الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


خرافة الربيع العربي ! هل من بدائل حقيقية للأنظمة العربية؟

علاء مهدي
(Ala Mahdi)

2013 / 10 / 9
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي




أختار القسم العربي في إذاعة الأس بي أس الحكومية، وضمن سلسلة برامجه اليومية المخصصة لمناقشة مواضيع الساعة مع مستمعيه، موضوعاً له أهمية كبيرة بسبب من علاقته بالوضع الحالي في المنطقة العربية ومستقبل شعوب الشرق الأوسط وأجيالها القادمة.

قد نختلف على تسمية "الربيع العربي" بالـ "الخرافة" حسبما جاء على صفحة الإذاعة المذكورة في مركز التواصل الإجتماعي – الفيسبوك -، لكننا بالتأكيد لن نختلف على أن ما حدث للدول العربية التي تغيرت أنظمتها الشمولية والديكتاتورية بفعل ما يسمى بـ "ثورات الربيع العربي"، لم تكن نتائجه كما كان متوقعاً له ان يكون من قبل الشعوب العربية المتعطشة لحياة جديدة تسودها مبادئ العدالة والحرية والديمقرطية تحت ظل أنظمة مدنية ودستورية وبدون محاصصات طائفية وعنصرية بعيداً عن كل مظاهرالحروب والإقتتال والدمار.

عدد لابأس به من المستمعين الدائميين للإذاعة المذكورة، أعرب عن آرائه التي جاءت تمثل وجهات نظر مختلفة تعتمد على الزاوية التي ينظر كل منهم من خلالها لعمليات التغيير التي حدثت وارتباطها بقناعات المستمعين الشخصية للمبادئ السياسية والدينية وغيرها. لكن الخط العام للنقاش كان يؤشر إلى خيبة أمل أغلبية المتحدثين بالنتائج السلبية لما يسمى بـ "ثورات الربيع العربي".

والمتتبع للتغييرات التي حدثت في الدول العربية التي شملتها "ثورات الربيع العربي" سيجد أن تطبيقاتها ونتائجها تختلف بإختلاف الدول وطبيعة مجتماعتها من النواحي الإجتماعية والسياسية والتأريخية والإقتصادية وغيرها. فما حدث في تونس اختلف عن ماحدث في اليمن وكذلك الحال عند المقارنة بين ليبيا ومصر وحالياً سوريا. فبعد أن مارس المصريون حقوقهم الإنتخابية وفق دستورهم الجديد عادوا فثاروا على من أنتخبوا، لأنهم وجدوا أن اختيارهم لم يكن صائباً! وهم بذلك فتحوا الباب على مصراعيه لعودة العسكر للحكم وهذه بادرة خطرة قد تحذو حذوها دولٌ عربية أخرى. اما " الثورة الربيعية" السورية فقد تحولت إلى حرب أهلية طائفية كان ثمنها أكثر من مائة ألف ضحية والحبل على الجرار. وجديد الأحداث محاولة بائسة في السودان لتحريك الشعب ضد النظام القابع على رقاب السودانيين منذ عشرات السنين، وربما سيحمل لنا التغيير السوداني حالة مغايرة تماما لما حدث في بقية الدول. ولا أدري لماذا يصر الإعلام العربي والغربي على تجاهل كون التغييرات التي حدثت في العراق منذ 2003 كانت هي بداية "ثورات الربيع العربي" وان النتائج التي تمخضت هناك مازالت تحصد رقاب آلاف العراقيين شهرياً.

فبعد ان كانت تونس الخضراء مقصد السواح من كل بقاع العالم لم تعد كذلك، فتأثر اقتصادها وأنعكس ذلك على مستويات المعيشة فيها ناهيكم عن معاناة شعبها من ظاهرة جديدة حيث تم زج الكثير من الفتيات التونسيات في "جهاد النكاح" في سوريا، وهاهن يعدن لتونس في بطونهن أجنة لآباء مجهولين ومتعددين. وهاهو الشعب الليبي يعود لطبيعته القبلية التي كانت سائدة حتى ما قبل حكم العائلة السنوسية فتتذابح القبائل فيما بينها لتسيل الدماء الليبية وتلتقي بانهار النفط الليبي.

إذن، ماهي البدائل الممكنة للأنظمة العربية (الديكتاتورية) الحالية؟ وما هو السبيل لضمان عدم تحول "الثورات الربيعية" إلى ديكتاتوريات رجعية جديدة؟

البديل هو قيام أنظمة ديمقراطية ترعى حقوق الإنسان العربي وتوفر له حياة كريمة أعمدتها العدالة والمساواة، بعيدا عن كل انواع المحاصصات الطائفية والعنصرية. فالديمقراطية هي اسلوب وممارسة حياتية تتضمن مجموعة من القيم المنظمة لتصرفات الدولة والفرد، والمحددة لطبيعة العلاقات بينهما. الديمقراطية هي الطريق السليم الذي سينقل الشعوب العربية من العصور المتخلفة الحالية إلى عصور تقدمية مدنية حديثة تبني وتعمل من أجل مستقبل أفضل يؤمن الكرامة للمواطن العربي ومستقبل أجياله.

هذه البدائل لن تأتي من لاشئ، ولن تحدث فقط بسبب رغباتنا وتمنياتنا لها. هذه البدائل لايتم أستيرادها عن طريق الحروب والإحتلال وضخ سيولة نقدية بقصد إنعاش الأسواق دون تنظيم وتخطيط أقتصادي مسبق. هذه البدائل لن تحدث مالم تكون الشعوب مهيأة لإستقبالها عن قناعة وإيمان عميقين بها. هذه البدائل تحتاج إلى طريق معبد ومهيأ لها، لأرض خصبة قادرة على رعاية ونمو عوامل وعناصر الديمقراطية. الديمقراطية لن تنجح مالم نمارسها جميعاً كأسلوب عمل في كل تصرفاتنا الشخصية والسياسية والإجتماعية والإقتصادية. الديمقراطية لن تنجح والدولة تعيش تحت الإحتلال وتشل حركتها المحاصصات الطائفية. هذه البدائل لن تنجح مادامت مجتمعاتنا وتصرفاتنا الفردية مليئة بديكتاتوريات بألوان وأشكال مختلفة وعلى أغلب المستويات.


(لو كان بوعزيزي يعلم بما ستؤول له الأمور من بعده لما أحرق نفسه)

-;--;--;--;--;-








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. المكسيك: 100 مليون ناخب يختارون أول رئيسة في تاريخ البلاد


.. فاجأت العروس ونقر أحدها ضيفًا.. طيور بطريق تقتحم حفل زفاف أم




.. إليكم ما نعلمه عن ردود حماس وإسرائيل على الاتفاق المطروح لوق


.. عقبات قد تعترض مسار المقترح الذي أعلن عنه بايدن لوقف الحرب ف




.. حملات الدفاع عن ترامب تتزايد بعد إدانته في قضية شراء الصمت