الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الدين والجنون 9 – التجنين 1

عبدالله الداخل

2013 / 10 / 6
الادب والفن



لأنّ الخوفَ غذاءُ الله وأنفاسُهُ
غيومُهُ ورياحُهُ
صارت بين الدين والجنونِ شَعْرة ٌرَهُفتْ
حجابٌ أرقُ من نسيم المساء
من خيطِ غـُيَيْمةٍ بيضاء
مضى متعثراً متناثراً
مندثراً بين مسافات السماء
كلما مرّ الزمانُ بنا
عابراً متجاهلاً
أو عابئينَ مَرَرْنا به
حذرينَ أو قلِقينْ
عارفينَ مفكرين؛
وتَرْهُفُ الشعرة ُلمّا يكون الجنونُ الشاملُ المعقول
(الجنونُ الذي اتفق الجميعُ عليه:
راضينَ أو رافضين
قانعينَ خانعينَ أو متمردين
مؤمنينَ بدينٍ أو دونَ دين
عابدينَ إلهاً أو ملحدين
مضطَهِدين ومضطهَدينْ)
مستقراً بين أنواع النسيم
عنيداً في هبوب الإنتفاض؛
شعرة ٌتـَأرْجَحُ في طرَفَيْها الحشودْ
مخدوعة ًأو مُجْبَرة ًأو محَيَّرة
جاهلة ًمسحورة ًمنذ القديم
بفكرةِ الكُتُبِ،
إنه جنونُ العشق والظما
للفهم والمعرفهْ
والوصولِ للسببِ
لخطو العاقلين السائدينَ سرّاً
أو خطو الكبار السائرين عفواً وغفواً
القائدينَ بين اختيار الظما موتاً
والعيون
بين الصحارى والبحار
في الرمل والزبَدِ
في الخوف وفي الدين
في القوة والاذعان؛
فلمّا لا نُرَبّى على فطرةِ الخوف
ولأجْلِهِ
لا يكونُ ضبابٌ
في فجر تلكم الأعشاب الجميلة
ولا للأكاذيبِ من جدوى الأقاصيص المشوّقةِ النبيلة
ولا يكون في الدين جنونٌ
ولا في قدرةِ الإنسان ضَعفٌ
من سلوك الطفلِ واللعِبِ
دونَ رياء الأقوياءْ،
فالخَبالُ سُمٌّ في الدِّما يجري
من فساد العَقـْل
والخوفِ والتعَبِ،
فالتصورُ المؤمنُ المطلقْ
بوجودِ ما ليس موجوداً
لا بُدَّ جنونٌ مُطـْبِقٌ وذهول
فنَحارُ في الأنبياءْ
مَنْ هؤلاءْ؟
فلأنَّ الشكَّ سيفي ضد خوفي
تبرقُ فيَّ أفراحٌ مكمَّلة ٌ
بحريتي القصوى
وبعضُ بُكاءْ
فأجهَشُ باليأسِ ذكرىً وإدراكاً للنهاية
وما تذبذبَ في العمر القصير بينهما
من خوفٍ ومن أملِ،
فالحزنُ في الموتِ طعمٌ لمعرفةٍ
وإدراكٌ عميقٌ للفرادة
في لقاءٍ عابرٍ، وفراقٍ مستديم،
فهو تكذيبٌ للخلود
فليس من تكرارٍ لنا
ولا في خيالٍ قريبٍ أو بعيدْ
لأنّنا فـَرَدُ ،
وحتى الصبرُ قد مالَ معناه عن المعنى
لأنّ الصبرَ يأتينا بعد معرفةٍ
وبعضِ إدراكٍ أو وصولٍ للحدود
عند أطراف أسرارِ الوجودْ،
حتى طبيعة ُالحَيَوان تقرُب منها
وهو حسٌّ للبقاءْ،
فليس من أكاذيبٍ له
ولا يأسٌ ولا خوفٌ أو جنونْ أو شقاء؛
وليس أنبلُ من أشجارِ هذه الريح،
والنخيل الذي يهز الرأسَ إيجاباً لما تقولُ له،
ولا أعقلُ؛
فالتجنينُ الذي يبدأ فينا
من خِدعةٍ أو لـُعبةٍ أو هفوةٍ
أو قوةٍ أو قسوةٍ أو نخوةٍ
أو كِسرةٍ أو حسرةٍ في غيوم الروح
قبل التئام سماء الحقيقة
أو فِطرةٍ في الخوف صاحبتـْنا في الزمان
أو فكرةٍ عانقتـْنا كصديقة
أو محاكاةٍ محرَّكةٍ
لكثرةٍ توهِمُنا بالصدق
فتجرفنا سيولُ الجنون - إنّما عميقٌ في جريمتهِ،
أبلهٌ أحمقْ
واضطهادُ العقلِ أو إلحاقـُهُ
جريمة ٌأعمقْ!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أخرهم نيللي وهشام.. موجة انفصال أشهر ثنائيات تلاحق الوسط الف


.. فيلم #رفعت_عيني_للسما مش الهدف منه فيلم هو تحقيق لحلم? إحساس




.. الفيلم ده وصل أهم رسالة في الدنيا? رأي منى الشاذلي لأبطال في


.. في عيدها الـ 90 .. قصة أول يوم في تاريخ الإذاعة المصرية ب




.. أم ماجدة زغروطتها رنت في الاستوديو?? أهالي أبطال فيلم #رفعت_