الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المثقف العراقي والانتخابات طبيعه الادوار واليات العمل

مصطفى محمود جلال

2013 / 10 / 8
مواضيع وابحاث سياسية


بشكل عام، كما نرى الوضع اﻻ-;-جتماعي العراقي على حال لم ﯾ-;-بق مستقرا لمدة معﯾ-;-نة اﻻ-;- و السﯾ-;-اسة دخلت في
كل ثناﯾ-;-اه و لم تدع جانب و لم تؤثر فﯾ-;-ھ و غﯾ-;-رت من طبﯾ-;-عتھ و معالمھ، و بھ اھتز وتحول اثر الضغوطات
المتتالﯾ-;-ة الى ان وصلنا الى ما نعﯾ-;-شھ من الظروف غﯾ-;-ر الطبﯾ-;-عﯾ-;-ة التي من المفروض ان ﻻ-;- ﯾ-;-عﯾ-;-شھا اي مجتمع
امن مستقر. و من المحزن ان ﯾ-;-كون للسﯾ-;-اسة و آلﯾ-;-ات عمل الساسة و ممارساتھم الدور اﻻ-;-كبر في التاثﯾ-;-ر على
المثقفﯾ-;-ن و نتاجاتھم و فعالﯾ-;-اتھم و ما ﯾ-;-طرحونھ في الحﯾ-;-اة و ما ﯾ-;-خص المجتمع بشكل عام . و ھذا لﯾ-;-س ثمار
الظروف اﻻ-;-نﯾ-;-ة بقدر ما فعلتھ المراحل السابقة لحكم الدكتاتورﯾ-;-ة و الحزب اﻻ-;-وحد و المثقف الحزبي و تدخلھ في
شؤون كافة الشرائح و استﯾ-;-عاب اكثرﯾ-;-تھم في قالب معﯾ-;-ن و تروﯾ-;-ضھم و دفعھم ﻻ-;-داء مھام خاص تھم السﯾ-;-اسة
و المصالح الحزبﯾ-;-ة و الشخصﯾ-;-ة اكثر من جوھر عملھم و ما ﯾ-;-مس اختصاصاتھم ، و لﻼ-;-سف ھناك منھم الكثﯾ-;-ر
مستمر لحد الﯾ-;-وم على ھذا المنوال و لھ التاثﯾ-;-ر السلبي على المرحلة، و منھم من ﻻ-;- ﯾ-;-نكر حنﯾ-;-نھ الى مرحلة
ماقبل السقوط .
بعد التغﯾ-;-ﯾ-;-ر و سقوط الدكتاتورﯾ-;-ة و ما كان ﯾ-;-ﻼ-;-زمھا، و مرور اكثر من سبع سنوات لم نلمس ما ﯾ-;-عﯾ-;-د وضع و
حال المثقف و الثقافة الى نصابھ الصحﯾ-;-ح و عزلھ عن اﻻ-;-ھداف التي لصقت بھ دون ان تكون في صمﯾ-;-م عملھ،
لذا ﻻ-;-بد ان نذكر ان دور المثقف في اﻻ-;-حداث و العملﯾ-;-ات المختلفة الجارﯾ-;-ة على ارض العراق لم ﯾ-;-خرج عن
النطاق المحدد الذي رسمھ لھ اﻻ-;-خرون و لم ﯾ-;-خرج اﯾ-;-ضا من القوقع المصطنع بفعل اﯾ-;-دي الساسة خصوصا .
اي لم تكن ھناك اصﻼ-;- ارضﯾ-;-ة لبﯾ-;-ان راي و موقف المثقف و بقت ادوارھم فردﯾ-;-ة او مختفﯾ-;-ة لتلك اﻻ-;-سباب
الموضوعﯾ-;-ة و الذاتﯾ-;-ة التي تخص اخﻼ-;-ق و جوھر المثقف نفسھ، و من ثم انخراطھم في العمل السﯾ-;-اسي و ما
اضطرتھم الظروف الخاصة بھم و صعوبات حﯾ-;-اتھم المعﯾ-;-شﯾ-;-ة ، و حلول الحزب محل الحكومة في توفﯾ-;-ر
