الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الأستاذ هيكل فى لزوم مالايلزم

محمد السعدنى

2013 / 10 / 7
مواضيع وابحاث سياسية


تابعت مثل كثيرين غيرى ماقاله الأستاذ هيكل وما قيل أيضاً عن لقاءه مع بعض قيادات الإخوان، وكالعادة ثارت حول اللقاء تساؤلات وتعليقات فرضت نفسها بحكم قيمة الرجل ومفاجأة الحدث وتوقيته. وماعساه يكون وراءه من مرام وأهداف.
دار هذا بخلدى بينما ألتقى مع بداية عام دراسى بالزملاء من الأساتذة وأعضاء هيئة التدريس والمعيدين والطلاب، ولأنه لقاء إجتماعى غير أكاديمى، فقد توالت الأسئلة والتعليقات لتلقى صدى مع بعض مما كنت أديره صامتاً مع نفسى. كان واضحاً من الحوارات أن مانشر فى الجرائد وما أثير فى الفضائيات عن لقاء الأستاذ مع د. محمد على بشر ود. عمرو دراج قد ألقى ظلالاً ورتب تصورات لدى البعض أخذت الموضوع إلى دوائر أبسط مايقال عنها أنها مغرقة فى إفتراضات وتخريجات تبعد بالأمر عن تلقائيته وبساطته وتدخل بها إلى تصورات وصل الشطط بها أن الأستاذ هيكل ربما أراد أن يقدم "قبلة الحياة" للتنظيم الدولى للإخوان، بإشراك "إخوان الداخل" معه فى حوار مباشر بعدما أعلنت الإدارة المصرية أن الحوار مع الإخوان قد وصل إلى طريق مسدود، وهاهو هيكل، وهو من هو، يستقبل بعضهم فى مكتبه ليستمع ويحاور ويقولوا ويصحح كما أعلن بنفسه مع لميس الحديدى، ورغم تصريحه "أن الحوار الآن مع الإخوان بلافائدة"، إلا أنه حقق لهم هدفاً غالياً طالما سعوا للحصول عليه، ومعهم الإدارة الأمريكية التى لاتزال تصر على إدماج الإخوان فى العملية السياسية، والمطلب نفسه على لائحة الإتحاد الأوروبى ودوله الناشطة للضغط على الإدارة المصرية فى هذا الإتجاه، وأن قصارى ماصرح به الأستاذ هو إرجاء الحوار من الوقت الراهن إلى قادم الأيام، وبما يعنى أنه لم يغلق الباب كلية وإنما تركه "موارباً" يمكن للإخوان الولوج منه فى وقت آخر، مما يقلق كثير من القوى الوطنية والجماهير التى ترى نجاح خارطة المستقبل لايتحقق إلا بتجاوز الإخوان بكل تنظيماتهم وتشكيلاتهم التى تمارس الإرهاب وتستنزف طاقة الأمة وتجهد الجيش والشرطة فى مدن وقرى مصر وحواضرها، كما فى تخومها وحدودها.
وصحيح أيضاً ان الأستاذ صرح بأن " الدلائل أثبتت أن الإخوان لايعرفون شيئاً عن العالم ولا عن إدارة الأوطان ورهانهم الرئيسى بلبلة الدستور" وأنه رفض توصيف د. محمد على بشر لما حدث بالإنقلاب، وقال له "إن الشرعية حاجة مختلفة عن وضع اليد"، ورغم وضوح منطق الأستاذ، إلا أن كثيرين ممن حاورونى كانت قناعتهم أن هيكل أعطى للإخوان Image أو صورة أفضل من واقعهم ومظلوميتهم المتوهمة التى طالما سعى لفرضها التنظيم الدولى للإخوان من خلال قنوات إتصالهم الأوروبية والأمريكية وحتى الإقليمية – قطر وتركيا مثالاً- وما كان أغنانا وأغنى الأستاذ عن هذه المقابلة التى عمد الإخوان للنشر عنها والغمز بأن هيكل هو من سعى للقاء ربما لأغراض لايعلمونها، وأضافوا إلى ذلك فى تعليقات بعضهم - غير بشر ودراج- للميديا ترهات سابقة اعتقدوها وروجوها عن الأستاذ هيكل، كان هو ومحبيه وعارفى قدره فى غنى عنها.
