الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


القومية العربية يجب ان تكون شعار المرحلة

جورج حزبون

2013 / 10 / 11
مواضيع وابحاث سياسية


القومية العربية شعار المرحلة

في ندوة سياسية شاركت فيها مع السفير الروسي لدى السلطة الوطنية الفلسطينية عقد في مقر الجمعية الروسية الفلسطينية / المركز الثقافي الروسي / بيت لحم ، اكد فيها ان الشرق الاوسط دخل مرحلة التغيرات الجوهرية والتي قد تطول لسنوات ، ومن اسبابها الموضوعية - حسب السفير - مازق عملية السلام ، والتناقضات بين الدول والقبائل والطوائف المختلفة ، ثم اضاف انه ما من شك فان الامور تفاقمت بسبب الازمة الاقتصادية المالية العالمية ، واضاف ان لروسيا مصالح في المنطقة لاخذ دور يساعد مشاريعنا الاقتصادية بما فيها اختيار طرق انابيب مواد الخام للطاقة !!
قد يكون هذا قولا غير جديد ، لكنه رسمي ، وروسيا اليووم هي صاحبة مشروع اقتصادي طموح الى جانب رؤية سياسية قومية ذات مرتكزات هامة ، تستند اليها وارثة المشروع السوفياتي ، الذي لا تزال الشعوب العربية تذكره كحليف وصديق ، وتجد بحكم الثقافة الرومانسية العربية ، اصراراً على ربط الامتداد والاقرار بحالة الوراثة المسكونة بها شعوبنا سياسياً ودينياً.
لقد عبر السفير عن غبطته بالقبول الامريكي والاوروبي والامم المتحدة للمشروع الروسي يعدم ضرب سوريا وتفكيك الاسلحة الكيماوية ، مؤكداً انهم لا يدافعون عن بشار الاس بل عن الشعب السوري ،الذي يجب ان يقرر مصيره بنفسه وليس من واشنطن او باريس او الرياض ! ، واشار باهتمام الى انه من الضروري الانتباه الى ان روسيا لا زالت تعاني من انتهاء العهد السوفياتي ، فاميركا لا زالت وحلفائها يعملون على اضعاف روسيا التي يخرج منها شهرياً ما يقارب عشرة بلايين دولار هروباً او تهريباً لضرب اقتصادنا ، فنحن لا زلنا نعاني ولم نتلقى حين حصل الانتقال ايه مساعدة من احد ، ربما السوسج والشوكلاتة من المانيا.
وكان واضحاً عن العلاقة والحوار الاستراتيجي القائم مع ايران والجزائر وغيرها من دول المنطقة ، مع تشاؤمه من امكانية تقسيم المنطقة مشيراً الى ما هو جار هذه الايام في ليبيا والعراق وسواها، وكان مخططاً الوضع ذاته لسوريا ليتم بذلك تبديد الحالة العربية واغراقها الداخلي طويلاً ، في مرحلة تشهد تحركات عالمية واقليمية لاصطفاف جديد في المنطقة و العالم .
وبمراجعة سياسية تاريخية سريعة لمسيرة الخمسون عاماً الاخيرة في العالم العربي من النهوض القومي الى مرحلة الاسلام السياسي ، وما هو بينهما وما هو متوقع او مقبل ، فان نهج الاتكال ظل سيد المواقف ، خرجنا في مظاهرات رفض مشروع ايزنهاور لملاء الفراغ وحلف بغداد يعدها لتهتف / شابيلوف شابيلوف ايدن منك يرجع خوف / ثم قلنا للاسطول السادس في المتوسط ، / يطلعلك اسطول الروس مع الصين الشعبية .... / منهج يعتمد على الاخرين ليتقاتلوا عنا ، وبذلك خسرنا انفسنا وبقينا حالة غريبة تنتظر الفرج من الاخرين او من السماء في النهاية حتى فهم الاسلاموين ذلك وقالوا ان الاسلام