ارزاقھم و مأواھم، و طبﯾ-;-عي ان نحس بانھم لم ﯾ-;-ثﯾ-;-روا اي موقف او حدث اﯾ-;-جابي لﯾ-;-عﯾ-;-دوا لھم دورھم الطبﯾ-;-عي
الفعال طﯾ-;-ل ھذه الفترة من الحرﯾ-;-ة النسبﯾ-;-ة التي طغت على اﻻ-;-وضاع في العراق .
من جانب اخر، توزﯾ-;-ع و تقسﯾ-;-م المثقفﯾ-;-ن بذاتھم او نتﯾ-;-جة ظروف موضوعﯾ-;-ة على المكونات اﻻ-;-جتماعﯾ-;-ة و
السﯾ-;-اسﯾ-;-ة بعﯾ-;-دا عن المواقف الثقافﯾ-;-ة و اﻻ-;-راء و اﻻ-;-فكار و العقلﯾ-;-ات الثقافﯾ-;-ة العامة المطلوبة في ھذه الرحلة
الحساسة في العراق، ازداد من اختفاء دورھم و عٌمق من تحوﯾ-;-لھم من المثقف السﯾ-;-اسي الى السﯾ-;-اسي
المثقف، و كل حسب فكره و عقﯾ-;-دتھ و فلسفتھ و مبادئھ التي احس انھ عثر علﯾ-;-ھا ضمن اطار فكر و منھج
مكون سﯾ-;-اسي قرﯾ-;-ب منھ و مفﯾ-;-د لھ، لذا مواقفھم لم تخرج من دائرة الطرﯾ-;-قة و السنة و اﻻ-;-خﻼ-;-ق و
اﻻ-;-ﯾ-;-دﯾ-;-ولوجﯾ-;-ة لتلك اﻻ-;-حزاب سوى كانوا منتمﯾ-;-ن او موالﯾ-;-ن لھا . و بفعلتھم ھذه دمجوا افعالھم و مواقفھم مع ما
كان ﯾ-;-قوم بھ عضو حزبي قح اثناء الحمﻼ-;-ت اﻻ-;-نتخابﯾ-;-ة ، ﻻ-;- بل كانوا اكثر اقناعا و تاثﯾ-;-را على اﻻ-;-خرﯾ-;-ن
لخبراتھم في طرح اﻻ-;-راء و المواقف و المواضﯾ-;-ع و اختﯾ-;-ار المكان و الزمان، لكونھم ﯾ-;-متلكون خلفﯾ-;-ة معرفﯾ-;-ة و
ادبﯾ-;-ة تؤھلھم للتاثﯾ-;-ر على المقابل و اﻻ-;-كثرﯾ-;-ة البسﯾ-;-طة و ﯾ-;-عودون باعمالھم الخﯾ-;-ر و البركة للحزب اكثر من
المنتمﯾ-;-ن لھ.
كم سمعنا و شاھدنا من مثقف بارز و ﯾ-;-عد نفسھ مستقﻼ-;- غﯾ-;-ر منتمي الى جھة معﯾ-;-نة و ﯾ-;-عتبر التصوﯾ-;-ت في
اﻻ-;-نتخابات او لجھة معﯾ-;-نة او لمرشح ما بانھ واجب وطني و دﯾ-;-ني و لم ﯾ-;-عطي اي حق لمن ﯾ-;-عتبره حقا من
حقوقھ و ﻻ-;- ﯾ-;-رﯾ-;-د اخذھھ او تنفﯾ-;-ذه، ﻻ-;- بل تطاول اخرون الى وصف من لم ﯾ-;-صوت بالخائن و المتآمر و عمقوا
ھذا الراي و حددوا الجھة التي من الواجب اختﯾ-;-ارھا. لﯾ-;-س ھذا اﻻ-;- خروج عن كل ما ﯾ-;-مت بالمثقف والثقافة ما
ﯾ-;-خصھ و تحوﯾ-;-ل الذات الى دمﯾ-;-ة باﯾ-;-دي الساسة حصرا. و ھذا ﻻ-;- ﯾ-;-عني ان المثقفﯾ-;-ن المنتمﯾ-;-ن الى اﻻ-;-حزاب
القومﯾ-;-ة و الدﯾ-;-نﯾ-;-ة تمﯾ-;-زوا بذلك عن غﯾ-;-رھم ، ﻻ-;- بل تبﯾ-;-ن بشكل جلي ان المثقفﯾ-;-ن العلمانﯾ-;-ﯾ-;-ن في ھذه اﻻ-;-نتخابات