بعض المتربصين، والأمر لايخلوا لديهم من غرض، أضافوا أن كثيرين من الكتاب والصحفيين ناشدوا الأستاذ هيكل بعقد مؤتمر صحفى يتكلم فيه عن جريمة حرق مقره فى "برقاش" وسرقة وثائق وتدمير موقع تاريخى شهد أحداثاً مصرية وعالمية شكلت جزءاً من ذاكرة الوطن، وارتبطت بجمال عبدالناصر والسادات وسياسيين وكتاب ومفكرين عالميين من زمن القضايا الكبرى والشخصيات التاريخية، أضحت معه فيلا وضيعة برقاش ضميراً وطنياً لايخص هيكل كفرد وإنما يخص وطن بأبطاله وأيامه وقضاياه، كما يخص هيكل نفسه الذى تحول من فرد إلى فكرة ومن شخص إلى مؤسسة، ومن كاتب إلى شاهد على تحولات العصر والتاريخ والسياسة. لكن هيكل رفض فى رقة وتواضع أن يدول برقاش أو يعريها فى لحظة ضعفها وإنكسارها وانحسار الألق عنها، لكنه عاد ليعلن فى بساطة أن د. بشر أكد له أن الأخوان ليسوا مسئولين عن حريق الفيلا، وتناسى ماكتبه قبل ذلك لواحد من مستميتى الدفاع عن الإخوان وتوابعهم – فهمى هويدى- الذى حاول إلصاق التهمة ببعض آحاد الناس باعتبارهم فاعلين للجريمة وتناسى هويدى عمداً كعادته، أن هناك محرضين وضعوا إسم هيكل فى صدر المطلوبين من الكتاب والصحفيين والإعلاميين ممن صنفوهم فى خانة أعداء الإخوان والمحرضين على 30 يونيو، ورد عليه هيكل ضمن رسالة نشرتها جريدة الشروق: " يبدو أن شيطاناً قد عبث ببرقاش وحرض على تدميرها". إذن هيكل يعلم فى قرارة نفسه أن المحرضين غير الفاعلين، وأن للأمر ارتباط شرطى بقائمة "الأعداء" المعلنة، ورغمها أعلن براءة الإخوان ومنتسبيهم من فعلة برقاش وجريمتها، وإن كان ألمح دون أن يصرح!!
قال قائل لقد صرح الأستاذ أنه ليس وسيطاً بين أحد وسلطة أوآخرين، ولا هذا دوره الذى يقبله لنفسه والذى نرتضيه له، فلماذا دعى ممثلا الإخوان لزيارته والحوار معه، وإذا كان سيادته طرفاً فى حوار مع الجميع داخل وخارج مصر –الأمر الذى يشرفنا جميعاً- فلماذا قبل طلبهما للنشر عن هذا اللقاء الذى لولاه لكان واحداً من اللقاءات المعتادة بين الأستاذ وزائريه ممن يشرفون بالجلوس إليه ويتعلمون من أفكاره وخبراته ؟!
على المستوى الشخصى، فانا أصدق كل ماصرح به الأستاذ، ولكن هذا لايمنع تحفظات الآخرين وتساؤلاتهم مما يستوجب رد الأستاذ نفسه، حتى لايسمح لأحد برفع سبابته معلناً أن ماقام به هيكل يندرج فى خانة أخرى تغادرها البراءة وتأتى فى لزوم مالا يلزم.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حلقة نار من تحدي الثقة مع مريانا غريب ????


.. الجيش الروسي يستهدف تجمعات للقوات الأوكرانية داخل خنادقها #س




.. الطفل هيثم من غزة يتمنى رجوع ذراعه التي بترها الاحتلال


.. بالخريطة التفاعلية.. القسام تقصف مقر قيادة للجيش الإسرائيلي




.. القصف الإسرائيلي المتواصل يدمر ملامح حي الزيتون