الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لماذا لندن وواشنطن تدعمان نظام كريموف الدموي؟

حميد كشكولي
(Hamid Kashkoli)

2005 / 5 / 27
العولمة وتطورات العالم المعاصر


لماذا لندن وواشنطن تدعمان نظام كريموف الدموي؟
مقال السفير البريطاني السابق في اوزبكستان في مجلة " غارديَن"
ترجمة إلى الفارسية: أحمد مزارعي
ترجمة من الفارسية إلى العربية: حميد كشكولي

لم تجف دماء المتظاهرين الأوزبك الذين انتفضوا في سبيل إرساء أسس الديمقراطية بعد، حتى سارع البيت الأبض في مسعاه للتعتيم على أوضاع تلك البلاد المأساوية ، وتشويه كفاح الجماهير في سبيل حقوقها المشروعة.
وقد أعلن ماك ليلان المتحدث بإسم البيت الأبيض" أن بين القتلى في مدينة "انديجان" عدد كبير من المتطرفين الإسلاميين ، الذين لجأوا إلى استخدام وسائل العنف وكانوا يحرضون على العنف والارهاب في سبيل الوصول إلى أهدافهم ، بدلا من تبني وسائل سلمية لتحقيق الديمقراطية في البلد. "
وكيف يمكن توضيح هذه المسألة ؟ فالجميع على دراية بأن أوضاع أوزبكستان تختلف عن أوضاع جورجياو اوكراينا وحتى قرقيزستان. ففي هذه البلدان لا تفتقر أحزاب المعارضة إلى امكانيات التعبير و ممارسة حقها في ابداء آرائها ، رغم اعلان نتائج الإنتخابات قبل موعده . أما في أوزبكستان فقد جرت الإنتخابات في 26 ديسمبر الماضي، ولم تعترف الحكومة فيها بأي حق من حقوق المعارضة التي حُرّمت من كل امكانيات المشاركة في الانتخابات . بالإضافة إلى ذلك ، أن الدولة وحدها تحتكر وسائل الإعلام ، ولا تسمح بنشر أي خبر يمس أمنها وسياستها. فمثلا ، أن أهالي طشقند لم يعلموا بمجزرة انديجان إلا بعد يومين من ارتكابها والعالم كله سمعوا بها و كانوا يتحدثون عنها. ويمكن القول إن في أوزبكستان ممنوع ابسط عمل معارض للدولة أو مخالف لسياستها.
ولتوضيح هذه المسألة أكثر أذكر أن النظام قام بقمع وحشي لمظاهرة احتجاجية أمام السفارة البريطانية في السابع من ديسمبر من العام الماضي ، وكان الضحايا أغلبهم من النساء والأطفال. فكيف إذن ، وهذه الحالة،أن يعبر الشعب الأوزبكي عن معارضته و تقديم مطاليبه بوسائل سلمية؟
وعلى سبيل المثال ، فقد أعتقل 25 نفرا من التجاروالكسبة في البازار بتهمة كونهم سلفيين إسلاميين بدون أدلة تثبت ذلك ، اضطرت جماهير الشعب للقيام بتحريرهم من السجن ، والا ماذا كان سيكون مصيرهم في السجن؟ التهم السياسية في اوزبكستان تلصق ب99 % من السجناء ، كما يمارس بحقهم أبشع أنواع التعذيب الجسدي . ربّما يتهمني البعض بالمبالغة ، لكنه ليس أمامي سوى أن أوجه أنظارهم إلى تقرير " تيوفان تيوفيل" البروفيسورومنسق الأمم المتحدة الخاص في مراقبة شؤون السجون و التعذيب، وقد هيّأ تقريرا يبلغ (300) صفحة عن أوضاع السجون و التعذيب ووسائله في سجون اوزبكستان ، وقد أوضح أن الهدف من التعذيب هناك هو حمل السجناء على الإعتراف و التعهد بالولاء للنظام.
إنّ كل المعلومات التي يتم الحصول عليها عن طريق التعذيب فاقدة لأية مصداقية و اعتبار . وفي فترة عملي سفيرا في طشقند ، حاولت جاهدا ايقاف هذه الأعمال الإجرامية، و سعيت إلى اطلاع الحكومة البريطانية على ما يجري في هذ البلد من انتهاكات فظيعة لحقوق الإنسان. مما كان باعثا على خسارتي لوظيفتي . فالمهم ليس مصداقية المعلومات والإعترافات المنتزعة من السجناء ، بل المهم أن ارتكاب هذه الأعمال أصبح سببا لإزدهار تجارة " اسلام كريموف" ، غلام جورج بوش المطيع. و نادرا ما يجد المرء شخصا في الإدارة الأمريكية لا يضفي على كريموف بألقاب متنوعة مكافأة له ، ولم يبد أي واحد منهم برأي عن "الانتخابات الحرة" التي جرت في اوزبكستان. و ليس من الصدف أن أمريكا قدمت دعما كبيرا لكريموف في عام 2002 ، بما يقدّر ب(500) مليون دولار مساعدات إقتصادية ، و (120) مليون دولار مساعدات عسكرية ، و (80) مليون دولار مساعدات أمنية.
إن القاعدة العسكرية ألأمريكية في أوزبكستان ليس الغرض منها فقط محاربة الإرهاب في أفغانستان ، وإنما ، وحسب قول رامسفيلد، أن الهدف منها إقامة حزام أمني حول منابع النفط والغاز المنتشرة على امتداد الشرق الأوسط حتى القفقاز و إلى آسيا الوسطى. وبناء على عاليه، فإن قتل أوزبك أدنجان في رأي بوش وكريموف مسألة تافهة ، ولن يحسب له أي حساب.
ذهبتٌ في العام الماضي إلى مدينة أدنجان الأوزبكية للقاء قادة المعارضة هناك والتباحث معهم ، ويقينا أقول إنه ليست لهم أية ميول إسلامية . و الذي أريد قوله هنا إنهم قُتلوا ارضاء لوزارة الخارجية الأمريكية ، والأصح أنهم ضحايا سياسة بوش ورامسفيلد. ولن تمر فترة زمنية طويلة ، وسترون خداع و أضاليل " جاك سترو" ، و سترون كيف تعد الحكومة الأمريكية برنامجا واسعا بإسم " حقوق الإنسان" في أوزبكستان.

* ملاحظة: من الجدير بالذكر أن عدد الضحايا حسب آخر الإحصائيات وصل إلى حوالي الأف من القتلى على يد نظام كريموف التابع لأمريكا.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. شاهد ما رصدته كاميرا شبكتنا داخل مستشفى إماراتي عائم مخصص لع


.. تساؤلات عن المسار الذي سيسلكه الرئيس الإيراني الجديد في العل




.. وفود إسرائيلية وأميركية في مصر.. هل الاتفاق بشأن هدنة غزة با


.. مراسلتنا: قصف مدفعي إسرائيلي على أطراف بلدتي حانين وعيترون ج




.. 5 مرشحين يدعمون القضية الفلسطينية فازوا بمقاعد في مجلس العمو