الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العداء مع الحضارة

سامح محمد

2013 / 10 / 7
مواضيع وابحاث سياسية


تفرض علينا الحضارة الكثير من القيود التى تجعل قبولنا لها أمرا شبه مستحيل ، فقد يصل الامر الى حد الهروب من الحياه الى غيابات الموت طمعا فى التخلص من مما تفرضه علينا الحياه من صعوبات تواجهنا للاستمرار فيها .

كنت اتناقش مع اخى و اثناء مناقشتى له سالته سؤلا هاما جدا ؛

ما الذى يجعلنا ندافع عن النظام الذى نحياه ؟

- فاجابنى الايمان بهذا النظام فبمجرد وجودك به فانت تعيشه طالما انت وجد به .

- فقلت له اليس المصلحة هى الحاكمة لنا فهى التى تتقبل النظام او ترفضه فان لم تتحق مصلحة الفرد يرفض النظام .

- فاجابنى انت موجود للنظام ليس للمصلحة فانت تخلق مصالحك الخاصة فارتباطك بالوجود هو ارتباطك بالمكان و الزمان فطالما ارتبطت بالمكان و الزمان فأنت موجود .

- فقلت له اذا كان ذلك يعارض ذاتك فانت بقولك هذا خادما للمكان و الزمان فلا مصلحة لك فيه فكيف تتفاعل داخل جماعة لا تستطيع ان تعيش نظامها .

- فقال لى انت حر ليس لك علاقة بالجماعة فوجود تشوه فى جزء بها لا يجعل الحكم على القضية كليا فليس الجزء مرآة للكل و معبرا عنه بالمطلق .

- فسألته اذن كيف اتعايش لا يمكننى ان اطبق هذا اجده مناقضا للمنطق ؟!

- فأجاب المنطق يختلف باختلاف زمن حدوثه و مكانه فليست أصابعك متشابهة و أنت لا تعلم الظروف التى اوجدت ذلك المنطق و ما هى الاسباب التى أدت الى ذلك و ان علمتها فهى ليست بالضرورة مقدمات لكل النتائج ، فليست النتائج ناتجة عن ذات المقدمات فليس الكل متشابه .

- فأخذت أحملق اذن ماهى المشكلة ؟!

-فأجاب المشكلة هى رفضك للانسان و الحضارة انت و من هم مثلك ترغبون فى تبسيط الامور كما كان فى عصر الانسان الاول و هذا غير حقيقى يوجد قواعد نحيا عليها و هى اولى بالاتباع فهى تنظم الفرد و الجماعة و طالما انت مؤمن بها فانت محل لها و ليس لك الاستعانة بغيرها .

- فقلت له انا انسان يوتوبى ، ارغب فى اليوتوبيا !

- فقال ضاحكا انت لا تستطيع ان تعيش يتوبيا ليوم واحد فان فعلت هذا فستنهى حياتك بيدك حتما فالمدينة الفاضلة غير موجودة .

- فقلت له لو كنت ارغب فى ان اكون انسان اول و ابسط الامور فما المشكلة لقد افسدت الحضارة كل شىء ثم ان الانسان يعود فى النهاية لاصله "التراب" .

- فقال انت الان انسان حى كتب عليك التطوير و التحديث و التعمير بجانب الايمان و بالتالى فقولك بالعودة للاصل تعنى انك ميت لست بحى و الميت لا يطالب بحقوق ، فحاول ان تتصالح مع نسك و من حولك و لا تلقى باعبائك على المجتمع كن نفسك لنفسك و لاتجعل مقدمات غيرك مقدماتك فالاحوال تختلف باختلاف المنطق المنسجم مع الزمان و المكان .

و هنا انتهى الكلام بيننا و ذهبت فى شرود عظيم فوده محقا فانا قد اصبحت اعاند المحيط الدائر حولى و ادعى اننى بذلك اختلف عن القطيع ، فالاختلاف عن القطيع يستلزم القيام بفعل مختلف ذو تأثير ايجابى فى مصلحة الجماعة و هذا ما افتقده .
و أنا اكتب مقالتى و ادعو كل شخص ان يفكر جيدا و لا ينظر لنفسه بالتعالى و ليعلم حقيقة وضعه و يفكر جديا كيفر يكون ذو تأثير ايجابى داخل مجتمعه حتى ينعم بالارتقاء عن العامة و الاختلاف القابل للاحترام و القبول ولا يجد نفسه فى عداء مع الحضارة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. منظومة الصحة في غزة الأكثر تضررا جراء إقفال المعابر ومعارك


.. حزب الله يدخل صواريخ جديدة في تصعيده مع إسرائيل




.. ما تداعيات استخدام الاحتلال الإسرائيلي الطائرات في قصف مخيم


.. عائلات جنود إسرائيليين: نحذر من وقوع أبنائنا بمصيدة موت في غ




.. أصوات من غزة| ظروف النزوح تزيد سوءا مع طول مدة الحرب وتكرر ا