الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ابطال لم ينصفهم الوطن

طاهر مسلم البكاء

2013 / 10 / 8
حقوق ذوي الاحتياجات الخاصة


يقال ان الجميع يجب ان يحاسبوا انفسهم أولا ً ، ماذا قدموا للوطن ثم بعد ذلك يمكن ان يطلبوا حقوقا ً ، وهي جدلية العلاقة بين الحقوق والواجبات ، تخالجني هذه الأفكار وانا أنظر الى اثنين من ذوي الأحتياجات الخاصة من ابناء ذي قار يقفون على منصة التكريم ،تزيين اعناقهم العديد من الأوسمة الذهبية والفضية والبرونزية التي حازوها في منافسات داخلية على مستوى العراق واخرى خارجية على المستوى الدولي ، وعندما تكلموا كانت هناك حسرة كبيرة وعتاب يغلف حديثهم ، فرغم الأنجازات الكبيرة التي رفعوا فيها علم العراق خفاقا ً في محافل دولية ، ومنها هذه المناسبة التي ينظمها لتكريمهم تجمع الأكاديميون مشكورا ً وجمع غفير من ابناء المحافظة سعيد وفخور بأنجازاتهم ، فليس هناك أي أهتمام خاص أو تكريم لهؤلاء الأبطال الذين يكافحون طلبا ً للقمة العيش من جهة ،والتدريب والحفاظ على لياقتهم البدنية واستعدادهم لخوض المنافسات الرياضية من جهة اخرى ، فقد ذكر احدهم انه سيعود مباشرة من ساحة الرياضة التي تألق فيها الى ( البسطية ) وهو كشك بسيط في الشارع يعتاش منه !
بدون الميديليات التي تزين اعناقهم ، فهم ابطال يشار لهم بالبنان لأنهم بدلا ً من الأنزواء ولعن الحظ العاثر واجهوا الحياة بالطريقة الصحيحة ،وفوق كل هذا نافسوا وحققوا درجات من التمييز ، ان رفع علم العراق في محافل دولية له حلم يراود العراقيين وقد تحقق على ايدي هؤلاء الأبطال ،فهم إذن يختلفون عن اولئك الذين يطالبون بحقوق دون واجبات .
الله أكبر ياعراق ما الذي حل فيك لكي يظلم ابناءك هكذا ، فأنت يا عراق بلد الحضارات العظيمة التي ينحني لها التاريخ ، ففي أعماق التاريخ كنت أنت بلد شريعة حمورابي التي أختطت العدل في وقت كان يلف العالم الظلام وتنعدم الحكمة وقد أثبتت وقائع التاريخ ان شريعة حمورابي سبقت ولادة نبي الله موسى بأربعمئة عام ، ثم انت بلد الأسلام العظيم الذي يقول فيه محمد ( ص) : ( من مات وترك دينا ً أو ضياعا ً فأليّ وعليّ ) ( المصدر كنزالعمال) .
أي ان من مات فقيرا ً فأن الرسول الكريم هو من يتكفل بعياله من بعده ،وقد استوعب الناس أن هذا الرسول أذا قال صدق ،وانها لاتشابه دعاياتنا الأنتخابية في هذه العصور ،فأطمئنوا الى قيادته والى الدين الجديد الذي يدعوهم الى كل فضيلة ولا يمنع عنهم لذائذ الحياة ما دامت حلالا ً طاهرا ً ،فدخلوا في دين الله أفواجا ،وقد وصل بالمـجتمع المـكي بعد ذلك الى أنهم كانوا يكـسرون الذهب بالفؤوس .
، ان هؤلاء الأبطال لهم حقوقا ً على الوطن لأكثر من سبب :
- الأولى لأنهم من ذوي الأحتياجات الخاصة ،وهم كثر اليوم في العراق بفعل كثرة وضخامة الحروب التي فرضت على العراقيين ، واستمرار استهداف العراق الى اليوم من قوى الظلام وأعداء الحياة ، حيث لايمر يوم على العراق دون ان يسقط المئات بين قتيل وجريح .
- والثانية لأنهم قدموا للوطن عصارى جهودهم ، ففي وقت يوجد فيه الكثير من لاعاهة لهم ولكنهم لم يبلغوا ما بلغه هؤلاء الأبطال من اصرار وقوة في مواجهة الحياة وسجلوا تمييزا ً واضحا ً يفخر به الوطن .
- والثالثة أن العراق ليس فقيرا ً حيث أنه يمتلك خيرا ً أنعم به الله تعالى ،لو استغل بصورة صحيحة لعاش جميع ابناءه في أحسن حال ، ويبدو ان خير العراق اليوم يجلب عليه شرور وأطماع الآخرين دون ان يستفاد منه ابناءه .
ان هؤلاء الأبطال قدموا اكثر مما بأعناقهم من دين وواجب تجاه الوطن ، وعلى الدولة ان ترعاهم وتكرمهم وتضمن العيش الكريم لهم بما يضمن استمرار تفوقهم ويجب ان تجعلهم قدوة يحتذى بهم من امثالهم نحو الطموح ومقارعة الحياة ،لا ان نتركهم يعيشون اوضاعا ً مأساوية من التشرد والألم ثم نبحث عن برامج الرعاية الأجتماعية ،لأن الوقاية خير من العلاج .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. المئات يتظاهرون في إسرائيل للمطالبة بإقالة نتنياهو ويؤكدون:


.. موجز أخبار السابعة مساءً - النمسا تعلن إلغاء قرار تجميد تموي




.. النمسا تقرر الإفراج عن تمويل لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفل


.. طفل من ذوي الاحتياجات الخاصة يعيش حالة رعب ا?ثناء قصف الاحتل




.. النمسا تقرر الإفراج عن أموال -الأونروا- التي تم تعليقها سابق