الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


دعوة مخلصة لوحدة كل القوى والتيارات الديمقراطية والعلمانية في جبهة وطنية عريضة استعداداً للانتخابات

حامد الحمداني

2013 / 10 / 6
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي


لم تتوقف دعواتنا المتكررة لقوى اليسار والديمقراطية والعلمانية منذ سقوط نظام طاغية العراق صدام حسين لتوحيد قواها، ووضع برنامج وطني ديمقراطي، وتوحيد خطابها السياسي والاجتماعي والاقتصادي الذي تتوجه به إلى جماهير الشعب، والذي يتحسس كل المشاكل والمصاعب المتعلقة بحياة المواطنين، ويضع الحلول الصائبة لمعالجتها وفق خطط واقعية مدروسة ومقنعة، كي تكسب دعم ومساندة الشعب الفاعلة، و كي تكون قوة مؤثرة في البرلمان المنتخب وعلى الساحة السياسية العراقية .

لكن الذي يؤسف له أن هذه القوى قد تجاهلت تلك الدعوات المخلصة وتجاهلت مصالح الشعب والوطن ومستقبلهما، وفضلت الحفاظ على استقلاليتها وفرديتها ومصالحها الحزبية الضيقة في وقت يجتاز العراق أخطر مرحلة في تاريخه قد تقرر مصير الشعب والوطن لعقود عديدة حيث سيجري انتخاب المجلس النيابي الجديد، وانتخاب رئيس جديد للبلاد، واختيار رئيس وزراء، وتشكيل حكومة جديدة تتولى حكم البلاد للسنوات الأربع القادمة، هذا إلى ما ينتظر الحكومة القادمة من مهام ثقيلة في مقدمتها إعادة الأمن والسلام في البلاد، ويتولى المجلس النيابي تعديل الدستور بما يحقق مصالح الشعب العراقي، ويحافظ على وحدة البلاد، ويعزز اللحمة بين سائر اطراف مكونات الشعب، والتخلص من اسلوب المحاصصة الطائفية اللعينة التي ثبت فشلها في حل ازمات البلاد المستعصية، وفي المقدمة منها تحقيق الأمن والسلام المفقود، والتفرغ لعملية البناء، ومعالجة مشكلة البطالة المستشرية، وتوفير الخدمات الأساسية للمواطنين من ماء صالح للشرب وكهرباء ووقود وخدمات صحية وتعليمية إضافة إلى تأمين حياة كريمة للمواطنين .

لقد دخلتْ الانتخابات السابقة أعداد كبيرة من القوى والأحزاب السياسية جاوزت المئة، وهناك أعداد غفيرة منها تتخذ من الديمقراطية شعاراً لها، لكن مما يؤسف له ان هذه القوى دخلت الانتخابات بحالة من التشرذم والتمزق وخرجت من تلك الانتخابات
تجر اذيال الفشل، وضياع أصوات الناخبين، وضياع الفرصة الثمينة لإثبات وجودها وتأثيرها في تحديد مستقبل البلاد.

لم تدرك هذه القوى أن في توحيد الجهود قوة، وأن في التمزق والتشرذم الخسران والخذلان، وتجاهلت هذه الحقيقة التي لا تخفى على أي إنسان!

لم تدرك ما جرى على الساحة السياسية من اصطفاف للقوى الإسلامية مع بعضها بالإضافة إلى استغلال الدين والمرجعية، والتأثير الكبير الذي أحدثه ذلك على الجماهير الشيعية، وبشكل خاص الجماهير البسيطة التي تعتبر التصويت للقائمة التي باركتها المرجعية أمراً يجب الالتزام به كي تنال رضاها؟

لقد أدركت قوى الاسلام السياسي ما لم تدركه قوى اليسار والعلمانية المتباهية في ثقافتها وإدراكها، ودخلت الانتخابات مؤتلفة مع بعضها مدعومة بمباركة المرجعية، وأحرزت ذلك الانتصار الساحق.

وبدات تعض قوى اليسار والديمقراطية والعلمانية أصابع الندم بعد أن ضيعت الفرصة الثمينة بسبب أنانيتها وفرديتها وتفضيل مصالحها الحزبية الضيقة فخرجت من الانتخابات فاضية اليدين، ولم تحصل إلا على الفتات، ومعضمها لم يحصل على شيئ.

