الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الإرهاب والدين .

ثامر ابراهيم الجهماني

2013 / 10 / 8
دراسات وابحاث قانونية


يهدف الاسلام كدين سماوي إلى رفاهية الانسان ، ويهدف إلى التوحيد بين البشر في ظل نظام قانوني واحد ، هو الشريعة الإسلامية ، دون تمييز ( لافضل لعربي على أعجمي إلا بالتقوى ) .
وكانت كلمات الله عز وجل في القرآن الكريم تنصبّ في هذا المجال بين الترغيب والترهيب ، هنا يدل على حالة الرهبة من الله ، فقد وردت في سورتي ( البقرة والنحل ) بصيغة الأمر { وإيّاي فارهبون } ، وصيغة الأمر تفرض الوجوب ، والرهبة في هذا النطاق تدخل ضمن الخضوع لله مخافة من غضبه ، وبالخضوع لله تنتفي المعصية .
وقد تقع الرهبة في نفس الانسان من شخص ، في حين لا يرهب الله ، وهذه الصورة عبّر عنها القرآن الكريم في سورة الحشر بقوله { لأنتم أشد رهبة في صدورهم من الله ذلك بأنهم قوم لا يفقهون } . ولقد حرض الله المؤمنين على الدفاع عن أنفسهم وحياتهم بأن قال للمؤمنين في سورة الانفال { وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدوا الله وعدوكم وآخرين من دونهم لا تعلمونهم ، الله يعلمهم ، وما تنفقوا من شيء في سبيل الله يوفّ إليكم وأنتم لاتظلمون ، وإن جنحوا للسلم فاجنح لها وتوكل على الله إنه هو السميع العليم } .لكن هذا التحريض لايعني – قطعاً – التعدي على الغير لأن {الله لا يحب المعتدين }. لذلك فنحن لن نكون أبداً إرهابيين ، ونحن رواد حضارة عنوانها الاسلام .
تقوم الشريعة الإسلامية على مبدأ العدالة الاجتماعية والتعاون على الخير ورفض الظلم واستغلال الآخرين . كما أن الحرب العدوانية غير موجودة في الاسلام ، لأن الحرب بمنظورها الدفاعي هي الموجودةفقط وبصورتين :
1- حرب الدفاع عن النفس :
تجلّت في قوله تعالى : { أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا وإن الله على تصرهم لقدير ، الذين أخرجوا من ديارهم بغير حق إلا أن يقولوا ربنا الله ...} سورة الحج الآيات (39-41) . وسمي بالجهاد وفقاً لقواعد محددة :
الجهاد فرض ولا يحل تركه بأمان أو موادعة .
أساس العلاقة بين المسلمين ومخالفيهم في الدين – الحرب
دار الاسلام هي الدار التي تجري عليها أحكام الإسلام ويأمن من فيها سواء كانوا مسلمين أو ذميين .
لكن الشريعة الغراء لا تجعل المقاومة الشعبية المسلحة حقاً للشعب له أن يستغله أو يحجم عن استخدامه تخوفاً ورهبة ، تجعله واجباً يأثم المتخاذل عن أدائه . ويقول تعالى في سورة الانفال الآية /65/ : { يا ايها النبي حرض المؤمنين على القتال إن يكن منكم عشرون صابرون يغلبون مائتين ، وإن يكون منكم مائة يغلبوا ألفاً من الذين كفروا بأنهم قوم لا يفقهون } .
2- حرب الاغاثة : حرب الاغاثة لشعب ٍ مسلم ، لقوله تعالى : { وما لكم لا تقاتلون في سبيل الله والمستضعفين من الرجال والنساء والولدان الذين يقولون ربنا أخرجنا من هذه القرية الظالم أهلها واجعل لنا من لدنك نصيرا } .
وفقاً لذلك فالشريعة الاسلامية تقف ضد الارهاب بكل صوره وأشكاله حتى أن آداب القتال في الحرب لها قيود أخلاقية مثل :
- لاتجوز فيه الحرب الهجومية . ( أي الاعتداء ) .
- لاتجوز مباغتة العدو قبل إنذاره .
- لايكون الجهاد إلا مع العدو الحربي .
- لايجوز قتل النساء والأطفال ورجال الدين المعتزلين .
- يجب معاملة الأسرى معاملة حسنة .
- لاتجوز مقاتلة من جنح للسلم ......الخ ( 104) .
ونقول بملء أفواهنا ورداً على التراث الغربي الذي دعمته الحملات الصليبية إن الاسلام دين سماحة وغفران وهما من صفات الله عز وجل ، فهما بالتالي من الصفات التي يجدر بالمؤمنين التحلي بها .
فالدين يدعو إلى التسامح واللين وسماحة الإسلام تذكرنا بخرافة (لافونتين ) عن الريح والشمس التين تراهنتا أيهما أقدر على أن تجرد رجلاً في أحد الحقول من عباءة يلبسها ، فأما الريح فهبت تحاصره وتشدد من هجومها ، فإذا بالرجل يزيد من تشبثه بالعباءة وإحكام قبضته عليها ، وأما الشمس فقد طلعت في هدوء وثقة إلى كبد السماء ، تبث حرارتها ، حتى رأى الرجل من المناسب أن يخلع العباءة من تلقاء ذاته ويلقي بها جانباً .
وكما نعلم أن الاسلام إنما انتشر ووطد دعائمه في أنحاء عديدة من افريقيا السوداء وجنوب شرقي أسيا ، وحتى حدود الصين ، لا بالسيف والقهر ، ولا حتى بالتبشير والدعوة ، وإنما بفضل سماحة خلق التجار المسلمين الوافدين إلى تلك المناطق للتجارة ، وأمانتهم ورفقهم ودماثة طبعهم ووقارهم ، مما دفع الناس إلى الاقبال على سؤالهم عن تعاليم دينهم ، ثم اعتناق هذا الدين ، الذي كان
من كتابي مفهوم الارهاب في القانون الدولي 1998








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. وسائل إعلام إسرائيلية تتناول مخاوف نتنياهو من الاعتقال والحر


.. تونس.. مظاهرة في مدينة العامرة تدعو لاجلاء المهاجرين غير الن




.. إخلاء مركز للمهاجرين في تونس ومظاهرة لترحيلهم ورفض توطينهم


.. الأمم المتحدة: دارفور معرضة لخطر المجاعة والموت




.. آلاف الإسرائيليين يتظاهرون للمطالبة بإبرام صفقة تبادل فورية