الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حسن العلوي يؤرخ خارج إطار التاريخ

عادل الخياط

2013 / 10 / 6
مواضيع وابحاث سياسية




في الزوبعة التي أثارها " جلال الدين الصغير " كان حسن العلوي قد كتب أو عقبَ على تلك الإستثارة بطريقة مضحكة , ومن ذلك ما أتذكره إنه رجع بالواقع العراقي إلى حقبة الستينات وكيف إن والد هذا الصغير كان شخصية دينية لها حرمة في الوسط السياسي العراقي .. وما إليه .. حينها كتبت موضوعا مقتضبا في موقع صوت كوردستان بعنوان : بين العلوي والصغير " .. الموضوع لا يحتمل أي تمييز عن الكثير من المواضيع التي كُتبت عن الصغير والمهدي المنتظر وما إليه , لكنه كان يضرب على المستوى التفكيري الممسوخ لحسن العلوي عن أهمية والد الصغير هذا في وقت كان رجال الدين في تلك الفترات لا يساوون عود ثقاب في الواقع السياسي العراقي , والتاريخ الحديث قبالتنا عن مديات التأثير لعمامة الدين في الواقع السياسي العراقي .

اليوم , حسن العلوي يدخل في مهاترات من نوع أشد ضآلة , فإذا كانت فتوى محسن الحكيم عن الحزب الشيوعي في فترة الخمسينيات قد أثارت زوبعة ( وقتية ) من نوع ما في الشارع العراقي , وإذا كانت عملية تأطير الصغير ووالده بتأطير مبالغ فيه , اليوم نرى العلوي يُدخل نفسه في زوبعة أخرى عن هذا اللفيف الإسلامي , لكن هذه المرة مع حزب الدعوة ومالكه الحاكم العام .

كل الذي قاله العلوي عن صدام في عشية إعدامه صحيح : عن أن الذي أُعدم هو صدام " السني " وليس صدام الديكتاتور , وتلك كانت من ضمن خلفيات المفرقعات الدامية التي يعيشها العراق اليوم .. لكن ما وقع فيه العلوي من خلط هو : تبجيله لحزب الدعوة بعد هروبه من العراق ولقائه بمسؤولي هذا الحزب في سوريا في فترة الثمانينيات , والسؤال الذي يتمخض عن ذلك الفرك هو : كيف يُبجل حزب أصلا لم يكن متواجدا على الساحة السياسية ؟ ببساطة : لو تلخص الواقع السياسي العراقي من حقبة الخمسينات أو الأربعينات إل نهاية السبعينات , هل ثمة حزب يُسمى حزب الدعوة , الجواب لا , لا يوجد .. طيب ما بعد الثمانينات : في دولة مجاورة التي هي " إيران " سطت مجموعة دينية على ثورة الإيرانيين ضد الشاه , ومن ثم إرتمت في أحضان تلك المجموعة الدينية مجاميع دينية عراقية بدافع مذهبي : ومن ثم تمخضت عنها تسميات تريد اليوم ان تصنع لها منمنمة تاريخية غير نابضة فكريا في الواقع أصلا .

