الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الشتات الفيلي سمة الماضي والحاضر

علي حسين غلام

2013 / 10 / 6
القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير


بعد أحداث التسفيرات التي شملت العوائل الفيلية في القرن الماضي وما صاحبتها من إضطهاد وظلم وقهر ومآسي وأساليب قمعية لتغييب المحتجزين من الشباب الفيلي في ظروف غامضة وبأدوات قتل وتعذيب متنوعة، حيث كانت لهذه الأحداث وقائع أليمة ومؤثرة في المجتمع الفيلي لتبدأ معها رحلة الشتات الفيلي وتمزيق الجسد الفيلي لتتناثر أوصاله بين التشريد والغربة في بلاد شتى أو الإنصهار في العشائر العربية العراقية أو الإندماج في مجتمعات بمسميات وعناوين أخرى هرباً من أسم الفيلية الذي بات أسماً منبوذاً للأسف عند أهله قبل الآخرين بل تنكروا عن الهوية الفيلية وبأصرار عنيد خصوصاً بعد أن بدأت الأجهزة الأمنية القمعية في العهد البعثوي الدموي بالتنكيل وإضطهاد الفيليين بالتزامن مع أعلام مسموم ممنهج ودعايات مخابراتية لئيمة وخبيثة للنيل من أصولهم وجذورهم العراقية الأصيلة وتشويه صورتهم الوطنية وأعتبارهم مواطنين من الدرجة الثانية بل أدنى من ذلك، لترتسم هذه الصورة في ذهنية الغالبية من الشعب العراقي وقد أستغلها ضعفاء النفوس بشكل واضح لغرض إباحة ونهب وسلب وإغتصاب الممتلكات العائدة للمسفرين، ناهيك عن الأسلوب القهري الرخيص للقوى الأمنية بكل أشكالها وألوانها ومستوياتها في تخويف وإبتزاز المواطن الفيلي من أجل الحصول على مكاسب مادية كبيرة، كل هذه العوامل وغيرها من الضغوطات التي لم نذكرها ويعرفها القارئ أثرت وبشكل كبير على نفسية وذهنية بل وعلى عقلية الكردي الفيلي ليصل الى قناعة راسخة بضرورة التخلي عن الفيلية للأبتعاد عن كافة الآثار السلبية والإنتهاكات الخطيرة لحقوق الإنسان المترتبة على هذا الإنتماء ودفع الشر والضرر قدر المستطاع، لقد أصبح الشتات صفة تلازم المكون الفيلي في الماضي بل أخذت هذه الصفة مساحة واسعة لتصبح عقدة سلبية معقدة لا يمكن حلها في الوقت الحاضر وفي ظل هذه االتحديات العصيبة وقوة قوية مؤثر في اللاوعي التاريخي والعقل الباطني لذات الشخصية الفيلية، بحيث أخذت لتمتد وتؤثر في الثقافة الفيلية لتشمل النخب المثقفة والكفاءات وعموم طبقات وشرائح المجتمع الفيلي، وإنما تعدى كل الحدود ومنها الفكر ليشمله الشتات الفكري وهي طامتنا الكبرى (لنضيّع الخيط والعصفور)، جميع الشعوب المضطهدة تستنجد نخبها ومثقفيها ومفكريها لإنتشالها من الواقع المزري المتردي والنهوض بها بما يلائم موقعها ومكانتها التأريخية وأستشراف المستقبل من أجل أجيالها القادمة لتعيش بكرامة وحرية وعدالة إجتماعية ورفع الحيف والظلم الملاصق لها منذ أمد بعيد، فأين نخبنا السياسية ومثقفينا لإنتشال الشعب الفيلي من وضعه المأساوي وإعادة الروح الى الهوية الفيلية والإنتماء والولاء لها وإعادة الثقة بالنفس الفيلية وتعزيز الأواصر الأخوية ليأخذ دوره الحقيقي والتأثير في الواقع الإجتماعي والسياسي والثقافي في إطار المجتمع العراقي عموماً والفيلي خصوصاً، إن الشتات الفكري وإنعدام رؤية التوحد وعدم التوافق على المشتركات جعل من نخبنا كلاً يفتح دكان لعرض بضاعته وبأساليب متنوعة وفي مجملها خانعة خاضعة تابعة لجهات مستفيدة من هذا الشتات الفيلي إلا القلة القليلة التي ترى مصلحة الفيلية فوق المصالح الشخصية والفئوية، ولذلك سيبقى الفيليون مشتتون ومهشمون طالما هذا هو حالهم متخوفون من شبح الفيلية التي تؤرق نفسياتهم وعقولهم بفعل اللاوعي التأريخي والمصالح الشخصية، فما الحل؟؟؟ الحل يكمن في تجريد وتهذيب عقول النخب والمثقفين من الشتات الفكري التابع للغير بقصد أو من غير قصد أو لأجل منافع ومصالح ذاتية ضيقة والوسطية بين العقيدة والقومية وإعادة الإعتبار للهوية الفيلية ككيان مستقل له خصوصيته وأمتداده بكل الإتجاهات، وإحترام القيم والمبادئ الفيلية التي تربى عليها أجدادنا الأوائل وإشاعة روح المحبة والتسامح والإحترام المتبادل والإبتعاد عن التعالي والتكبر وإستصغار الآخرين، والتحرر من مارد الخوف الأسود الذي يقيد كل تحركاتنا ومنطلقاتنا التي تساهم في توطيد العلاقات الأسرية والإجتماعية والثقافية، إن الأهتمام بالمنتديات الإجتماعية والثقافية بعيداً عن السياسية السبيل الوحيد لإعادة اللحمة والحميمية الى علاقاتنا الأجتماعية ولملمة أطراف الثوب الفيلي المهلهل وزرع الثقة في النفس من أجل تثبيت الذات وإستنطاق الهوية الفيلية والتفاخر بهذا العنوان السامي والذي له سمات وخصائص متميزة قلما تجدها في مجتمعات أخرى. إن تجاوز المحن والمصاعب يتطلب الصبر وسعة الصدر والعمل الجمعي بعقول ناضجة واعية عميقة الفهم والإدراك لما يجري حولنا وبناء رأي عام موحد أزاء القضايا المهمة التي تحدد مصيرنا والإبتعاد عن مفهوم ( رأي أنا وإلا فلا؟؟؟)، وأنا أقول إن لم نجتمع ونتفق على كلمة سواء ونتوحد فأن مصيرنا هو الشتات وتدمير أجيالنا القادمة ونصبح في خبر كانَ.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عمليات بحث وسط الضباب.. إليكم ما نعرفه حتى الآن عن تحطم مروح


.. استنفار في إيران بحثا عن رئيسي.. حياة الرئيس ووزير الخارجية




.. جهود أميركية لاتمام تطبيع السعودية وإسرائيل في إطار اتفاق اس


.. التلفزيون الإيراني: سقوط طائرة الرئيس الإيراني ناجم عن سوء ا




.. الباحث في مركز الإمارات للسياسات محمد زغول: إيران تواجه أزمة