفخري الحالي لمركز الأبحاث الأنجلو - ساكسوني، بأن باراك أوباما قرر أن يعتمد على تركيا والإخوان فيما يتم خلق حكومة سورية ما بعد النظام الحالي، في كتابه المعنون: "الولايات المتحدة تخون المعارضة السورية".
والواقع يقول أن وجود الإخوان يدعم مصالح واشنطن في جعل منطقة "الشرق الأوسط" أكثر "حيوية… فنظام الحكم العسكري الذي ترأسه حسني مبارك لا يفيد لتحقيق مثل ذلك الغرض… فقد بات "ليناً" وكفّ عن أن يكون قوة إقليمية ضاربة رئيسية.
وإن مجيء الإخوان للسلطة في مصر سيؤدي إلى قلبها ضد روسيا والصين…. والقوقاز الشمالي، وما وراء القوقاز، وايران، ومقاطعة شينجيانغ (اليوغور) الصينية المستقلة سوف تصبح كلها أهدافاً للإخوان.
كما أن الفرع السوري للإخوان سبق أن وصف روسيا والصين وإيران بأنهم (شركاء في جرائم قتل المدنيين السوريين)، متهماً إياهم بتقديم الدعم السياسي وإيصال الأسلحة للنظام في سورية… وهذا يكشف بوضوح التوجه السياسي للإخوان ويظهر من يعطيهم الأوامر!!..
وبالتالى فسقوط الاخوان فى مصر يعنى ذهاب القوى التى كان يمكن للولايات المتحدة المراهنة عليها فى تحقيق توزان فى منطقة الشرق الاوسط مع ايران من خلال سعى الاخوان فى اشعال حروب مذهبية فى وجه ايران تكبل تقدمها فى المشرق العربى، وعليه فإن سقوطهم واستعادة المؤسسة العسكرية المصرية لدورها يمكن ان يضع امريكا بين فكى الرحى، ايران ومصر ومن هنا استغلت الولايات المتحدة المناخ الرئاسى الاصلاحى الجديد فى ايران لبدء حوار يمكن امريكا من بقاء نفوذها فى المشرق العربى والخليج جمبا الى جمب مع ايران حتى تكتشف امريكا حجم التغيرات الحاصلة فى مصر وتقيم مدى خسارتها من سقوط شريكا استراتيجيا كانت تراهن عليه من هنا نرى ان الحوار الامريكى الايرانى هو استباق للحالة المصرية التى تتبلور حاليا والتى يمكن ان تشكل عنصرا ممانعا للامريكا، ان امريكا لا ترغب فى مواجهة عدوين فى وقت واحد .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. سرايا القدس: خضنا اشتباكات ضارية مع جنود الاحتلال في محور ال


.. تحليل اللواء الدويري على استخدام القسام عبوة رعدية في المعار




.. تطورات ميدانية.. اشتباكات بين المقاومة الفلسطينية وجيش الاحت


.. ماذا سيحدث لك إذا اقتربت من ثقب أسود؟




.. مشاهد تظهر فرار سيدات وأطفال ومرضى من مركز للإيواء في مخيم ج