دعني ألخصها على النحو التالي
: نهاية السبعينيات ضُرب الحزب الشيوعي العراقي , في ذات الفترة صعد نجم صدام حسين الغير منضبط مع أي توجه مُعارض .. عندها كذلك صعد نجم الإصولية الإسلامية الخمينية التي توازي في مفهومها التطرف القومي البعثي - بغض النظر عن مفهومها القومي الفارسي المُبطن -
بعد ذلك حدثت الحرب الثمانينية , الشيوعيون بعد ضربهم إنزووا في جبال كردستان , مجموعة دينية تابعة لإيران نفذت عمليات مسلحة في الجامعة المستنصرية , وبعدها عملية أخرى .. تلفزين بغداد ظهر مذيعه المخضرم " مقداد " ليعلن عن إعتبار " حزب الدعوة " بإعتباره حزبا تابعا إيرانيا " وتلك حقيقة لا مجال للشك فيها " .. لكن الحقيقة هل فعلا يوجد حزب يُسمى " حزب دعوة " ؟ .. الحقيقة تقول : لا , لا يوجد حزب بمعنى الحزب الهيكلي الهرمي الذي نفهمه عن الأحزاب .. فقط مجرد أشخاص ذات ولاءات دينية , أعطاها سيطرة مافيا الدين الإيرانية على السيطرة على الدولة الإيرانية زخما من نوع ما .. أما ما يُقال إن هذا الحزب قد شُكل في نهاية الخمسينات على يد محمد باقر الصدر فتلك حتى وإن كانت صحيحة , فإنه - الحزب - ليس ذات هيكلية متعارف عليها , كذلك ليس له وزن تاريخي في فترة الصراع السياسي في الخمسينيات والستينات والسبعينيات -

بالمناسبة أيضا عندما ضُرب الحزب الشيوعي نهاية السبعينات , كانت الناس قد أخذت تتابع أو تستمع لـ إذاعة طهران التي أخذت تكيل الشتائم لنظام الحكم العراقي , حينها أخذ حتى بعض الشيوعيين يتوسمون خيرا بنظام الملالي لإسقاط نظام صدام بعد تماديه في القهر .. عند ذلك الوقت أخذت سلطات الأمن تعتقل صبيانا وشبابا يصلون في الجوامع بتلقائية ليست لها علاقة لا بسياسة ولا حزب دعوة ولا بطيخ , ومن حينها نُسب إلى كل من يُعتقل في جامع إنه ينتمي لهذا الحزب

فهل نختلق الأحداث , أم أنها لا تزال تدور في المخيلة .. " قاسم حسن المعيدي " شخص بسيط تلقائي حباب , قاده حظه العاثر أن يصبح متدينا بعد أن كان ناشطا في إتحاد الطلبة الشيوعي . بالضبط نهاية 1978 إعتقلته سلطات الأمن على اساس ديني شيوعي " تصور التناقض " بعد يومين في دائرة أمن الناصرية , قُتل تعذيبا ورُمي بجثته على طريق : ناصرية - شطرة .. هذا مثال بسيط عن البداية .. ثارت الثوائر ودارت الدوائر والناس على أبواب البيوت تُندد وتستغيث الويل عندما أستقدمت الجثة , لكن بعد وطر من تلك الحادثة أضحت الناس تخاف على حياتها من ذلك القمع مع توارد الأمثلة ! ..


حسن العلوي هذا مثال من مليون وكلها ليست ذات صلة لا بحزب ديني يُسمى حزب الدعوة ولا بمجلس أعلى .. كل تلك التشكيلات لا وجود لها في الموروث السياسي العراقي , جميعها إنبثقت أو رسملتها حكومة الملالي في حقبة الثمانينات بالتلاقح مع نظام دمشق كقرقوزات إحتياطية لسقوط نظام صدام , وها هي اليوم تجني ترسيماتها التي لا أقول أنها جهنمية - جهنمية هي بالفعل جهنمية على الواقع العراقي - أما أنها جهنمية في مستوى الذكاء , فلا أظن ذلك , إنما المرحلة ومديات مستوياتها العقلية هي التي قادت لتلك الكارثة التي تعصف بالعراق .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. رغم تحذيرات الحكومة من تلوث مياهها... شواطئ مغربية تعج بالمص


.. كأس أمم أوروبا: فرنسا تسعى لتأكيد تفوقها أمام بلجيكا في ثمن




.. بوليتيكو: ماكرون قد يدفع ثمن رهاناته على الانتخابات التشريعي


.. ردود الفعل على قرار الإفراج عن مدير مجمع الشفاء الدكتور محمد




.. موقع ناشونال إنترست: السيناريوهات المطروحة بين حزب الله وإسر