الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رسالة إلى المؤتمر القطري العاشر .

أشواق عباس

2005 / 5 / 28
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي


ينتظر السوريون الكثير جدا من المؤتمر القطري العاشر ، و بغض النظر على أن سقف توقعاتهم كبير و غير ممكن ، أو انه معقول و ممكن ، يبقى محط لكل الآمال . باتخاذ القرارات الجريئة التي يناط بها إعادة الإقلاع السوري مرة أخرى ، و التدشين لإصلاح ينتظره كل مواطن كما تترقبه كل الجهات العربية و الخارجية .
و انطلاقا من الأهمية التي يحظى بها هذا المؤتمر و أما استحقاقات هذه الأهمية ، تظهر المهمة الأكبر التي تقع على عاتق أعضاءه ، و الذين يتوقف عليهم طرح القضايا و مناقشتها و اتخاذ القرارات الهامة بشأنها .و هو ما يعني بالضرورة وجوب أن يكونوا قادرين على القيام بهذه المهام ، و تمتعهم بالقدرات التي يتوقف عليها انجاز كل ما سبق . فعليهم تعقد الآمال بان يكونوا أهلا للاستحقاق المتوجب عليهم . .
لكن ما يدعوا إلى الألم أحيانا ( مع قناعتنا بالطريقة التي وصل بها البعض إلى عضوية المؤتمر ) هو إدراكنا بالمقابل أن عدد منهم لا يمتلك مما ذكرنا أي شيء سوى اللقب الذي يحمله ، و الافتخار بالمنصب الذي يشغله . .

ما يدفعنا إلى هذا الكلام هو ما يمارسه البعض من الأعضاء المنتخبين من أساليب للظهور بمظهر الأكفاء جدا ، ليس أمام الشعب فقط بل حتى أمام أنفسهم . فاليوم يكثر أولئك الذين يطرقون بابك طالبين منك أن تساعدهم بوضع المداخلة التي يريدون أن يلقوها أمام المؤتمر و التي يجب من خلالها أن يظهروا بأنهم أناس أذكياء و يستحقون بالمقابل أن تعيد السلطة النظر بهم .
بل لا يتواني أولئك أن تتحول المساعدة عندهم إلى أن تقوم بوضع المداخلة بأكملها بعد أن يحددوا لك الجانب الذي ينبغي أن تكون في إطاره ، و لعل الأمر الأكثر رفضا هو أن من يطلب منك ذلك هم أولئك الذين يديرون مؤسسات عامة ضخمة جدا تدير الآلاف من العمال ، و من المفترض انهم يمتلكون اتخاذ القرارات التي تلعب دورا هاما في حياة هذا البلد . و عندما تسأل احدهم ألا تخشى أن يسألك احد ما عن بعض المفاهيم التي تذكرها و أنت لا تفهم معناها ، سيكون جوابه أنه في المؤتمر لا احد يسأل احد ، مهمة الجميع هي التكلم فقط . .
هذا الكلام يجب ألا يثير الاستغراب لدى احد أبدا ، فالآلية التي تمت من خلالها عمليات الانتخاب أعطت أصحاب المواقع القدرة على النجاح في الانتخاب ، و أبعدت الذين يمتلكون القدرات الحقيقية و الكفاءة عن المشاركة في صياغة مستقبل هذا البلد ، و لا اريد من احد في المقابل أن يفهم أنني اعتبر أن كل من وصل إلى عضوية المؤتمر هو غير أهل و لا يتمتع بالكفاءة ، لا ، فانا اعرف أن الكثير أيضا ممن أصبحوا أعضاء مؤتمر هم كفوئين . لكني أتكلم هنا عن أولئك الذين استلموا مناصب لم يستطيعوا تقديم أي شيء لها بل هي من قدمت لهم ، من ثم استفادوا منها للوصول الى عضوية المؤتمر و نظريا سيعتبرون بحكم عضويتهم مشاركين في صياغة القرارت و الخطط .

و هو ما يضع أعضاء المؤتمر الأكفاء أمام مهمة مزدوجة أولها القيام بالمهمة التي انتخبوا من اجلها و هي مناقشة القضايا الأساسية و الخروج بقرارات ينتظرها الشعب و الثانية القيام بهذه المهمة لوحدهم أي ان جهدهم سيكون مضاعف
يبقى السؤال الأهم هنا و الموجه إلى قيادة الحزب أولا و إلى كل البعثتين ثانيا هو ، الم يكن من الأجدر بنا كعبثيين أن نضع الآلية الصحيحة التي تمنع مثل أولئك من الوصول ؟ ، الم يكن من الأجدر بنا ان نمتنع عن التصويت لشخص نعرف معرفة تامة بأنه لا يستحق بغض النظر عن موقعه ؟
ألم يكن من المتوجب علينا أن نختار من يستطيع القيام بكل ما ننتظره من هذا المؤتمر ؟ .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ما هي الأسباب التي تؤدي إلى الإصابة بالتوحد؟ • فرانس 24


.. مدير مكتب الجزيرة في غزة وائل الدحدوح: هناك تعمد باستهدافي و




.. الشرطة الفرنسية تدخل جامعة -سيانس بو- بباريس لفض اعتصام مؤيد


.. موت أسيرين فلسطينيين اثنين في سجون إسرائيل أحدهما طبيب بارز




.. رغم نفي إسرائيل.. خبير أسلحة يبت رأيه بنوع الذخيرة المستخدمة