الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حيفا يا عشقي الأزلي

سميح مسعود

2013 / 10 / 9
الادب والفن


حيفا
يا عِشقيَ الأزلي
ها أنا أعود إليك
على أجنحةِ الغيومْ
ها أنا ذا عندكِ
أدسُ قلبي في شاطئَك
وأنسى المنافي البعيدة
أتهجى كل شيءٍ فيكِ :
البحر والموج والريح والشجرْ
همس الندى في الصباحْ
ومزاريب الشتاءْ
ومرايا معلقة بأجنحة الرياحْ
ملأى بأشرطةٍ من صُورِ الذكرياتْ
تُعيد للقلب دقاته في زحام الحياةْ
وتعيدُني للوراءْ
أرى فيها كل ما أشاءْ
رعشة أيامي الماضياتْ
وأمكنةً منسولةً من وجوه الأنبياءْ
أطوفُ حولها
صباحَ مساءْ
أهٍ يا مدينتي
من مثلك تعلو جدائِلهُا فوق أروقةِ السماءْ
و تنسلُّ من صدرها الحاني خيوط الضياءْ
أهٍ يا مدينتي
كلما آتيكِ أزدادُ فيكِ زهواً وعشقا
تدبُ فيّ الحياة ْ
وأمضي فيك في كل الطرقات ْ
عيناي تبحثان عن بيتي القديم ْ
ألقاه في زي الحدادْ
أطوفُ حولهُ سبعًا في كل الجهاتْ
ألملمُ من خباياه بقايا أيامي
ملأى بأحلى الذكرياتْ
و أستنشقُ منه نسماتٍ تطيلُ الحياةْ
أسمع حوله ارتجاف صوت أمي المنغومْ
لا يضل عني
يلاحقني يوقظني
وأرى أمي
تحضنني
تخبئُني بعينيها
وابتسامةً تطلُ منها على اتساع المدى
ها هنا ارتعشت أمي في زمن مضى
وبدأت أحبو أنا
أبصرتُها ها هنا
وتهجيت وجهها حبًا وعشقا
ها أنا الآن أعود إلى بيتي من جديدْ
بعد أعوامٍ
وأعوامْ
هو فَرحتي
لهفتي المشتهاةْ
يرفرف قلبي حوله
يوغلُ في الشجون
أحسُ من عبقهِ بكل ما مضى
أرجعُ للورا
أعيدُ تشكيلَ وجوهِ من كانوا هنا
وضاعوا في دروبِ الهوانْ
أنسجُ أشرعةً
أمِدُها على اتساعِ البحار
أعيدهُمُ بها
إلى حضن حيفا
بخطو ريحٍ جَموحٍ
دونما انتظارْ .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بطريقة كوميدية.. الفنان بدر صالح يوضح الفرق بين السواقة في د


.. فايز الدويري: فيديو الأسير يثبت زيف الرواية الإسرائيلية




.. أحمد حلمى من مهرجان روتردام للفيلم العربي: سعيد جدا بتكريمي


.. مقابلة فنية | الممثل والمخرج عصام بوخالد: غزة ستقلب العالم |




.. احمد حلمي على العجلة في شوارع روتردام بهولندا قبل تكريمه بمه