الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تصبحون على وطن!.. «رجب حوش صاحبك عنّي»!!

كمال مراد

2005 / 5 / 28
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي


«رجب حوش صاحبك عني.. رجب صاحبك جنني».. أغنية تطاردنا وتطالعنا في حلنا وترحالنا.. منذ أول سرفيس.. حتى آخر مقهى.. تدخل بيوتنا برعاية «الروتانا».. تجترها التلفزيونات والإذاعات العربية المرئية والمسموعة.. وعلى وزنها أُلفت العديد من الدعايات الغنائية للكثير من المنتجات.. لتصبح أغنية العائلة من كبيرها لصغيرها...
وبحكم التكرار.. أصبحت مفردة حاضرة في وجداننا منذ الاستيقاظ.. حتى النوم.. تهتز لها الأجساد العابرة على إيقاعاتها وسط الزحام.. لتخفف وطأة الاختناقات المرورية والحياتية..
وبعد أن نحظى بمقعد جانب نافذة السرفيس، تتراقص أصابعنا طرباً على أنغامها بنقرات معبّرة على صاج المركبة السحرية.. ليتحول سرفيس (قدم ـ عسالي) إلى «سفينة الحب» الماخرة نحو ليالي الأنس في فيينا..
«رجب حوش صاحبك عني».. أربع كلمات هي البداية.. تؤسس من جديد لمقولة المستحيلات الثلاثة: «الغول والعنقاء والخل الوفي».. التي تفتق عنها المفهوم العربي المريض، بعد خيبات مريرة من الأصحاب والأصدقاء والحلفاء الألداء.. ليغدو (الخل الوفي) مستحيلاً ضمن هذا الثالوث المطلق..
وعودة إلى أصول «رجب»، الأغنية التي حطمت القلوب والأرقام القياسية في الانتشار (بعد أغنية الطشت لنانسي)، نجدها أغنية «ملطوشة» من رواية الأديب الكبير نجيب محفوظ في رائعته «ثرثرة فوق النيل».. والتي قرأها وشاهدها الكثيرون في فيلم يحمل العنوان نفسه من بطولة عماد حمدي وأحمد رمزي... إلاّ أن حكاية رجب في رواية محفوظ كانت إسقاطاً مبدعاً على شخصية إحدى بطلاته لحالة التهميش السائدة في المجتمع والتي كشف من خلالها ومن خلال شلته، اغتراب الإنسان عن قضاياه المصيرية بالهروب نحو العدمية والتحشيش، في ظل سياسات الحكومة التطفيشية والتهميشية لأبنائها، وتوسع المد الصهيوني الاحتلالي..
وكانت صرخة «الحشاش الملك» (عماد حمدي)، بعد أن تحول وشلته إلى قتلة للفلاحة المصرية، عندما صحا على آثار دمار القصف الصهيوني، وتفكك الأسرة والمجتمع المصري ودماره ،.. ليطلق صرخته وسط الجموع: «إحنا اللي قتلنا الفلاحة».. كشارة بدء للتحول..
هذا هو مصدر «رجب» صاحب الزوج الذي جنن (هيفاء وهبي) واستثارها.. وهو نفسه «رجب» صاحب نجيب محفوظ الذي أثارنا كي نتعرف أكثر على أنفسنا.. ونبدأ من جديد...
إلاّ أن ظاهرة «رجب» لم تأت من فراغ.. فهي امتداد لعالم بدأ بالانهيار الحلزوني بعد الدوران الثالث نحو الحضيض.. ليصبح الشذوذ السياسي والاجتماعي والجنسي عنواناً للحضارة بعد أن انتقلت السياسة من مرحلة فن الممكن، إلى مرحلة الشذوذ المطلق..
وسط هذا الشذوذ العالمي الجديد:
■ ما زال الحكام العرب يخفضون أسوار بلدانهم وبوابات ديارهم.. ليرفعوها بوجه شعوبهم!..
■ ينشد العديد من المتثاقفين والمسيسين الحرية من وراء المحيط.. والديمقراطية من سجاني «غوانتينامو وأبو غريب»!.. آملين أن يصل إلينا النموذج العراقي في ظل الاحتلال، الذي أعاد العراق إلى حظائر العشائر والقوميات والطوائف..!..
■أجور لا تكفي لأسبوع.. ومطلوب منها أن تكفي لشهر!..
■ الأسعار، إضافة إلى جنونها.. كل شيء في الأسواق.. ولا شيء في الجيب!!..
■ وفي الإعلانات الطرقية نرى صوراً لفتيات سحاقيات يحضنن بعضهن بعضاً دعاية لإحدى شركات الألبسة.. (طبعاً عيب يحطوا شب عابط صبية)!!..
■ ووسط هذا الشذوذ، نشهد شذوذاً علنياً وشذوذاً من تحت الطاولة.. ففي القدس المحتلة (ثاني القبلتين)، يستضيف الصهاينة لقاءً عالمياً للشاذين جنسياً، تعبيراً عن وحدة وحرية العالم.. بعد أن عقدوا لقاءً سابقاً مماثلاً في ربوع الفاتيكان.. ولا نعلم سبب إصرارهم على تدنيس المواقع ذات الأثر!!.. ولا نعلم أيضاً إن كانت زيارة سيدة العالم الأولى (لورا بوش) لأصدقائها في مصر والأردن «وإسرائيل» رعاية لهذا اللقاء الإنساني الكبير لتشمل «شمس الحرية» كافة دول المنطقة؟!..
■■ وبعد أن لُدغ حكامنا الأفاضل من حلفائهم الألداء مثنى وثلاث ورباع.. نجدهم يناشدون حليفهم غير المتفهم، أملاً أن يتفهم ولا يحرجهم زيادة أمام شعوبهم:
«بوش.. حوش شارون عنّي.. بوش.. صاحبك جنني»!!.. غير آبهين بحكمة الحمار الذي يقع في الجورة مرة واحدة!!..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نتنياهو بين إرضاء حلفائه في الحكومة وقبول -صفقة الهدنة-؟| ال


.. فورين أفارز: لهذه الأسباب، على إسرائيل إعلان وقف إطلاق النار




.. حزب الله يرفض المبادرة الفرنسية و-فصل المسارات- بين غزة ولبن


.. السعودية.. المدينة المنورة تشهد أمطارا غير مسبوقة




.. وزير الخارجية الفرنسي في القاهرة، مقاربة مشتركة حول غزة