الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سوريا تنتصر مرة أخرى

فوزي بن يونس بن حديد

2013 / 10 / 6
كتابات ساخرة


لعلكم تذكرون مقالي الذي عنونته " كل من يتآمر على سوريا وقع في الجب"، ذكرت أن كل من تحامل على سوريا وحاول أن يعتدي عليها بكل الوسائل سيقع في الفخ لا محالة لأنه اعتداء سافر على دولة قالت لا للغرب، وعلى دولة كانت في وقت ما تحمي المقاومة الفلسطينية واللبنانية على السواء، بل كانت تفتح ذراعيها لكل مقاوم باسل للاحتلال بشقيه الفلسطيني واللبناني على حد سواء، ورغم أن سوريا لا تملك من الإمكانات الضخمة كالتي تملكها السعودية أو غيرها من البلدان النفطية إلا أنها استطاعت على مدى التاريخ أن تجعل من سوريا نموذجا رائعا للمقاومة والممانعة.
ولست هنا أعرض حسنات الدولة السورية حينما كانت تتصدى لمحاولات العبث الصهيوني والأمريكي إقناعها بأن تتخلى عن مبادئها التي تربت عليها على مدى التاريخ، ولكني أريد أن أذكر أن الممانعة هي التي تبقى رغم الرهانات التي تمسّك بها الأعداء من كل جانب، ظلت سوريا شامخة في وجه كل من حفر لها جُبّا، وحاول أعداؤها أن يخرجوها عن طورها باستفزازها مرة وبعْث مسلّحين من كل جانب مرة أخرى، وتسخير الإعلام لتشويه سمعتها مرات ومرات، إلا أنها كانت ثابتة وانكشف القناع الذي كانت ترتديه دول استهوتها فكرة الثورات العربية لتمرّر مشروعها الكبير وهو تقسيم الدول العربية وتفتيتها إلى دويلات صغيرة لا تقوى على ممارسة أي ضغوطات على الامبراطورية العظمى.
وقد استطاع الغرب أن يضحك على العرب من خلال ما أسماه بالثورة ضد الاستبداد بعد أن نجحت تونس في فكّ طلسم العبودية، فأجهز على مصر واليمن وليبيا ومن بعدها السودان والله أعلم ماذا يحدث في قادم الأيام إلا أن سوريا يبدو أنها عصيّة، لأن الإرهاب لم ينبع من الشعب ذاته وإنما جاء في الخارج بلباس الأخوة الأصدقاء الذين كانوا يوما رفقاء لدمشق وأحبابا وأصحابا، فلما اتفقوا مع الغرب على خرابها بَانَ عورهم وانكشف خدش حيائهم، وجندوا لذلك القاعدة وسموهم ثوارا وعبثوا بالبلاد شرقا وغربا وقتلوا النساء والرجال والأطفال واستخدموا كل أنواع الأسلحة التي تأتيهم من فرنسا وتركيا وهولندا وأمريكا وغيرها من الدول، ومثلوا بأجساد الأطفال ونشروا غاز السارين القاتل وفعلوا ما فعلوا ورغم ذلك يسمونهم ثوارا، هم ليسوا كذلك هم يريدون إسقاط النظام في دمشق ليثيروا الفوضى والخراب والدمار كما فعلوا بليبيا الجريحة.
جاء الحساب، وتوقعنا العقاب، وهاهي أمريكا تغرق في بحر من الظلام، تجني ما فعلته في بلد المقاومة، اقتصاد هشّ، وميزانية لم تتم الموافقة عليها، وإطلاق نار خارج الكونجرس، وأزمة ثقة بين الجمهوريين والديمقراطيين، واضطرابات داخلية، وشعب تائه لا يعرف مصيره، جاءته إيران صوت العقل لتوقف زحفه نحو الهاوية وأبطلت مفعول القنبلة التي كانت مصوبة نحو دمشق، من خلال لقاء وزير الخارجية الإيراني بنظيره الأمريكي، والمحادثة الهاتفية التي جرت بين الرئيسين الإيراني والأمريكي أغضبت المارد الصهيوني ولكنها أطفأت لهيب الاندفاع الأمريكي صوب سوريا.
لقد استطاعت الحكمة الإيرانية أن تتدخل في الوقت المناسب من خلال جناح الأمم المتحدة الذي غصّ بالفرقاء في العالم، وأبطلت مفعول السحر الذي رسمه الإرهاب العالمي، وكشفت المستور وفضحت المطمور ولم يعد للمارد الأمريكي إلا أن يستسلم لروحه وروحاني، ولعل دراسته في أندونيسيا منحته شيئا من النفحات استرجعها في تلك المكالمة الهاتفية وتغلغلت في حنايا نفسه مما أغضب المارد الصهيوني وهمّ فزعا مرعوبا لعله يستدرك ما حدث، هو لم يستوعبه ولكنه حدث، وكأني به يعيش في حلم أو كابوس طال أمده.
وظلت سوريا في النهاية شامخة، لأن إيران حليفها الرئيسي وروسيا المدافع الأكبر لحقيقة ما يجري داخلها استطاعا أن يقلبا الصفحة أمام المجتمع الدولي الذي انساق وراء الدعوات التركية الجوفاء والخطة الأمريكية الحمقاء.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فيلم السرب للسقا يقترب من حصد 28 مليون جنيه بعد أسبوعين عرض


.. الفنانة مشيرة إسماعيل: شكرا للشركة المتحدة على الحفاوة بعادل




.. كل يوم - رمز للثقافة المصرية ومؤثر في كل بيت عربي.. خالد أبو


.. كل يوم - الفنانة إلهام شاهين : مفيش نجم في تاريخ مصر حقق هذا




.. كل يوم - الفنانة إلهام شاهين : أول مشهد في حياتي الفنية كان