هو الحل ، وتحركت الامور ، حتى وصلنا على ما سمي مرحلة التغيرات الجوهرية وهو تعبير دبلوماسي ، نفهنه اننا دخلنا نفقاً، فاما ان نسططيل البقاء فيه ، او ان نسرع للخروج منه ، ومعيار ذلك اننا لا نملك ذلك الترف من الوقت ، في مرحلة يتحرك فيها العالم حولنا ، وحتى على صعيد الاقليم فان الطموحات التركية والايرانية واضحة و متقدمة وتتهيء لما هو اكثر و اخطر ، اضف الى ذلك ان هناك قوميات اخرى تتحرك داخليا وفي محطينا من الكرد الى الاماغزيرالي النوبة و قبلها جنوب السودان والقائمة تطول و في المحيط القريب هناك اثيوبيا و باكستان و الهند ، و البعض يلبس عمامة الديني وبعضها الاقتصادي ، و في النهاية الجميع يهتم بمكانته ويريحه ابقاء الامة العربية بروح القبيلة وحالة التمزق .
وفوق كل ذلك ومعه ، فان اسرائيل و اميركا هما اللاعبان الاخطر في المعادلة و قد يكون لها شراكة في طموحات الاخرين الاكثر قبولاً لدى العرب مثل تركيا وهي عضو مهم في حلف الاطلسي و معها اربعون اتفاقاً عسكرياً مع اسرائيل ، و لعلنا نلاحظ هنا كيف تتحرك القيادة الاسرائيلية تجاه المفاوضات الفلسطينية و كيف تتمد على الارض مدركة الحال العام و هو مريح لها و تستغلها لفرض وقائع على الارض ، و ان كانت انابيب الغاز و النفط تحتاج ممرات في المنطقة فان اسرائيل تملك قدرة حمايتها و كذلك تركيا ليصبح مرفأ جيهان ممر نفقط الخليج وغازه الى اوروبا بشكل اسرع واضمن ، ويكون بديلاً عن الانابيب المارة بسوريا الى ميناء طرطوس لتسهيل النقل بصهاريج السفن و اقرب مسافة و اقل تكلفة .
و بالتأكيد من حق دول العالم ان يكون لها طموحات ، و من حقها ان تستغل ظروفاً مواتية في الاقليم و في العالم الذي يتشكل من جديد باقطاب متعددة ، وحركة التاريخ لا تنتظر ، تلك الحركة التي يخلقها الناس عبر علاقتهم الانتاجية او الاقتصادية المالية ، اضافة الى ان تلك الحركة تعمل على نهوض قوميات و طبقات اجتماعية، تدفع الى خارج حدودها ليصار فيما بعد الى تكوين اطارات استعمارية ذات مفاهيم محدثة و اساليب غير عسكرية ، لكنها تعتمد على استمرار تبديد الاخرين لتسهيل احتوائهم ، و هنا فان الحراك القومي الجاري في مصر يؤذن بنهوض قومي عبر تلك الدولة المركزية و التي تملك الامكانات لهذا الدور ليلتف حولها باقي الشعوب العربية عبر نهضة قومية عربية لاخيار غيرها في هذه المرحلة التاريخية على طريق توحيد جهد عربي و اسقاط الرهان على تبديد الحقوق الفلسطينية و العربية و ان لا تبقى بلدان البلدان العربية مواقع نهش لطموحات الاخرين سواء كانت دينية او اقتصادية .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مصادر: ورقة السداسية العربية تتضمن خريطة طريق لإقامة الدولة 


.. -الصدع- داخل حلف الناتو.. أي هزات ارتدادية على الحرب الأوكرا




.. لأول مرة منذ اندلاع الحرب.. الاحتلال الإسرائيلي يفتح معبر إي


.. قوات الاحتلال الإسرائيلي تقتحم مناطق عدة في الضفة الغربية




.. مراسل الجزيرة: صدور أموار بفض مخيم الاعتصام في حرم جامعة كال