الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لا لدستور لا يضمن أحلام الفقراء

جاسم محمد الحافظ

2005 / 5 / 27
العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية


خلقت التغييرات الدراماتيكية الكبرى التي حدثت في العراق إثر إنهيار الدكتاتورية البعثية، أجواءً سياسية واجتماعية، مشحونة بمشاعر البهجة والأنعتاق، أجواء إطلقت فيها تطلعات الجماهير الشعبية في الوحدة الوطنية. متمثلة في التوافق على عدد من القضايا العقدية من أهمها تشكيل مجلس للحكم بتمثيل كل المكونات العراقية المنسجمة مع التغيير، والذي تمكن بسبب ذلك من إتخاذ عدد من القرارات المنسجمة مع المصالح الوطنية والأقليمية والعالمية.
غير أن التطورات اللاحقة بعد الإنتخابات – والتي شكلت حدثاً نوعياً هاماً وكبيراً في تاريخ العراق المعاصر والمنطقة كلها رغم ما إكتنفها من خروقات مّرة – قد أخلت بالتوافق الوطني والتناسب الواقعي بين التيارات الفكرية على الساحة العراقية عموماً والقسم العربي منها بشكل خاص، مذ أقصت عن المؤسسات الوطنية كالبرلمان والحكومة ومجلس الرئاسة، قوى وشخصيات سياسية لها رؤيتها الواضحة في هندسة الحياة السياسية وفي إعداد دستور يؤّمن للعراق دولة فيدرالية ديمقراطية عصرية، منفصلة عن الدين في التفاصيل وملتحمة معه في كل ما يمنح الحياة عدالة وبهجة، دولة تأخذ بسياسة التطور المتوازن لكل القطاعات الإقتصادية والمناطق الجغرافية، دولة تضع العراق على طريق التقدم الإقتصادي والتقني، في منطقة تعد بأن تكون قطباً إقتصادياً ومركزاً تجارياً وسياسياً قوياً.
إن المعركة الأصعب والأهم اليوم وبعد سقوط الدكتاتورية، ستكون معركة كتابة مسودة الدستور الدائم، وتنوير الناس للتصويت له. إن هذه المعركة تستلزم من كل القوى الليبرالية والديمقراطية والإسلامية المتنورة إن ترص صفوفها وتشحذ يقضتها لتكافح من أجل دستور تتوازن فيه جميع القيم الإنسانية النبيلة لمكونات مجتمعنا وتحذر الناس من الاعيب ومناورات تمرير الأفكار المتطرفة مهما كان مصدرها وخاصة تلك التي تختطف الدين الإسلامي الحنيف وتتمترس وراءه. وأن يصار الى كتابة الدستور على ضوء قانون إدارة الدولة. وذلك لضمان سد ذرائع التدخل الأجنبي في شؤون بلادنا ولتحقيق أحلام الفقراء في العيش الكريم والأستقلال الناجز.
إن محاولات الألتفاف على قانون إدارة الدولة والتهرب من التقيد بنصوصه – رغم قصوره عن تحقيق كل طموحاتنا – وإثارة مظاهر التوتر السياسي في أقليم كردستان بين الحزبين الرئيسيين، والأتهامات الخطيرة التي يتبادلها رئيس هيئة علماء المسلمين وأطراف من فيلق بدر (مع إيماننا بتعارض وجود الميليشيات مع المجتمع الديمقراطي التعددي)، والدعوات المبطنة لثارات طائفية، وعودة للسيد مقتدى الصدر الى المسرح السياسي ثانية لأثارة البلبلة والتشويش، إن كل هذه المظاهر مؤشر على رغبة البعض في تشكيل مسرحاً سياسياً مضطرباً لتشتيت وأضعاف جهود القوى الديمقراطية وأبتزازها، ومن ثم تمرير مشروع دستور يجهز على احلامنا جميعاً.
الاّ إن من المفيد تذكير هذا البعض بإن حكمة العراقيين المجبولة بدماء ودموع الفقراء ستنتصر حتماً وستؤول هذه السياسات الرجعية والطائفية المتطرفة والعنصرية الفاشية الى الأندحار.

د. جاسم محمد الحافظ
لنـــدن








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بمشاركة آلاف المتظاهرين.. مظاهرة مؤيدة للفلسطينيين في صنعاء


.. تركيا تعلن مقتل 17 مسلحا من حزب العمال الكردستاني شمال العرا




.. كرّ وفرّ بين الشرطة الألمانية ومتظاهرين حاولوا اقتحام مصنع ت


.. الشرطة تعتقل متظاهرين مناهضين للحرب الإسرائيلية على غزة في ج




.. اعتداء الشرطة الهولندية على متظاهرين متضامنين مع فلسطين