الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بوحدتنا سندحر الإرهاب

مروة المظفر

2013 / 10 / 9
الارهاب, الحرب والسلام


لا أعرف لِمَ علينا الإستغراب من إستهداف الإرهابيين لدور العبادة ومدارس الأطفال ..فالإرهابي مجرم لا يفرق بين مكان يُعبد فيه الله وبين أي مكان آخر فالكل عنده سواء والهدف واحد وواضح وهو الدمار والقتل والخراب .. ينفّذ أوامر من يعيشون ويعتاشون على دمائنا وأشلائنا .. يوم أمس يوم غريب أحسست به أني مجنونة أو أني أتعمد للذهاب الى الجنون بنفسي ففي العراق العظيم تشعر بالسعادة تارة وبالحزن تارة اخرى ومن ثم بالفخر وبعدها بالإحباط ..أحاسيس متناقضة في يوم واحد ..استيقظت سعيدة وأنا أسمع فيروز ذهبت الى العمل شعرت بالغضب لما يحدث في بلدي ..زرت صديقتي لأعود الى عالم الطفولة مع أطفالها فأخذني التفكير لسنوات ستمر ..الى المستقبل.. وشعرت بإحباط شديد ..هؤلاء الأطفال كيف سيعيشون في بلد كالعراق ؟ غير آمن .. ولدوا وهم يسمعون بدل التكبير مسميات طرأت علينا سني شيعي صابئي مسيحي .عربي ..كردي ..الخ ,خرجتُ من بيت صديقتي لأذهب مع مجموعة كبيرة من زملائي في قناة الفيحاء لزيارة زميل لنا يعمل مصورا توفي والده بسبب الطائفية البغيضة قبل أيام ..فشعرتُ بالحزن والفخر أيضا وأنا أشاهد مجموعتنا الكبيرة.ربما ستتساءلون لماذا حزن وفخر ؟ لكل من يقرأ هذه الأسطر التي لا أعرف لماذا أكتبها الآن ولكني شعرت برغبة بأن أكتب وأشرح ما أشعر به ..سأقول لكم وعذرا سأضطر لأن أذكر طائفة ما او قومية ما او ديانة ما ..شعرت بالحزن بسبب وضع زميلنا وبسبب حالنا وحياتنا كعراقيين ..نفقد أخا ً أو أبا ً أو عمّا ً أو صديقا ً أو إبنا ً فقط لأنه سني أو لأنه شيعي أو لأنه مسيحي ..ما الذي جرى ؟ ما الذي يحدث لنا ؟ أما سبب شعوري بالفخر ..هو أننا كعراق مصغر في قناة الفيحاء وفي قنوات أخرى او أية دائرة أخرى فينا المسلم والمسيحي والصابئي فينا السني والشيعي فينا الكردي والعربي ..فينا وفينا وفينا ..ذهبنا زملاء وزميلات بأعداد كبيرة الى زميلنا السني لنعزيه بوفاة والده الذي قُتل على يد زمرة إرهابية تحاول أن تقضي على الألفة والمحبة والوحدة بين ابناء الشعب الواحد ..عندما خرجنا أنظر الى مجموعتنا وانا سعيدة جدا لمؤازرة بعضنا البعض وكأننا عائلة واحدة بادرني زميلي "المسيحي" ليقول مروة أنا أسأل نفسي من يقتل من ؟ اذا كان الشيعي كما يقولون يقتل السني والعكس ..والمسلم يقتل المسيحي والصابئي وووووو الخ ..فإذا ً نحن من نكون ؟!أنا مسيحي وانتِ مسلمة وذاك صابئي وفلان شيعي وفلانة سنية ..لم أستطع إجابته إنهمرت دموعي وبقيتُ لدقائق اراقب المشهد ومجموعتنا الجميلة ..لو كان زميلنا مقتنعا ً بأن الشيعي هو من قتل والده ..لَما كان أدخل الكثير من زملائه الشيعة الى بيته ولَما استقبلهم ..اذاً نحن ندرك جيدا أننا عراقيون ولا معنى لكره أو ضغينة أو حقد تجاه أحد عندما تصيبنا مصيبة كمصيبة زميلنا العزيز ندرك جيدا ان عدونا واحد هو الإرهاب . لم يعد المواطن العراقي تخدعه ألاعيب صنّاع الموت .. بتفجيرهم حسينية أو كنيسة أو جامع في البصرة أو الموصل أو بغداد او الأنبار ..في الأعظمية أو الكاظمية ..فالمجرم واحد وإن إختلفت مخططاته وجرائمه .. حتى الحكومة العراقية والساسة جزعت من الإستنكار والتهديد والوعيد بملاحقة فلول الإرهاب, وأنظارهم وإهتماماتهم متجهة للرواتب التقاعدية والخوف من الإضطرار الى إلغائها .. فما يحصل الآن وما حدث في السنوات الماضية من إنفجار الى خطف وقتل وعبوات ناسفة ودمار وفساد يبين لنا العجز الواضح للقوات الأمنية في حماية الشعب وتلكؤ الحكومة في المحاولة لإيجاد حل وشراء أجهزة متطورة تكشف السيارات المفخخة والعبوات الناسفة التي تحصد كل يوم العشرات من أبناء هذا الوطن المحسود على خيراته وثرواته التي لم يحصل منها على شيء سوى الدمار والخراب.. العيد على الأبواب وفي كل عيد نطالب الحكومة بتشديد الإجراءات الأمنية كما هو الحال في الزيارات المليونية والمواكب الحسينية لينعم أطفالنا بجو من المرح والهدوء والأمن والسلام ..فهل هذا الأمر صعب للغاية يا حكومتنا الموقرة ؟!!!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. صحة وقمر - قمر الطائي تحضر مقبلات وسلطات سعودية مع الشيف مهن


.. أزمة السودان.. الاشتباكات تتصاعد في الفاشر | #رادار




.. هكذا تجسس #السنوار على الفلسطينيين .. من تحركاتهم إلى حياتهم


.. إسرائيل تحيي ذكرى إعلانها الـ 76 على وقع حرب غزة | #مراسلو_س




.. حرب الشوارع.. هل تكون الفخ الذي أوقع نتنياهو بفشل استراتيجي؟