الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


في ذكرى أكتوبر .. عندما يكون الحاكم مدركاً

شهدي عطية

2013 / 10 / 7
مواضيع وابحاث سياسية


في ذكرى أكتوبر تحية للزعيم العربي والمصري الوحيد الذي استوعب وأدرك ماهية الصراع العربي الإسرائيلي تحية إلى جمال عبدالناصر الذي لخّص في خطبته هذه مفهوم الصراع العربي الإسرائيلي قائلا

(( لو العملية سينا بس سهلة العملية مصيرنا مصير العرب علشان لو كنا عايزين نسترد سينا ممكن بتنازلات بنقبل شروط امريكا وشروط إسرائيل نتخلى عن الإلتزام العربى ونترك لإسرائيل اليد الطولى فى القدس والضفة الغربية واى بلد عربى ويحققوا حلمهم اللى اتكلموا فيه من النيل الى الفرات ونتخلى عن التزامنا العربى بندى هذه التنازلات بنقولهم يعدوا فى قنال السويس ويرفعوا علم إسرائيل فى قناة السويس و ويمشوا ويتركوا سينا، الموضوع مش هو الجلاء عن سينا وحدها ؛ الموضوع اكبر من كده بكتير ، الموضوع هو أن نكون او لا نكون ))

ورفض عبدالناصر التخلي عن الواجب العربي مقابل استرداد سيناء بتنازلات وبدون حرب ، فسيناء لا تعني للكيان الصهيوني أكثر من تأمين جانب من حدودها ، فإذا ضمنت هذا التأمين بدون إحتلال يكلفها ويكون عبئ مادي ومعنوي ونفسي عليها فلا حاجة لها بوجود قوات في سيناء ، ولكن القيادة السياسية قررت خوض الحرب في 6 أكتوبر 1973 وللأسف الحرب على عكس ما خطط القادة العسكريون لم تكن حربا للتحرير بل كانت مجرد حربا للتحريك فقط وكانت الكارثة السياسية التي لعبت دورا مبكرا في الحرب وقبل ان يمر على الحرب اكثر من 20 ساعة صباح 7 أكتوبر كان أنور السادات قد بعث برسالة لكيسنجر قائلا فيها بالنص " إننا لا نعتزم تعميق مدى الإشتباكات أوتوسيع مدى المواجهة " وكانت تلك كارثة لم يحدث في التاريخ أن يقول طرف محارب لخصمه نواياه كاملة ، ليطئمن السادات اسرائيل وامريكا بكامل نواياه والتي أخفاها بدوره عن قيادات الجيش ولعبت السياسة الدور الأكبر والأسوأ في التاريخ المصري الحديث ليتوقف القتال وتضع الحرب أوزارها ولم يتغير شيئ من الموقف بل تفوز إسرائيل بما لم يحلم به قاداتها المؤسسون والرواد وهو إعتراف مصر البلد الأكبر والمحوري والتي كانت الحركة الصهيونية موجهة بالأساس لعزله عن أمته العربية حتى تتفرغ إسرائيل لباقي الدول منفردة تارة وبمعاونة الإدارة المصرية تارة أخرى في مراحل متقدمة كل ذلك مقابل إنسحاب شكلي من سيناء مقابل اتفاقية قال عن محتواها وزير الدفاع الصهيوني وقتها عيزار فايتسمان " إنها تعادل تماما السيطرة على الإراضي " فأي أرض عادت وأي نصر جنيناه ؟
إنتصرنا عسكريا في جزء من المعركة العسكرية وافسدت السياسية أيضا إكتمال النصر العسكري بتدخل السادات الغريب لتتسبب قرارته في الثغرة التي غيرت مجرى المعركة عسكريا ثم تأتي الهزيمة السياسية الساحقة التي أهدرت أرواح طاهرة ودماء ذكية خضبت رمال سيناء لتحرر سيناء تحريرا حقيقيا كما تمناه كما تمناه جمال عبدالناصر ، فمن المسئول عن الإنكسار السياسي وإهدار مجهودات حربية عظيمة وغسيل عقول ملايين من المصريين وإيهامهم بالسلام والنصر والتحرير ؟ ولماذا يصر الإعلام المصري على إستمراره حتى اليوم في عملية غسيل العقول وتصويره حرب إكتوبر على أنها معركة قتالية بالطائرات والدبابات والمدافع فقط ويتجنبون بشكل كارثي الحديث عن البعد السياسي للحرب والذي بدوره حدد مكاسبها ومخاسرها ..
ظننت بعد الثورة أن الإعلام لن يبتعد فقط عن الضربة الجوية ولكنه سيناقش الحرب بمنظور سياسي وبشكل أعمق وبنظرة أشمل لمفهوم الصراع العربي الإسرائيلي ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بسبب نقص الغاز، مصر تمدد فترات قطع التيار الكهربائي


.. الدكتور غسان أبو ستة: -منعي من الدخول إلى شنغن هو لمنع شهادت




.. الشرطة الأمريكية تفض اعتصام جامعة فرجينيا بالقوة وتعتقل عددا


.. توثيق جانب من الدمار الذي خلفه قصف الاحتلال في غزة




.. نازح يقيم منطقة ترفيهية للتخفيف من آثار الحرب على أطفال غزة