الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


القبلة الموقوتة

الدير عبد الرزاق

2013 / 10 / 7
حقوق الانسان


قبلة موقوتة!!!!!
في قضية من أغرب القضايا التي يمكن لمحكمة في هذا العالم أن تبت في فصولها، قضية رغم تراجيديتها إلا أنها تثير الضحك المبالغ فيه!!!
فكيف يمكن أن نتصور صورة على الشبكة الاجتماعية "الفايس بوك"، تحوي قبلة بين طفلين أن تتحول إلى جريمة يتابع فيها ثلاث أطفال؟!
هذا يطرح أمامنا إشكالا قانونيا، من الذي تقدم بالشكاية لدى وكيل الملك من أجل متابعة الطفلين؟
الجواب صادم جدا، المتقدم بالشكاية هي منظمة حقوقية تدعى " المنظمة المتحدة لحقوق الإنسان و الحريات"، فإن كانت منظمة تدافع على حقوق الإنسان تتابع قبلة طفلين،
فإنه من الضروري إعادة النظر في الوضع المؤسساتي و الفعل الحقوقي و القائمين عليه، فالتقدم بشكاية لدى وكيل الملك في حد ذاته أكبر خرق و اعتداء على حقوق الإنسان،
فالذي يجب متابعته هو هذه المنظمة غير الحقوقية، التي أحضرت صورة من الشبكة الاجتماعية "الفايس بوك"، من أجل أن تكون دليلا ماديا على جريمة أصلا غير موجودة من الناحية القانونية،
و من يقول: "الإخلال بالحياء العام"، هل سمعنا صوته عندما خرج الشباب المفعم بالثقافة الحقوقية و قال بصوت عال:" لا للعفو ضد مغتصب الأطفال"،
هل كانت له الجرأة الكافية أن يطلب من وكيل الملك فتح تحقيق ضد من عفا على السفاح الإسباني؟
أم أن هؤلاء الأطفال الأبرياء مجرد سور قصير سهل القفز عليه، و خلق قضية من لا شيء، و لا ندري عن أي قضية تلهينا عنها هذه المهزلة في وقت سياسي جد حساس يمر به البلد؟
لست أدري أين يعيش أعضاء هذه "المنظمة الحقوقية" و لا هذا " وكيل الملك" الذين يستحقون أن يكونوا كتاب قصص بوليسية، يخلقون العقدة من لا شيء في إطار تطور الحدث القصصي،
من لا شيء يمكن لخيال الكاتب أن يخلق أشياء كثيرة بخياله فقط، و هذا ما حدث في قضية لا يمكن أن يتقبلها عقل سليم، بحيث تحولت صورة لقبلة بريئة إلى قضية غير بريئة،
بدأت من صورة معلقة على جدار "الفايس بوك" إلى اعتقال القاصرين و اقتيادهما إلى جدران المحكمة، و من ثم إرسالهما إلى مركز حماية الطفولة و التهمة قبلة !!!!!
أي حماية لطفولتنا ؟ و نحن نعاقبها على قبلة بريئة تعبر عن عاطفة نبيلة، نعاقبها لأنها ببراءة نشرت صورة اعتبرتها تعبيرا طفوليا عن فعل بريء غير محسوب الأبعاد،
نعاقبها لأنها تعبر عن ذاتها و كيانها و إنسانيتها، نعاقبها لأنها حملت تعبيرا وجدانيا و عاطفيا من خلال قبلة رمزية بريئة، و لم تحمل سلاحا لتهاجم أحد،
و لا أن تسرق أحد، نعاقبها لأنها تبحث عن ذاتها و براءتها في عالم مدنس بالشر و الكره و الحقد، نعاقبها لأنها تحمل مشاعر الحب....
اليوم تسوقون أطفالا إلى السجن بسبب قبلة، و غدا ليس من حقكم أن تحتجوا أو تعبروا إذا فجر راشدون أنفسهم أو ارتكبوا جرائم عنيفة،
فأنتم من لم تسمحوا لأطفالنا بالتعبير عن عواطفهم الإنسانية النبيلة، و غير ملومين إن عبروا بالعنف، ما دمتم لا تسمحون بالقبلة أداة للتعبير الرمزي و الوجداني
عن الصفاء و البراءة الإنسانية الكامنة في الذات البشرية بشكل عفوي.
