الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


السلطان شرف الدين – احتكار الله و استعباد البشر – بين الانفصال عن الواقع و العبث.

نضال الربضي

2013 / 10 / 6
كتابات ساخرة


السلطان شرف الدين – احتكار الله و استعباد البشر – بين الانفصال عن الواقع و العبث.

يصدر السلطان شرف الدين إدريس شاه، سلطان مقاطعة سلانغور الماليزية أمرا ً نافذا ً مُلزما ً بمنع غير المسلمين من لفظ كلمة "الله" فالإسم المقدس لفظ ٌ احتكاري ٌّ على المسلمين، و السلطان يرى نفسه في مقاطعته خليفة المسلمين و الناطق باسم الله و الحارس الشخصي الوكيل المُوكل على الاسم و حقوق استخدامه، و لا يتمهل سلطاننا المستسلطن في التفكير في الكيفية التي سيتم فيها منع الناس من لفظ كلمة معينة، و الإجراء الناجع لضمان نجاح الأمر السلطاني الذي لا يرد، و كيفية التعامل مع العاصين الذين من الممكن أن يفكروا في الإسم تفكيرا ً عقليا ً أو يخطوه على ورق أو على مقال أو يرسمونه على حائط أو حتى يهمسون به لأنفسهم و عائلاتهم في خلواتهم.

السلطان شرف الدين يعتقد أنه يمتلك سيطرة حصرية و حقا ً مُطلقا ً على إسم "الله"، فهذا الإسم له، و لمسلمي ماليزيا فقط، و هو و هم من تحت آباطه الطاهره العابقة برائحة الإيمان يستطيعون أن يمنعوا غير المسلمين من لفظ اسم الله و استخدامه في عباداتهم و التضرع و التعبد إليه.

يبدو أيضا ً أن السلطان المستسلطن سلطنة لا سلطنة بعدها غير مضطلع على العالم الخارجي، و يبدو أن جواريه الفاتنات الساحرات يجعلنه في حالة يوفوريا دائمة لا يتأتى له معها التفكير في مجرد وجود عالم خارجي فيه أديان أخرى سبقت الإسلام فيهم عرب مسيحيون و يهود من قبلهم ما زالوا يستخدمون لفط "الله" للدلالة على إلههم المعبود. لكن تلك نقطة شكلية لا ينبغي تضيع الوقت في التفكير فيها خصوصا ً مع وصول شحنة جديدة من الأثداء و الأرداف و الأفخاذ و ما بينهن تنتظر الافتتاح السلطاني.

و يستلزم هذا التوهان الفكري و السلطنة العالية أن يكون السلطان يتسلطن بنوع ٍ فاخر من الحشيش يعطيه إحساس بقوة غير اعتيادية و سيطرة مُطلقة على مواطنيه و غير مواطنيه، بحيث يعتقد دامت سلطنته أن رغبته في عمل شئ تحمل في طياتها سر قوتها و أسبابها التي تمكنه من إنجاز هذه الرغبة و تطبيقها.

تبا ً أما زال هناك؟ يأبى التخلف و الجهل إلى أن يُظهر نفسه، فالسلطان ما زال يعيش في عصر ٍ فيه سلاطين يحكمون قُطعانا ً من البشر، لهم شُعراء ٌ يقبِّلون و يلعقون أحذيتهم طمعا ً في صُرر مُصرّرة من الدنانير، يجعلونهم مقابلها آلهة ً تحت الإله الكبير و يُفخِّمونهم و يكبِّرونهم و يُبالغون في وصف قُدراتهم حتى لأنَّهم يجعلونهم فوق الإله الأكبر "الله" في أبيات شعر ٍ منها ما قيل في وصف المُعز ّ لدين الله الفاطمي على لسان ابن هانئ الأندلسي:

ما شئت لا ما شاءت الأقدار
فاحـكم فأنت الواحد القهار

هذا الذي ترجى النجاة بحبه
وبه يحط الاصر والأوزار

هذا الذي تجدي شفاعته غدا
حقا وتخمد إن تراه النار

و هذا بالضبط ما فعله السلطان صاحب المزاج العالي الذي يعتقد أنه هو الواحد القهار الذي به يُحط الأصر و الأوزار، لا حرمه الله من الهبل لا ليل و لا نهار. و السلطان مثال ٌ مُتطرف على ما يمكن أن يحدث لو تُرك الحبل لممثلي الله ووكلائهم على الأرض، هؤلاء الذين يريدون أن يقولوا للناس ماذا عليهم أن يأكلوا أو يشربوا أن يلبسوا أن يقولوا أو يفعلوا ابتداءً من الاستيقاظ في الصباح مرورا ً بدخول السوق و استثمار الأموال عبورا ً بفعل الحب الزوجي بن الزوج و زوجه انتهاء ً بوضع جنبه لينام. هذه هي الحياة التي يدعوننا إليها.

سطان شرف الدين، بخصوص الحشيش، إنتا بتزكُر منين؟ حماده هيد مش كده؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الجزائر تقرر توسيع تدريس اللغة الإنجليزية إلى الصف الخامس ال


.. حياة كريمة.. مهمة تغيير ثقافة العمل الأهلى في مصر




.. شابة يمنية تتحدى الحرب واللجوء بالموسيقى


.. انتظروا مسابقة #فنى_مبتكر أكبر مسابقة في مصر لطلاب المدارس ا




.. الفيلم الأردني -إن شاء الله ولد-.. قصة حقيقية!| #الصباح