الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المبالغة!

فلورنس غزلان

2013 / 10 / 7
مواضيع وابحاث سياسية


المبالغة:ــ
لماذا يلجأ بعض المعارضين السوريين إلى المزاودة ورفع سقف المطالب....مع أنهم خارج الخطر وأبعد الناس عن ساحة المعركة، ومعظم أهلهم في مأمن ؟! ..اعتقدوا ومازالوا يعتقدون أن هذه السياسة تجلب عليهم المزيد من المؤيدين والكثير من الشعبية في الداخل السوري ..خصوصاً ..!، هذا الداخل المنقسم أشتاتاً ..شيعاً وقبائل..كتائب وألوية لاينصاع أحدها للآخر ولا يعترف أي طرف فيها بالطرف المغاير..، هذا يحمل سيف الإسلام... ومايفقه من الإسلام سوى اسمه...وذاك يزاود عليه بتطبيق شريعة الله والسعي لإقامة دولة الله وخلفائه على الأرض...وبالطبع هم خلفاء الله ونبيه ولا يستطيع أحد أن ينازعهم هذا الدور...فقد خُلقوا وجاءوا من أصقاع الدنيا كجديرين بهذا الشرف... وبعض معارضينا...يشرع سيف الكلام ...لأنه في عالمنا العربي ..حكي مضافات وبلا قيمة ..وقيمته من قيمة الناطقين به ..كلام يخطب به وينفخ أوداجه..ويرفع من نسبة الأ درينالين عنده كي يثبت أنه على حق ..وأنه المُخَّول النطق باسم هذا الشعب المنكوب بهم وبمن يرفع السلاح وينادي بأسلمة السياسة والدولة...لكن هل يرتبط الكلام بالفعل؟ هل يمكن للخطيب الفصيح أن يضع برنامج عمل وبنوداً مقنعه بمايقول ليصبح قوله قابل للتطبيق على الأرض؟ كي لايكون مجرد أقوال تخرج للهواء وتذهب معه..لأنه لو ترافق بأوراق عمل...لأدان صاحبه بماهو مسجل ومكتوب ..خاصة عندما يكون غير قابل للتطبيق ولم يدرس الأرضية التي سيقوم عليها، ولا استطاع قراءة الواقع والأطراف المتصارعة والأيدي اللاعبة والأوراق الرابحة والخاسرة، فلو شملت ورقته كل هذه الوقائع لوقع مغشياً عليه ولما استطاع أن يرفع من سقف مطالبه ، بل لسقط في شر طروحاته ...لا لأننا نريد إحباط المساعي، ولا ضياع فرص الحلول، أو ضياع تضحيات شعبنا..لأنهم أخذوا شعبنا إلى الهاوية بهذه المزاودة ، ودفعوا بأرواح أبنائنا إلى الموت..دون حساب ..بل قامروا بكل شيء ..بالطفل والمرأة والشيخ، بالبيت والمدرسة والمكتب، ولا يملكون سوى الوَهم يبيعوه في سوق سياسة خاسرة...مثلهم مثل النظام...هذا يهدد تلك الحارة وسكانها...لأنهم بالصدفة تواجدوا بالقرب من مركز أمني...وذاك يصل به الأمر إلى تخوينهم ..لتواجدهم في نفس الحي!!النظام يُهَجِّرهم ..ومن يرفع راية السلاح وسيف الرب بل ويدعي أنه من الجيش الحر!، ينذر ويتوعد ويطالب سكان هذا الحي إلى الهروب بأرواحهم...لأنهم يريدون تحرير المراكز الأمنية !، أو مجرد حاجز لايتجاوز عدد عناصره أصابع اليدين، لكن أمير الكتيبة يرى فيه نقطة ضعف يقدر عليها ليس أكثر ولا أقل...وضحاياه سيكونوا من المدنيين من سكان الحي أكثر منهم من العسكريين القادرين الدفاع عن أنفسهم!..على هذا الأساس نُقَيم ونقيس مدى صلاحية الصوت العالي والكلام المعلوك والمزاودة واللغط والتهم الموجهه نحو الآخر، وأصغر تهمة ..تصل حد التخوين والتلفيق ، ومقارنة مايريده هو من خير للثورة وللشعب السوري، بما هو هزيل ومتواطيء وجبان لدى الآخر!..عظيم إذن لماذا لاتتلاقوا في منتصف الطريق..وتخلطوا مزاودتكم مع هزالة المطالب الأخرى لتصلوا لماهو معتدل وممكن تحقيقه على الأرض؟ ألا ترون مقدار تعب شعبكم وهول تضحياته، وجوعهم وشتاتهم ومعاناتهم؟ ألا تقرأون مايحاك حولكم ؟ ومايريده الغرب والشرق منكم ومن ثورتكم؟ ...لا لا..البعض يصرخ بوجهي..شعبنا من رفع راية الحرية والثورة ولن يتوقف إلا بإسقاط رأس بشار!!، نعم وأنا مثلك أريد إسقاط بشار ودحرجة رأسه...لماذا لم تفعلوا حتى الآن ، ولم تستطيعوا أن تصلوا له كذلك؟ هل الخطأ في الآخر فقط أم في تكرار الفشل وتراكم الأخطاء؟، وهل الاستمرار في الموت والحرب الطاحنة لكل صورة من صور الحياة قادرة على تحقيق ماأردناه من ثورتنا؟أم أنكم تريدون إدخالنا في هوة حرب أهلية لاتبقي ولا تذر، بل سَورَنَة أشد وبالا من الأفغنة والصوملة والعرقنة؟!، وحينها يعلم الله كم من السنوات تنتظرنا بعد لنرفع الأيدي ونقبل حينها بأقل بكثير مما يمكن الحصول عليه اليوم!، إنه الواقع الذي يبدو أشد وبالا وأضخم من حجم حلمنا، وأكبر بكثير من قدراتنا...فالعين لايمكنها مواجهة المخرز..بل مخارز تخرج من كل الزوايا وتتوجه نحو عيون الشعب السوري، تجتث تراثه وآثاره وكل مايربطه بحياة، كما أنه ثبت لي بالواقع أننا كشعب لانملك الكثير من القاعدة الثقافية والتربوية لنبني دولة ديمقراطية مدنية...بل كشفت الأحداث ...أن سياسيينا وأحزابنا الموجودة وعسكرنا من كل الأطراف..متخلفين لدرجة عدم قدرتهم حتى على التحاور الحضاري فيما بينهم ، أو ايجاد صيغة توافقية يُبنى عليها ويمكنها إنقاذ ماتبقى من وطن.
ــ باريس 7/10/2013








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أجواء من البهجة والفرح بين الفلسطينيين بعد موافقة حماس على م


.. ما رد إسرائيل على قبول حماس مقترح مصر وقطر لوقف إطلاق النار؟




.. الرئيس الصيني شي جينبينغ يدعم مقترحا فرنسيا بإرساء هدنة أولم


.. واشنطن ستبحث رد حماس حول وقف إطلاق النار مع الحلفاء




.. شاهد| جيش الاحتلال الا?سراي?يلي ينشر مشاهد لاقتحام معبر رفح