الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الاعلام المضلل

هشام القروي
كاتب وشاعر وروائي وباحث في العلوم الاجتماعية

(Hichem Karoui)

2005 / 5 / 28
الصحافة والاعلام


هل اسرائيل هى "الديمقراطية " الوحيدة فى الشرق ا|لأوسط, كما تقول الدعاية؟
شخصيا, لست واثقا مما إذا كان هناك ديمقراطية فى الشرق الأوسط اطلاقا, وإذا كانت هناك واحدة, فإنها بالقطع لا يمكن أن تكون ممثلة بالحكم العسكري-البوليسى الاستعمارى الاسرائيلي. هذا ما جاء يؤكده تقرير آخر - وما اكثر التقارير التى تكشف الاسرائيليين وتفضح زيف نظامهم - اهتم بالناحية الاعلامية . انه التقرير السنوى الرابع - سنة 2004- الصادر عن الهيئة العامة للاستعلامات الفلسطينية , وهو بقلم الباحث فايز أبو رزق, ويقع في40 صفحة , ويحمل عنوان : " الحرب الاعلامية ", والفكرة الاساسية التى يخلص اليها الباحث أن الاعلام الاسرائيلى يقوم بدور تبريرى لأعمال القتل والتدمير التى تقترفها قوات الاحتلال الإسرائيلية فى الأراضى الفلسطينية المحتلة، مما يزيح عنه أية مسحة للمصداقية.
وقد أورد التقرير رصداً وسرداً للعديد من أعمال القتل والحرب العسكرية العدوانية ضد الشعب الفلسطينى الأعزل التى بررها الإعلام الإسرائيلي، أو إختلق لها عدة روايات متناقضة مثل حادثة إطلاق صاروخ إسرائيلى على مسيرة سليمة فى أحد شوارع مدينة رفح فى شهر مايو من العام 2004، وكانت إحدى روايات الإعلام الإسرائيلى لهذه الحادثة التى أسفرت عن استشهاد 22 فلسطينياً، هى أن القتلى سقطوا جراء إطلاق المسلحين الفلسطينيين قذائف مضادة للطائرات سقطت على المشاركين فى المسيرة السلمية، وهذا ما ثبت كذبه فى حينه.
كما استعرض التقرير بعض الأخبار الكاذبة التى تروجها وسائل الإعلام الإسرائيلى لخدمة أهداف معينة، مثل خبر ورد فى الإذاعة الإسرائيلية فى شهر أبريل من العام 2004، ومفاده أن قوات الأمن الإسرائيلى أحبطت سلسلة "اعتداءات إرهابية" خلال أيام عيد الفصح بينها تفجير عبوة تحتوى على كمية من الدم الملوث بفيروس الإيدز، ونوه التقرير إلى أن الإعلام الإسرائيلى بث هذا الخبر قبيل زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلى أرئيل شارون للولايات المتحدة الأمريكية.
وأشار التقرير إلى أن الإعلام الإسرائيلى يحاول رسم صورة إنسانية للاحتلال من خلال التضخيم الإعلامى والتباهى بـ"الإنسانية المفرطة " المدعاة، التى تبديها الدولة العبرية من تسهيلات للفلسطينيين والتى تكون فى أغلبيتها تسهيلات صورية ومزيفة مثل إزالة حاجز للجيش الإسرائيلى عند مدخل مدينة فلسطينية هنا، أو التشدق بإدخال مواد تموينية لسكان مدينة فلسطينية محاصرة هناك.
ورصد التقرير محاولات الإعلام الإسرائيلى لزرع بذور الفتنة بين أبناء الشعب الفلسطينى الواحد من خلال بثه أخباراً مبنية على أساس من الكذب والافتراء، مثل الادعاء بأن الرئيس الفلسطينى "الراحل" ياسر عرفات، يملك فى حساباته البنكية أموالاً تقدر بمليارات الدولارات، أو أن قطاع غزة يشهد صراعاً بين السلطة الوطنية الفلسطينية وحركة حماس.
كذلك رصد التقرير لهجة التحريض الإسرائيلية ضد الفلسطينيين شعباً وقيادةً، والتى تركزت فى مجملها ضد الرئيس الراحل الشهيد ياسر عرفات، كما وثق التقرير العشرات من التصريحات التحريضية لمسؤولين إسرائيليين مثل قول رئيس الوزراء الإسرائيلى آريئيل شارون بأن اغتيال الشيخ الشهيد أحمد ياسين هو حق طبيعى لإسرائيل، أو قول الإذاعة الإسرائيلية بأن الجامعات الفلسطينية أصبحت تستخدم كدفيئة لتنمية "الإرهاب" الفلسطيني.
وحول الممارسات والحرب الإسرائيلية بحق الصحفيين العرب والأجانب، انتقد التقرير قرار حكومة إسرائيل القاضى بعدم منح الصحفيين بطاقة صحفية إلا بعد موافقة جهاز المخابرات العامة الإسرائيلى "الشاباك"، مشيرا إلى أن الجيش الإسرائيلى خلال انتفاضة الأقصى لم يتورع عن إطلاق الرصاص الحى على الصحفيين من أجل التغطية على الجرائم التى يرتكبها فى الأراضى الفلسطينية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. قصف إسرائيلي متواصل على غزة وحصيلة القتلى الفلسطينيين تتجاوز


.. إسبانيا: في فوينلابرادا.. شرطة -رائدة- تنسج علاقات ثقة مع ال




.. من تبريز.. بدأت مراسم تشييع الرئيس الإيراني رئيسي ورفاقه


.. أزمة دبلوماسية -تتعمق- بين إسبانيا والأرجنتين




.. ليفربول يؤكد تعيين الهولندي آرني سلوت مدربا جديدا له