الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الاعتذار لا يستحقه الا الاقوياء

جمال الهنداوي

2013 / 10 / 6
مواضيع وابحاث سياسية


تزدحم الشواطئ العربية بالاساطيل الغربية المدججة بالجند والسلاح في تكرار تاريخي لاحداث عام2003 والتي ما زالت تداعياته تأكل من جرف امن وامان دول المنطقة وتؤثر في استقلالية قرارها السياسي.وبالآلاف تنتظر القوات الأمريكية الايعاز بتوجيه ضربة عسكرية تجهز على قوات النظام السوري وتشل قدرته على استخدام الاسلحة الكيمياوية تجاه قوات المعارضة المسلحة بعد تواتر العديد من "المزاعم" عن استخدام متكرر لتلك الاسلحة المحرمة من قبل النظام تجاه المناطق الخاضعة للمعارضة..
ووسط الجهود الدبلوماسية اللاهثة الرامية لابعاد شبح الحرب والتدخل العسكري عن المنطقة الاكثر استجابة للانزلاق نحو المزيد من التمزق والنزاعات, تتكاثرالاسئلة عن الذريعة القانونية التي تنتظرها واشنطن للبدء بالهجوم وهل تكفي بعض الاشرطة المبثوثة على اليوتيوب كغطاء لتبرير تحرك الدولة العظمى بكل ثقلها نحو اعادة استنساخ تجربتها المرتبكة مع العراق, وهل تلك الوثوقية المطلقة التي تبديها واشنطن تجاه تحديد الجهة التي استخدمت الاسلحة الكيمياوي ستتبدل امام تقرير مغاير من قبل فرق المفتشين ام ان ذلك التقرير لن يكون الا المسمار الذي ستعلق عليه واشنطن قرارها في ان نظام دمشق يجب ان يعاقب على فعلته"المزعومة"..لحد الان على الاقل..
التاريخ يحدثنا عن ان الادارات الامريكية المتعاقبة تدعي دائما انها تعرف كل شيء ومطلعة على كل شاردة وواردة, وانها لا تعد تقارير مثل تلك اللجان الا مسائل شكلية فرضتها بروتوكولات السياسة الدبلوماسية في مجالس الامم المتحدة وهيئاتها, وهنا يكون السؤال , هل ستكون الولايات مستعدة للاعتراف بالخطأ والاعتذار اذا اثبتت الايام انها لم تكن محقة في طروحاتها كما حدث في حالة التهم المتعلقة باسلحة الدمار الشامل في العراق,ام ان الامر لن يعدو سوى تجشم عناء مكابدة سلسلة طويلة من جلسات الاستماع في الكونغرس قد تفضي لاعتراف تاريخي اخر بان الادارة الامريكية قد ضللت عن طريق معلومات استخبارية خاطئة.
يستطرد التاريخ ليقول ان الولايات المتحدة قد دخلت في مطلع القرن الماضي في تحالف مع اوروبا ضد دول المحور-وما يخصنا هنا تركيا العثمانية- تحت شعارات انسانية ابرزها «حق الشعوب في تقرير مصيرها» وتحرير شعوب المنطقة من هيمنة العثمانيين ومساعدتهم في الاستقلال. ولكن النتيجة كانت تقطيع اوصال المنطقة عن طريق اتفاقيات سايكس- بيكو وشرعنة الاستعمار من خلال سياسة"الانتداب"التي لم تضع اوزارها الا بعد ان اوسعت شعوب المنطقة تشرذما وتقسيما وانتجت انظمة العوائل والطوائف وزرع الازمة التي استمرت لحد الآن من خلال انشاء "اسرائيل"على اشلاء الشعب الفلسطيني وارضه..وكل هذا ولم نسمع من واشنطن –ولا الغرب- كلمة اعتذار واحدة او اعتراف , ولو متأخر,كما في العراق وما قد يكون في سوريا -اذا تطورت الامور حد النزاع المسلح- بالمسؤولية عن المآسي التي تكبدتها شعوب المنطقة من خلال التدخل الخارجي في القرارات الوطنية الكبرى.
نعود الى التاريخ ليخبرنا ان كل ما تكبدته شعوبنا -وما سوف تتكبده -هو بسبب التخلي عن القرار الوطني الشجاع المبني على المشاركة السياسية الواسعة, وان ترك الحبل على غارب القوى الدولية الكبرى في تشكيل خياراتنا ستدفع بنا –بالتأكيد-الى القبول بما هو أسوأ من ازدراد الامر الواقع..ولكن يبقى هناك امل في ان الشعوب غالبا ما تضع للامور خواتيمها وانها وحدها من تكتب السطر الاخير من التاريخ, وان الارادة الشعبية الحرة هي الضامن نحو رفض الاغراءات التي توفرها دعة الاستكانة والرضوخ لما يمليه منطق القوة..وان اخذ الشعوب لزمام امرها هو السبيل الوحيد الذي من الممكن ان يفضي الى المستقبل الواعد, وهو ما قد يجبر كل من أوغل في الولوغ بدم وامن ومقدرات شعوب المنطقة على الاعتذار..ولو حتى على صفحات التاريخ.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اتفاقية الدفاع المشترك.. واشنطن تشترط على السعودية التطبيع م


.. تصعيد كبير بين حزب الله وإسرائيل بعد قصف متبادل | #غرفة_الأخ




.. نشرة إيجاز بلغة الإشارة - الحكومة الإسرائيلية تغلق مكتب الجز


.. وقفة داعمة لغزة في محافظة بنزرت التونسية




.. مسيرات في شوارع مونتريال تؤيد داعمي غزة في أمريكا