إذا كنتم لا تفهمون رسالة القبلة النبيلة، فهذه مشكلتكم، و تحتاجون إلى أخصائيين نفسانين، و ليس إسقاط عقدكم النفسية على أطفال أبرياء، فهذا الذي تمارسونه هو عنف رمزي اتجاه الطفولة،
و تجاوزتموه إلى عنف مادي، ورطتم فيه هيئة قضائية، ما كان لها أن تستمع لكم من الأساس و ترفض شكايتكم الصبيانية لعدم توفرها على سند قانوني و التي لا يقبلها أي إنسان عاقل......
بضمير إنساني حي أسأل تلك المنظمة: هل عندكم أطفالا؟ و هل ستسمحون لأنفسكم أن يقف أطفالكم أمام المحكمة من أجل صورة قبلة بريئة؟
و هل كان ممكنا أن تخلقوا قضية لو كان من في الصورة أبناء مسؤولين نافدين؟.........
إن كنتم تتحدثون عن الإخلال بالحياء العام، فأنتم إذن لا تعيشون في الواقع، و لا تعرفون عنه شيئا، و لا تعرفون ما هو الإخلال بالحياء العام،
فالواقع يا سادة فيدو من 24 ساعة في أزقة و شوارع و بحار و ساحات و غرف ووووووو، أين أنتم من هذا الواقع؟ هل نحن نعيش في مدينة فاضلة و أخلاقية،
و هذه الصورة فقط هي التي أخلت بالحياء العام؟
نحن نسعى لتحسين وضعية المغرب الحقوقية، و أنتم تسيئون إليها بمهزلة نتائجها وخيمة على صورة المغرب الحقوقية و يجب متابعتكم بتهمة الإساءة لحقوق الإنسان و الحريات،
و التجسس على الآخرين،و العنف الرمزي على الأطفال.......
شكرا لكم من أعماق القلب على هذه البادرة الحقوقية الطيبة المنبت، و المتأصلة في ثقافة حقوق الإنسان و الحريات العامة....
شكرا لكم لأنكم أنقذتم طفولتنا من جريمة القبلة....
شكرا لكم لأنكم شرفاء هذا الوطن و حماته الأوفياء، تركتم تجارة اللحوم البشرية و المخدرات و الخمور، لأنها من أعمال الشيطان، و أعمال رخيصة،
و نزلتم بكل ثقلكم بعد جهد جهيد و تنقيب مضني في صفحات الفايس بوك، حتى عثرتم على صورة تشكل" فوبيا" أخلاقية للمجتمع،
حتى تكون عبرة لمن سولت لهم أنفسهم من الأطفال أن يقوموا بهذا الفعل "المشين" الذي تصنفه منظمة حقوقية ب" الإخلال بالحياء العام و التشهير"...
شكرا لكم على مواكبتكم لواقع إنساني و اجتماعي و تعليمي و سياسي و حقوقي و اقتصادي يعرف أحلك أيامه و يطرح أكثر من علامة استفهام مرفقة بعلامة تعجب، و الذي اختزلتموه في "قبلة"...
شكرا لكم و لضمائركم الإنسانية و الحقوقية التي سولت لكم أن تحاكموا قبلة، و القناة الثانية التي تحدثتم فيها، كان حري بكم أن توجهوا ضدها شكاية لأنها محترفة القبلات،
أم أنها " قبلات للكبار فقط"؟
شكرا لكم لما سببتم لطفولة بريئة من ضرر مادي و نفسي ستشكركم عليه الضمائر الغائبة......
شكرا لكم لأنكم أبدعتم في نسج قصة من أروع القصص الحقوقية في تاريخ حقوق الإنسان:"القبلة الموقوتة".......









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. منظمة هيومن رايتس ووتش تدين مواقف ألمانيا تجاه المسلمين.. ما


.. الخارجية السودانية: المجاعة تنتشر في أنحاء من السودان بسبب ا




.. ناشطون يتظاهرون أمام مصنع للطائرات المسيرة الإسرائيلية في بر


.. إسرائيل تفرج عن عدد من الأسرى الفلسطينيين عند حاجز عوفر




.. الأونروا تحذر... المساعدات زادت ولكنها غير كافية| #غرفة_الأخ