الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


طريق اللاّعودة

مروة المظفر

2013 / 10 / 10
مواضيع وابحاث سياسية


عمر وعلي ..إسمان حاضران في كل بيت عراقي إن كان أخا أو أبا أو أحد الأقارب ..إسمان لم أكن أتوقع أو مجرد أن أتخيل أنهما سيسببان فزعا وهلعا في يوم من الأيام الى درجة أن يغير علي إسمه الى محمد مثلا ..وعمر يغير إسمه الى عامر أو عمار ..يا إلهي هل أنا في حلم أم حقيقة وواقع لا أريد أن أصدق أننا نعيشه اليوم هذا هو السؤال الذي أطرحه على نفسي مع كل مرة أسمع فيها مقتل أحدهم لأنه سني أو لأنه شيعي ..حتى عندما كنت أنوي مثلا أن أبث في إحدى الإذاعات أنشودة عن سيدنا عمر يأتيني مسؤولي خائفا ..ليطلب مني أن أقطعها ولكن العناد من طبعي فأصر على أن أبثها وأبث بعدها أنشودة عن سيدنا علي وبعدها أنشودة عن أم المؤمنين زوجة رسول الله السيدة عائشة وبعدها أنشودة عن سيدتنا فاطمة الزهراء إبنة رسولنا محمد "ص" وبعدها أنشودة عن سيدنا عيسى عليه السلام وأنشودة عن سيدنا محمد الصادق الأمين خاتم الرسل والأنبياء..لأني مؤمنة أن وسائل الإعلام يجب أن تكون لكل المذاهب والأديان ولا تنطق بإسم مذهب معين أو دين معين لسبب واحد أننا في العراق ..هذا البلد الذي إختلفت دياناته ومذاهبه وقومياته ولطالما عاش أبناؤه مع بعض يتقبل أحدهم الآخر دون سب وشتم لمذهب معين او ديانة او قومية معينة قبل أن يأتي عام 2003 بمفاهيم غريبة وبعيدة كل البعد عن مجتمعنا ..ترددت ُ كثيرا هل أكتب عن هذا الموضوع أم أصمت؟ أيعتبر هذا تأجيجا مني للوضع أم تنديدا ورأيا أو محاولة بسيطة مني لجعل بعض أبناء وطني الحبيب أن يفهم ويحترم مذهب وديانة الآخر وأن يعي مخططات الجهلاء والمجرمين الذين يحاولون إثارة الفتنة ؟ كتبت ومزقت ..وتبعثرت الاوراق هنا وهناك ..ثم قررت.. بأن أكتب ..
ولكن السؤال من أين أبدأ وبمن ؟ بهذا الثائر المجرم الذي يسعى وراء الشهرة ؟ أم بالحكومة العزيزة على قلوب العراقيين والتي تزداد محبتنا لها يوما بعد آخر "أقصد العكس طبعا" بمن ؟ هل يا ترى يكفي الشجب والإستنكار من قبل وزارة الداخلية ؟ أو إصدار مذكرة إعتقال ؟ ربما تُنفذ وربما لا ؟
ما حدث في الأعظمية من مجموعة من الشباب السذج يقودهم شخص لطالما حاول البروز عبر إتصالاته ومشاركاته المستفزة على القنوات الفضائية والمواقع الإلكترونية أمر يدعو الى الإشمئزاز والأسف لما وصل اليه حالنا في العراق ..سب وقذف وشتائم ولعن لمن ؟! لصحابة أجلاء ..ولزوجة رسولنا محمد "ص" ما نحتاجه من الحكومة اليوم موقفا جادا وحازما يضع حدّا لمن يتجرء على سب الصحابة أو الأئمة أو الأنبياء أو أي رمز ديني وتاريخي له مكانته ..إستنكار لا يكفي ..سطر أو حتى عدة أسطر في كلمتك يا سيادة رئيس الوزراء.. أيضا لا يكفي لردع هؤلاء ..أرجوك ثم أرجوك أن تجد حلا سريعا لهذا بدل الخطابات والشعارات فقد مللنا ..تقولون أننا نضرب ضحايا الإرهاب في عشرة وتتهمون الإعلاميين بالكذب ..لا بأس لكن أن تتكلمون عن الإرهاب وتدعون دولا أخرى لتحذو حذو العراق في تجربته وحربه ضد الإرهاب فهذا لا يمكن السكوت عنه !!! "إستروا عليهم " أية تجربة التي تتحدثون عنها يا حكومتنا الموقرة ؟ أية تجربة ؟! ونحن كل يوم تُزهق أرواح العشرات من أبناء شعبنا ..وأبشركم يا ساستنا الكرام لو بقيتم على هذا النهج فنحن في الضياع ..والحرب الأهلية ستدخل إلينا دون أن تدق الباب..وسنبقى نسمع منكم نفس الشعارات ودعواتكم المستمرة للدول لنهج سياسة العراق في التعامل مع الحرب الأهلية !!
كل يوم العراق في مأزق جديد ..مرة أعمال العنف ومرة القتل على الهوية ومرة مجموعة يقودها هذا الذي لن أذكر إسمه فأنا متيقنة بأنه يتصفح المواقع الإلكترونية بحثا عن إسمه ليشبع رغباته ونفسه المريضة ..وربما يشعر الآن بالفخر فمذكرة الإعتقال أصبحت أشبه بوسام يفتخر بها من تصدر بحقه ..
موقف الحكومة لا زال ضعيفا ورغم إستنكار زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر ما قام به بعض من وصفهم بالسذج أصحاب العقول الناقصة الا ان هذا الأمر لا يزال خطيرا ما لم ينتبه المواطن العراقي لمخططات دعاة الفتنة والطائفية ويكون واعيا حذرا من الإنجرار وراءهم ويقف لهم بالمرصاد ..غير ذلك فإننا كلنا كعراقيين سنندم ونأسف لما سيحدث في بلدنا لو خَطَونا خطوة واحدة نحو طريقهم طريق اللاعودة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -وول ستريت جورنال-: حظر تطبيق -تيك توك- يمكن أن يضر بمصلحة ا


.. شركة “أوبن إيه آي” تعلن عن تحديث جديد من“تشات جي بي تي”| #غر




.. حزب الله: نفذنا 7 هجمات ضد أهداف إسرائيلية قبالة الحدود الجن


.. كلية بريطانية تتخذ موقفا من حرب إسرائيل على غزة.. هل تؤتي ال




.. السيناتور فان هولين: فشل الإدارة الأمريكية في اتهام إسرائيل