الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قصص قصيرة جداً (أنا وبول كلي أنا وشيشرون)

نهار حسب الله

2013 / 10 / 11
الادب والفن


أنا وبول كلي
1.
- لماذا فقأت عيناه بهذه البشاعة..؟ هكذا صاح القاضي في غرفة التحقيق.
تجاهلته تماماً وكأني لم أسمع صيحاته.. فعاد بأسئلة ملتوية أرغمتني على فضح الحقيقة كلها..
- يا سيدي لم أقصد إسدال الستار على بصره، لولا نفسي اللعينة التي استذكرت مقولة الرسام السويسيري بول كلي (عين ترى والاخرى تحس)..
ففي ذلك اليوم المشؤوم رصد محبتي صباح قبلته، وتحت أضواء القمر رآني ملتحفاً بأحضان حبيبته.. وهو الامر الذي أجبرني على اغماض عينيه حتى لا يرى ولا يحس بتلك اللحظات المؤلمة ولا يبصر مستقبلاً قرف من المحيطين به..
2.
استهل مُعلم الرسم درسه بمقولة بول كلي (ليس على الرسام أن يرسم ما يراه، بل ما سوف يُرى) وطلب من الجميع رسم لوحات تعبيرية على وفق حريتنا شريطة الالتزام بنصيحة بول كلي.
رسم زميلي زهرة مشنوقة ورسم الآخر شمساً تسيح مثلها مثل مكعبات الثلج فيما خطط آخر لوحة لوجوه أطفال دامعة وأبدع آخر رسم رصاصة عملاقة بدت وكأنها تلتهم المدينة كلها واكتفيت انا بمزيج مشوه بين اللون الاحمر والابيض والاسود..
وبعد انتهاء الوقت المحدد للاختبار، اعلن المعلم لحظة تدقيقه وفحص الرسومات، وبدأ يراقب أفكارنا المطبوعة على الورق..
الغريب في الامر انه لم يناقش تلك الافكار المتنوعة إلا فكرتي التي قوبلت بالتوبيخ والزعيق غير المبرر..
وعلى الرغم من ترددي في الاجابة إلا انني رددتُ وببرود عميق جداً (جثث وأكفان وحزن قاتم، هذا ما أرادت قوله ألواني..)
صفق الجميع بحرارة إلا هو.. مزق لوحتي وأكتفى بطردي من الفصل، ولم أعرف وقتها السبب.
كنت طفلاً وقتها، أجهل ان معلمي تمنى ان أرسم وزملائي أي رمز للأمل..

أنا وشيشرون
1.
أعلنا الولاء للنَعام، ودفنا رؤوسنا تحت التراب، واغتسلنا بالسُخام، واستنرنا بالظلام، بعدما تعطلت أضواء الكون كلها، وغطت العتمة وجه الشمس..
قتلنا الحياة على الارض، اغتصبنا القوانين كلها إلا قانون السكوت، كل هذا لأننا اعتمدنا مقولة الكاتب الروماني شيشرون (في الحرب تصمت القوانين( وانتظرنا الهلاك بصمت..

2.
- قُلْ ما تريد قبل أن أرحل..
- إبتسامتكِ تأسرني، وبهاؤك يأخذني حد التيه، وحبكِ...
- توقف.. ولا تُكمل لأنك لن تراني بعد الآن، سأغيبُ من دون أمل العودة.
- ولكني مجنون بحبكِ انتِ ولا سواكِ.. وعاشق لضياء عينيكِ..
قاطعتني بقهقهات عالية، أرغمتني على الصمت، وألقت على مسامعي مقولة شيشرون وهي تنسحب بخطى واثقة (الكاذب لا يصدق ولو قال صدقاً).
لحظتها.. أيقنتُ انها اكتشفت لعبتي..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مت فى 10 أيام.. قصة زواج الفنان أحمد عبد الوهاب من ابنة صبحى


.. الفنانة ميار الببلاوي تنهار خلال بث مباشر بعد اتهامات داعية




.. كلمة -وقفة-.. زلة لسان جديدة لبايدن على المسرح


.. شارك فى فيلم عن الفروسية فى مصر حكايات الفارس أحمد السقا 1




.. ملتقى دولي في الجزاي?ر حول الموسيقى الكلاسيكية بعد تراجع مكا