لم ﯾ-;-دخروا جھدا في التروﯾ-;-ج و التحلﯾ-;-ل و اتخذ بعض منھم الخنادق و المتارﯾ-;-س امام اﻻ-;-خرﯾ-;-ن و انتقلوا بحالھم
الى جبھات الدعاﯾ-;-ة اﻻ-;-نتخابﯾ-;-ة و غﯾ-;-روا من طورھم و كأن المرحلة ھذه فرضت علﯾ-;-ھم تاﯾ-;-ﯾ-;-د جھة معﯾ-;-نة دون
اخرى ، و نسوا بان ھذا العمل لﯾ-;-س من واجبھم و اختصاصھم اصﻼ-;-، و لم ﯾ-;-بق منھم اﻻ-;- القلة القلﯾ-;-لة و ظل
ﯾ-;-نظر الى اﻻ-;-حداث و ﯾ-;-نتظر تصحﯾ-;-ح المسار و اﻻ-;-وضاع و عودة اﻻ-;-ختصاص الﯾ-;-ھم و فصلھا عن ﯾ-;-عضھا ، و
اعادة لحم الى القصاب و الخبز الى الخباز و ھو ﯾ-;-علم بانھا تحتاج الى بداﯾ-;-ة صحﯾ-;-حة و من الطبﯾ-;-عي ان ﯾ-;-كون
المثقف في طلﯾ-;-عة من ﯾ-;-ؤدي ھذا المھام ﻻ-;-عادة النصاب للمجتمع الذي اختلط فﯾ-;-ھ الحابل بالنابل، و تحولوا جمﯾ-;-عا
الى الساسة من الدرجة اﻻ-;-ولى بكافة اعمالھم و مھنھم و في مقدمتھم و لﻼ-;-سف المثقفون الذﯾ-;-ن كان من
الواجب ان ﯾ-;-نوروا الطرﯾ-;-ق الصحﯾ-;-ح للجمﯾ-;-ع، و ھذا ﻻ-;- ﯾ-;-عني ان ﻻ-;- تكون لدﯾ-;-ھم افكار و عقائد و ﯾ-;-ؤمنوا
باﯾ-;-دﯾ-;-ولوجﯾ-;-ات سﯾ-;-اسﯾ-;-ة معﯾ-;-نة، و تكون لھم اراء و مواقف ﯾ-;-عبرون بھا عما ﯾ-;-جول في خاطرھم، بل من ﯾ-;-ودع و
ﯾ-;-ترك اﻻ-;-ھم و ﯾ-;-ھتم بالمھم في لحظات حرجة سﯾ-;-عقٌد اﻻ-;-مور و ﯾ-;-ُبقي الفوضى لمراحل طوﯾ-;-لة اخرى، لذا ﯾ-;-مكننا ان
نقول ان دور المثقف و ما اقدم علﯾ-;-ھ في ھذه المرحلة لم ﯾ-;-كن مشٌرفا بل اصبح خارج المسار الذي من
المفروض ان ﯾ-;-لتزم و ﯾ-;-ھتم بھ، و ھنا ﯾ-;-جب ان ﻻ-;- نتكلم بشكل مطلق و ھناك استثناءات تحملت الصعاب و بقت
في الموضع الحقﯾ-;-قي للمثقف حتى ھذه اللحظة، اﻻ-;- ان اﻻ-;-كثرﯾ-;-ة الساحقة تركت مواقعھا اﻻ-;-صلﯾ-;-ة الخاصة بھا و
حولت نفسھا الى ما تتطلبھ الصراعات السﯾ-;-اسﯾ-;-ة و منھا السلبﯾ-;-ة اﯾ-;-ضا .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ماذا جاء في تصريحات ماكرون وجينبينغ بعد لقاءهما في باريس؟


.. كيف سيغير الذكاء الاصطناعي طرق خوض الحروب وكيف تستفيد الجيوش




.. مفاجأة.. الحرب العالمية الثالثة بدأت من دون أن ندري | #خط_وا


.. بعد موافقة حماس على اتفاق وقف إطلاق النار.. كيف سيكون الرد ا




.. مؤتمر صحفي للمتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانيال هاغاري| #عاج