الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


يقتلون القتيل ويسيرون بجنازته

عدنان جواد

2013 / 10 / 9
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق



من هو الذي يقتل العراقيين كل يوم ، يقتل شيوخنا وأطفالنا ونسائنا، ويتفق الجميع إن الإرهابيين وهم أعداء الحرية والسلام، والمعروف أن القاتل منبوذ في كل شعوب الأرض وقوانينها القديمة والحديثة ، ولكن في العراق يختلف الأمر في كل شيء فالقاتل حر طليق ولا يخاف ولا يحزن لأنه حتى وان اعتقل سيخرج غدا أو بعد غد، وإذا قتل فانه سيتزوج بالحور العين ويتعشى مع الرسول، وان تم القبض عليه من قبل القوات الأمنية متلبسا بالجرم، فسيودع بالسجن وبأمان من دون أي عقاب بداعي حقوق الإنسان بحيث يطعم بأفضل الأطعمة والتبريد صيفا والتدفئة شتاءا، وإذا حكم بالإعدام سوف يتم الاعتراض من بعض الجهات السياسية على هذه الأحكام وتأجيل التنفيذ انتظارا لخروجه من السجن في قادم الأيام بغزوة جديدة للمجاهدين كما حدث في سجن ابو غريب والتاجي.
بالأمس كان يحكمنا طاغية يقتلنا بسلاحه وقواته الأمنية ، واليوم حكامنا يسمحون بقتلنا كأنما هي صفة سائدة للقتل في العراق، وان جميع المتصدين للعملية السياسية يهتفون بالوطنية ويرفضون الطائفية ، وإذا كان الجميع شرفاء فمن يقتلنا ؟! ربما الذي يفجر يوميا يأتي من الفضاء يقتل ويختفي!!!، أن القضية موغلة في التاريخ وهناك حقد قديم تتوارثه الأجيال مع الأسف، فيا ترى لماذا تختلف المسميات ولماذا لايعامل العثمانيين كغرباء ومن يتبعهم طائفي ، بينما الصفو ين ومن يتبعهم يعتبر طائفي ؟!،وان الدولتين غير عربيتين ومن العالم الإسلامي، والتفرقة بدأت منذ ذلك الزمن وما تبعها ، فأصحاب الجنسية العثمانية وطنين، بينما يتم تهجير أصحاب الجنسية التبعية لإيران ومصادرة أموالهم المنقولة وغير المنقولة في زمن النظام السابق، إن الصراع في العراق صراع إرادات خارجية ، تنفذها أيادي داخلية.
عرضت وزارة الداخلية اعترافات وتفاصيل هجمات دامية شنها إرهابيون ضد مدنين جنوب بغداد ثم شاركوا في مراسم التعزية المقامة ألضحاياهم ، وحين سال احد المجرمين عن سبب قتل الصحوات وتهجير الشيعة من المناطق المختلطة! أجاب بأنهم يبلغون القوات الأمنية عن تحركاتنا ، وفي الإجابة عن سؤال آخر، الم تقبض عليك القوات الأمنية ؟ سبق وان تم اعتقالي وخرجت لعدم كفاية الأدلة، وكان كلام جاره الشيعي لم اشك به يوما، وعندما تم تفجير منزلي وقتل أفراد أسرتي كان هو وأقربائه أول المعزين لي وأعربوا عن حزنهم ومواساتهم، فالقصة باتت مكشوفة للجميع ما تفعله القاعدة من فتنة عندما تفجر حسينية هنا وتذهب لتفجر في مسجد هناك حتى يتقاتل الطرفان ، فالقاعدة جندت النساء والأطفال والشباب واخذوا بقتل الشعب وهم ينامون في أحضاننا ويأكلون طعامنا ويتسمون بأسمائنا وبعد أن نقتل يسيرون وراء جنائزنا، فينبغي التوحد لضمان مستقبل أبنائنا ونسيان الماضي والحقد الدفين الذي يزيد انهار الدم، واذا تطلب الأمر الاستعانة بالآخرين للقضاء على المجرمين، فأصبحت الحكومة عاجزة عن منعهم من التفجير فهم يختارون الهدف وينفذونه بكل حيثياته بحيث يستهدف اكبر عدد من الأبرياء، فأما تحمي شعبها او تتنازل عن السلطة وتتركها لغيرها لمن يكون قادرا على الحكم كما يحدث في مصر عندما اتفق المواطن مع المؤسسة العسكرية في التصدي للمتطرفين أو الطلب من الولايات المتحدة للمساعدة في التصدي لهم فهي تمتلك معلومات كبيرة عن تحركاتهم وكما اعتقلت وقتلت ابرز قيادي القاعدة في العالم.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. لحظة سقوط صاروخ أطلق من جنوب لبنان في محيط مستوطنة بنيامين ق


.. إعلام سوري: هجوم عنيف بطائرات مسيرة انتحارية على قاعدة للقوا




.. أبرز قادة حزب الله اللبناني الذين اغتالتهم إسرائيل


.. ما موقف محور المقاومة الذي تقوده إيران من المشهد التصعيدي في




.. فيما لم ترد طهران على اغتيال هنية.. هل سترد إيران على مقتل ن