الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لماذا يحرز الاسرائيلي جائزة نوبل ؟

سليم عبد الله الحاج
سوريا

(Rimas Pride)

2013 / 10 / 11
العولمة وتطورات العالم المعاصر


لم يعد مستغربا او محيرا عند تفحص قائمة المتوجين بجوائز اكاديمية نوبل الشهيرة لمختلف العلوم البشرية و المادية و الحالات الانسانية أن نجد عددا هاما من المسجلة اسماءهم سنويا في تاريخ هذا المحفل عبارة عن علماء و مفكرون او ادباء من اسرائيل وهي من يخصص سنويا ما يعادل اربعة اضعاف ميزانيات الدول العربية كلها في البحث العلمي و الابداع و المهتمة ايضا بتحسين صورتها وسمعتها الحداثية لدى الاخرين وهي الدولة المنبوذة سياسيا وايديولوجيا و اعلاميا في العالم العربي و في مناطق اخرى . او العدو مثلما اعتاد الكثيرون ان يطلقوا عليها هذه التسمية تعبيرا عن حالة الخصومة القائمة بين الضمير العربي على علاته وامراضه مع اسرائيل نتيجة ممارساتها العدوانية اتجاه جزء من الشعب و الارض العربية و تبني المؤسسات السياسية و العسكرية الاسرائيلية لافكار عنصرية معادية للحياة و العيش البشري المشترك متحججة بقيمها الدينية والعرقية . وبالتالي نجد ان اسرائيل استطاعت ان تدير معادلة الصراع برسالتين . احداهما يجسدها الوجه السيء المتوحش المليء بتجاعيد الافكار الرجعية و المؤمن بقانون الغاب من اجل البقاء ولا شيء اخر و هو الموجه بطبيعة الحال الى خصومها لينعكس عليهم الحال في وضع مضطرب و غير مستقر و دائم القلق والتهييج للمواجهة بمعنى ان العقيدة الامنية للمجتمع الاسرائيلي تترجم عربيا واقليميا بمزيد من التخلف والاستسلام . أما الوجه الاخر فهو المرافق لحركة العولمة الشاملة و تطورات العالم المعاصر مثل اي دولة تعيش في القرن الواحد و العشرين و لديها شعب يعيش حركة تقدم حضارية و نهضة اقتصادية و تنموية لبتشكل عبر هذا الشيءالنموذج القدوة بالنسبة للجوار بما يمحو الاثار السلبية للصورة السيئة و قد يبرر لها كثيرا من التجاوزات و الانتهاكات
ان النبوغ والتحكم في لغة العلم و التكنولوجيا و الافكار هو مفتاح هام من مفاتيح الانتشار و اثبات الذات في ميدان لا يعترف بالخلفيات المسبقة و يضع مشاكل التاريخ و الجغرافيا و الصراعات البشرية خلفه. لان العالم في مختبره ينقاد حصرا لما يحدث امامه من تطورات لا تستجيب للمطلقات و القيود و تفترض نظاما صارما للتقييم يكافئ على حسب الجهد السببي المقدم مع اهمال شبه تام للذاتيات و كل ما يعارض الموضوعية ..و ان كان الامر بهذا الشكل فمن الطبيعي جدا ان يجد الاسرائيلي ضالته بتوظيف عبقريته و جهده في مكان خارج السياقات التي صنعتها سمعته المبنية على افعاله السياسية و النفسية المعبر عنها بوجهه القبيح المحمولة على الادانة او الدفاع المرضي
ان التناقض القائم بين الكفاءة العلمية الاسرائيلية كاي كفاءة في العالم و الحالة الدينية الفاشية في ادارة الدولة تم تجاوزه عبر هذه السياسة المزدوجة المشجعة ليصبح النقيضين كمن يغطي احدهما الاخر و يستر عليه عيوبه في سبيل غاية واحدة .. و اما في حالتنا العربية مثلا فتتم المخاطرة غالبا بكل الطاقات المجتمعية في رهان فاشل و عقيم وكثيرا ما ادت حالة التناقض بين الفكر المتنور الداعم للتطور العلمي و الثقافي و الفكر الظلامي الى استبعاد الطرف الاضعف تنظيما و تاهيلا اي اهل النهضة و التقدم و دعم افكار الجهل و التراجع الى الوراء و الاستمرار في الانحطاط و من هذا المنطلق عادة ما يحصل العرب فقط على جائزة نوبل للسلام كحالة معزولة لان ذلك تعبيرعن وجود تيار يقاوم التهميش و الاستبعاد و يريد ان يعود الى خط التنافس مع الطرف المهيمن .. او ان منطلقه محاولة لجعل الصراعات الاممية مع اسرائيل مثلا ذات بعد حضاري جوهره الفهم العميق للخصم بما يزيل المجال الذي يطبق فيه قانون الغاب ويبعث التنافس بين اوجه جميلة متألقة حداثيا و متلائمة مع العصر
السعي وراء الانجازات الفردية لا معنى له و غير كافي للوصول الى الهدف المنشود اذ لابد من تلمس و ادراك الابعاد الكامنة وراء ما يحفز اسرائيل لتوفر كل الظروف المواتية من اجل نجاح علمائها و اقلامها الذهبية في الحصول على الشرف العالمي ولا اعتقد انه الترف اورغبة سطحية في تلميع الاسماء بل كل عاقل سيذهب الى احتمال الفكرة الواعية المبرمجة سلفا








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. من ساحة الحرب إلى حلبة السباقات..مواجهة روسية أوكرانية مرتقب


.. محمود ماهر يطالب جلال عمارة بالقيام بمقلب بوالدته ????




.. ملاحقات قضائية وضغوط وتهديدات.. هل الصحافيون أحرار في عملهم؟


.. الانتخابات الأوروبية: نقص المعلومات بشأنها يفاقم من قلة وعي




.. كيف ولدت المدرسة الإنطباعية وكيف غيرت مسار تاريخ الفن ؟ • فر