الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المصالحة مع نواب الأرض والسماء «1»

رفعت السعيد

2013 / 10 / 5
مواضيع وابحاث سياسية


.. ولأن البعض لم يزل يسعى نحو المصالحة مع العدو الإخوانى الفاشى إما أملاً فى إيقاف العنف أو أملاً فى بعض من مقاعد برلمانية فإننى أواصل.. فأبدأ بوصية لسيدنا على بن أبى طالب لمالك بن الأشتر ورغم أن علياً كان ساعياً نحو مصالحة ولكن مبدئية مع الخوارج إلا أنه قال له «خذ الحذر من عدوك بعد مصالحته، فإن العدو ربما تقرب لينفذ شهوته فى القتل».

ثم أتابع عبر كتاب قيم صدر عام 1995 بعنوان «العنف الأصولى – نواب الأرض والسماء» ويضم ثلاثة عشر بحثاً تتعامد مع بعضها برفض أفكار التصالح مع التأسلم. ونبدأ بالدهشة التى تلبست المفكر السورى عزيز العظمة «ثمة دعوة غريبة إلى (تطبيع) العلاقات مع الحركات الإسلامية سياسياً ومحاورتها والقبول المبدئى بها كمكون من مكونات الجسم السياسى العربى. ويلاحظ أن الخطاب السياسى المتأسلم «يشد ويرخى، ويقترب ويبتعد، ويتقدم ويتراجع، ويضغط ويصمت أما دعاة الحوار والتطبيع فيعيشون أو يتظاهرون بديمقراطية مجردة لا تشوبها السياسة ويتصورون أن البازار الديمقراطى يجب أن يتسع لكل من يمتلك المساهمة والحضور، أما الإرهاب والتطرف فهما شأنان يمكن تهذيبهما بالديمقراطية والقدوة الحسنة والحجة الرشيدة» [صـ13] ثم هو يلجأ إلى التجربة الجزائرية مؤكداً «أن ترك السلطة للمتأسلمين كان من شأنه فرض التوقف القسرى على العملية الاجتماعية الجزائرية فى إطار هندسة اجتماعية متأسلمة تستبعد الآخرين.

.. وأسأل أليس هذا ما حدث مع إخوان مرسى بالضبط؟ ويقول العظمة إن البعض ومنهم يساريون وليبراليون يغلبون نواياهم الحسنة فى أفضل الأحوال إزاء خطاب المتأسلمين المزدوج والملتبس – ويورد مثالاً يرفض فيه فكرة وجود معتدل ومتطرف فى المتأسلمين فيقول وقف الشيخ محمد الغزالى المعتدل أمام المحكمة فى إطار الدفاع عن قاتل فرج فودة فقال «إن من يجهر بالمطالبة بعدم تطبيع الشريعة كافر ومرتد وينبغى أن يُقتل» ثم أضاف «إن القاتل يكون فقط مفتئت على السلطان» ثم «إنه لا يذكر فى الشرع عقوبة على الافتئات على السلطان» ثم يبدى عزيز العظمة دهشته من سكوت الكثير من الديمقراطيين والليبراليين على فتوى كهذه تبيح علناً وأمام القضاء القتل «رغم أن الفقهاء الذين هم أرقى فقهاً من الغزالى لم يقبلوا ذلك، وهكذا نرى أن كثيرين من الديمقراطيين والليبراليين إذ يرفضون إقصاء قوى التأسلم من العملية السياسية إنما يلقون بأنفسهم وبأوطانهم وشعوبهم إلى الأقدار.

ونعود إلى العظمة متحدثاً عن التطرف والاعتدال عند المتأسلمين فيقول «إنهما يلتقيان فى سياستهما الثقافية والاجتماعية والفكرية، وهما يتوحدان معاً كتناغم آلات الأوكسترا الواحدة التى تربط بين أصوات بالغة الاختلاف لأداء خط موسيقى واحد». ذلك أنه بين السياسيين المتأسلمين وبين الحركيين الإرهابيين رابط أساسى هو الهدف، والهدف هو إقامة سلطة دينية متأسلمة، ثم يضع يده على الجرح الحقيقى فيقول «وليس ثمة شك فى أن الإرهاب المتأسلم هو تحديداً الذى يدفع بعدد من المثقفين المصريين إلى الهروب إلى الأمام والدعوة إلى حوار مع الأصوليين، وقد يتجاوب معهم بعض المتأسلمين بهدف اكتساب شرعية فقدت، ولكن أحداً من هؤلاء المثقفين لم يلحظ أنه وفى كل الأحوال فإن أحداً من هؤلاء المتأسلمين لم يبد أى استعداد للتنازل عن مواقف محددة واضحة مثل قيام سلطة دينية صرفة أو فرض الاستبداد الاجتماعى على قوى محددة مثل النساء والمسيحيين. وهم أبداً لم يقبلوا أو يتصوروا أن أيديولوجيتهم هى مجرد رافد فكرى ضمن روافد أخرى تتناقض معهم ويتعين قبول وجودها والتعامل معها» [صـ24].. ولم يزل فى هذا الكتاب المزيد.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. استعدادات دفاعية في أوكرانيا تحسبا لهجوم روسي واسع النطاق


.. مدير وكالة المخابرات الأميركية في القاهرة لتحريك ملف محادثات




.. أمريكا.. مظاهرة خارج جامعة The New School في نيويورك لدعم ال


.. إطلاق نار خلال تمشيط قوات الاحتلال محيط المنزل المحاصر في طو




.. الصحفيون في قطاع غزة.. شهود على الحرب وضحايا لها