الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بين الأخوان والأمن السياسي،ضاع منتدى-الأتاسي-!

سامر عبد الحميد

2005 / 5 / 27
مواضيع وابحاث سياسية


دأبت السلطة السورية دوماً، على تحصين نفسها بدوائر لانهاية لها مما تسميه "الخطوط الحمر"،التي لاينبغي لأحد تجاوزها.
وبات من الواضح والجلي للعيان،أن التعاطي مع موضوع(الأخوان المسلمين)،مازال من أشد المواضيع"إحمراراً"،وحساسية بالنسبة لهذه السلطة!.
وقد سبق لي في مقال سابق،أن استغربت،وربما استهجنت،أن يتجرأ منتدى"الأتاسي" على تجاوز هذا الخط شديد الاحمرار،ويقرأ أحد أعضائه رسالة"البيانوني"مرشد الأخوان على جمهور ذلك المنتدى وحضوره!.
وكان السبب وراء استغرابي هو تلك الخفّة التي تعامل بها المنتدى في تحد واضح لآلة القمع الهائلة التي مازالت السلطة تملكها.وأما استهجاني فبسبب وضع هذا المنبر الأهلي تحت تصرف الأخوان المسلمين،والذين رغم تعدد المنابر المتاحة لهم حاولوا بصفاقة استخدام منبر"الأتاسي"المتواضع!.
غير أن اتفاقي مع السلطة في هذه النقطة الوحيدة:قطْع الهواء عن الاسلام السياسي الأصولي،وعلى رأسهم الأخوان،لايعني على الاطلاق أننا لانختلف في المنطلقات والأهداف.
من ناحيتي فقد أوضحت في أكثر من مقال موقفي من هذه الجماعة التي يعني التسامح معها خطيئة جسيمة لاتغتفر بحق الشعب السوري،وبحق الوطن،وبحق أجيالنا القادمة.
أما بالنسبة للسلطة السورية،فإن مايعنيها في آخر المطاف وفي أوله،هو الحفاظ على الكرسي وامتيازاته،ولاشيء آخر!.
جريمة التسامح مع "الأخوان المسلمين"،لاتعادلها أو تفوقها إلا جريمة قمع جمعيات وأحزاب المجتمع الأهلي العلمانية كمنتدى"جمال الأتاسي"على سبيل المثال.
إذ تعاملت أجهزة الأمن مع"ناقل الكفر على أنه كافر!".ونقصد قراءة السيد"علي عبدالله"عضو المنتدى لرسالة الأخوان.
وهو خطأ كبير ترتكبه هذه الأجهزة.فلا هذا من أولئك ولا أولئك من هذا!!.
تعامل النظام السوري مع"الخطأ"المرتكب من قبل إدارة المنتدى بطريقة "زوار الفجر"المقيتة.فتسبب لنفسه أولاً بفضيحة عالية المستوى،لما تتمتع به تلك الإدارة من سمعة طيبة،واحترام عميق في داخل سوريا وفي خارجها.
وتسبب ثانياُ للمعتقلين وللمراهنين على الاصلاحات بمزيد من المعاناة،والاحباط.
وبدون أدنى شك،فقد كان على النظام أن يتعامل بطريقة"سياسية"لا "أمنية"مع هذا الموضوع.وبطريقة الاقناع والحوار،وليس بطريقة زوار"الساعة الخامسة والنصف إيّاهم"الهمجية!.
وللأسف،فلم يكد حبر مقالتي السابقة يجف،والتي تتحدث عن ضرورة أن تمد قوى الاصلاح في السلطة يدها للمعارضة الوطنية والعلمانية،والتحالف معها في وجه الأخطار الداخلية والخارجية المحدقة بالوطن،حتى انتشر نبأ اعتقال "الثمانية الكرام"أعضاء منتدى "جمال الأتاسي"!.
كما أن دعوتي وأملي بأن يقوم الرئيس بشار بلجم العبث الأمني بهذا الوطن وبقواه الوطنية،ووضع حد له،لم تكد تتجاوز الشفتين،حتى جاء هذا الاعتقال ليوجه طعنة قوية لمن مازالوا يراهنون على وجود قوى الاصلاح في السلطة السورية.
من ناحيتي،فرغم هذا الحدث المرير،فمازلت مراهناً على تلك القوى وعلى رأسها الرئيس بشار.وعلى أنه سيتدارك سريعاً الخلل الذي قام به رجال المخابرات بطريقتهم الفجّة تلك،والمبادرة السريعة لاطلاق سراح المعتقلين.فقد آن الأوان لوضع حد للعقل الأمني المهووس،وضبطه،والذي أدى بنا،نظاماً وشعباً إلى مانحن عليه من بؤس.
وبانتظار ذلك،فسأظل فريسة للنظرات الساخرة،والشامتة المحدقة بي، من قبل الناس الذين يئسوا منذ وقت طويل من تغير الأحوال!.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اتفاقية الدفاع المشترك.. واشنطن تشترط على السعودية التطبيع م


.. تصعيد كبير بين حزب الله وإسرائيل بعد قصف متبادل | #غرفة_الأخ




.. نشرة إيجاز بلغة الإشارة - الحكومة الإسرائيلية تغلق مكتب الجز


.. وقفة داعمة لغزة في محافظة بنزرت التونسية




.. مسيرات في شوارع مونتريال تؤيد داعمي غزة في أمريكا