هل ستضل قوى اليسار والعلمانية والديمقراطية سائرة على نهجها الحاضر بكل ما فيه من فشل وخسران وضياع للجهود، أم ستتعلم من ذلك الدرس القاسي، استعداداً للانتخابات القادمة التي باتت قريبة؟

أيها السادة كنا نقرأ في قراءة الصف الرابع الابتدائي المثل الذي قدمه الشيخ الكبير لأبنائه عندما أعطى لكل ولد عصا وطلب منه أن يلويها فكانت تنكسر بيديه، وعندما أعطاهم حزمة من العصي وطلب من كل واحد منهم أن يلويها فلم يفلح، ولم تنكسر الحزمة، فقال لهم الشيخ الجليل انتبهوا يا أولادي أن اتحدتم فلا أحد يستطيع التغلب عليكم، وإن تفرقتم فمصيركم الخذلان والانكسار، ومنذ ذلك الحين وقبل أكثر من 70 عاماً كان الطلاب يقرأون هذه الحكمة البسيطة في سردها والكبيرة في معناها.

بالأمس تناولت وكالات الانباء عن تكوين تيار ديمقراطي جديد، على الرغم من وجود تيار ديمقراطي على الساحة السياسية يضم العديد من القوى والشخصيات السياسية والتي دعت وما تزال تدعو كل القوى السياسية والشخصيات الوطنية المؤمنة حقاً وصدقا بالديمقراطية والعلمانية إلى التوحد في جبهة وطنية عريضة كي لا تضيع جهود الجميع ادراج الرياح وتتقاسم اصوات ناخبيها احزاب الاسلام السياسي، كي تبقى ممسكة بسدة الحكم، وتتصرف كما تشاء بمصالح وثروات البلاد، دون وجود معارضة قوية على الأقل تقف لها بالمرصاد وتحاسبها على تصرفاتها واخطائها الضارة بمصالح الشعب والوطن.

اننا ندعو قادة التيار الجديد أن يعيدوا النظر في حساباتهم، ويمدوا ايديهم نحو اخوانهم في التيار الديمقراطي لتوحيد الجهود والاعداد للإنتخابات القادمة عما قريب، وعدم اضاعة الفرصة التي يمكن أن تحقق نجاحات مؤكدة اذا ما تم لم شمل الجميع في جبهة موحدة تستطيع جر جانب كبير من جماهير الشعب الواسعة، والتي تشعر بالمرارة من سوء الاوضاع الاقتصادية والأمنية، وتدهور الخدمات الاجتماعية، وزجها بمعركة الانتخابات لتحقيق حلمها بعراق ديمقراطي متحرر يحقق العدالة الاجتماعية لسائر مكونات شعبنا دون تمييز.











التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الرفيق العزيز حامد الحمداني
فؤاد النمري ( 2013 / 10 / 7 - 11:57 )
قد توافقني يا رفيق بأن الشعب في البلاد مثل بلداننا العربية يحتشد في الطبقة الوسطى بنسبة تزيد على 90% وطبقة العمال والملاك العقاريين وغيرهم لا تزيد عن 10% فقط
الطبقة الوسطى وهي تمتاز بالدهاء تستولي على حرفة السياسة بكل ألوانها
منها ما يتمركس (اليسار) ومنها ما يتأسلم (اليمين) ومنها ما يتلبرل (الوسط)

وعليه فأنت يا رفيق تناشد طلائعي الطبقة الوسطى بإخلاص لأن يتحدوا ويعوا مصالحهم ويدافعوا عن طبقتهم دون تردد

لعلي هنا أطمئنك يا رفيق بأن الطبقة الوسطى تعي مصالحها أكثر مما تتصور فهي تحكم العالم اليوم دون أن يكون لها نمط من الإنتاج يبرر استيلائها على كل السلطات، دون أن تنتج شيئاً يؤكل باستثناء الفلاحين منها
هل لك أن تقول مبررات مختلف القوى العراقية في استلام السلطة سواء دولة القانون أو القائمة العراقية أو حتى اليسار المتخيل

قل لي من ينتج ماذا، أقول لك من له الحق بالحكم
هذا هو ما تعلمناه من ماركس

اخر الافلام

.. استمرار مساعي التوصل لاتفاق دفاعي بين السعودية والولايات الم


.. الصين تغزو الجانب البعيد من القمر.. ما القصة؟




.. فرار مستوطنين من حافلة بعد دوي صفارات الإنذار


.. أردوغان: حماس استجابت بإيجابية لعرض الرئيس الأمريكي عكس نتني




.. روبرت مردوخ يتزوج للمرة الـ