الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحكومة المغربية والمواطن بوعروف

محمد الكنودي

2013 / 10 / 12
كتابات ساخرة


الآن وقد تم الاعلان عن الحكومة المغربية، أمسى المواطن على غير ما أصبح عليه من كل أحواله. كيف لا وهذا المواطن صار له من الزمن ستة شهور دون سلطة تنفيذية تنكب على سير أموره وتسهل له حياته وتهتم بكافة أوضاعه.
المواطن المغربي مواطن طيب وودود بطبعه .. فهو لن يكره هذه الحكومة كما لم يكره سابقتها أو حتى تلكم التي مررن في خوالي ايامه، فلقد أنتظرها طويلا واهتم لولادتها وخمن كثيرا لتشكيلها وضرب أخماسا في أسداس لغيابها عنه.
المواطن المغربي فرح جدا وكثيرا وطويلا بهذه الحكومة فعوض أن يكون له وزير واحد في مجال محدد ليتوجه اليه في مظلوميته او ملفه او حاجته، يمكنه الان أن يتوجه الى أكثر من وزير ،وزيرين أو حتى ثلاثة وزراء، ولهذا عليه أن يحدد في أي إطار يكمن مجال بُغيته، فإذا كانت بغيته السكنى فعليه بوزارة نبيل بنعبدالله، وإذا كانت تخص التعمير فعليه ان يتجه صوب وزارة امحند العنصر. وبالتأكيد فإن المواطن سيعرف كيف يفرق بين ملف يخص التنمية الاجتماعية فيتوجه به الى السيدة بسيمة ، من أخر يخص الاتصال الاجتماعي فينشد مكتب السيدة فاطمة.
يجب أن نعترف ايضا لهذه الحكومة بفضائلها الكثيرة ابان تشكيلها وبنتائج تشكيلها، فهي قد أعادت المصداقية للعمل الحزبي خصوصا والسياسي عموما، فطيلة مشاورات تشكيلها كان المواطن يعرف ما يعتمل في مشاورات تكوينها وكانت الاحزاب التي دخلت فيها تخرج لمنخرطيها والى الاعلام بما يشفي تعطشهم للخبر والمعلومة، والاهم من ذلك أن هذه الاحزاب قد استوزرت بينها من إذا وعد لم يخلف وإذا اؤتمن لم يخن وإذا قال سارع فنفذ ، وهم من أهل الخبرة في اختصاصهم وباعهم طويل في مجالهم، ودرجات الاستحقاق كثيرة في مكاتبهم وعدد الكتب والمقالات دليل على ارتباطهم بحقلهم ومجالهم. ولم تراعي لا صلة قرابة ولا نسب في تقديمهم لتشكيل الحكومة .بل إن حكومة جلالته لا تضم وزيرا كان قد رفض قرار حزبه بالخروج من السابقة ولا أخر متهم بالفساد والافساد، ولا أخرى وافقت على زواج القصر، ولا وزيرا أدان صحفيا حتى قبل تقديمه الى القضاء .
اذا رأيت اليوم مواطنا فرحا أو مبتسما أو مغتبطا فاعرف أن سببه تشكيل الحكومة الجديدة، فزيادة عدد الوزراء الكثير معناه أن زمن الازمة قد انتهى، هكذا يفهم المواطن الامر، وعليه فإن المواطن ينتظر أن يرتفع أجره الى الضعف كما وقع في مصر، وينتظر كذلك ان ترجع اثمنة البترول الى اقل من سابق عهدا حتى تتراجع اثمنة المواد الغذائية وكل ما يتفرع عن البترول من مشتقات.
هذا العيد سيكون مختلفا عن سابقيه ،فلن يحتاج المواطن ثلاجة لتخزين لحم الاضحية كما كان يفعل. بل سوف يقوم بأكل كاملها وتوزيعه على الجيران والفقراء والعائلة، فهو لن يخاف بعد اليوم من ضائقة يده عند شراء اللحم ، مادام أن الحكومة ،التي انتظرها طويلا ،ستتكفل عبر وزارة الفلاحة بتربية وتسمين الاغنام والابقار محليا دون الحاجة للاستيراد من الخارج. كما ستتكفل وزارة الصيد البحري بتوفير اسماك بحرين كبيرن في كافة الاسواق المغربية بأثمان زهيدة، كل هذا وغيره دون نظام مقايسة.
سينام المواطن عميقا هذه الليلة فهو متأكد من هذه الحكومة لن تفعل كمثيلاتها، وتتشكى من ارث الحكومة او الحكومات السابقة لها، فهو يعرف أنها تتحمل المسؤولية كاملة في ما يأتي من الايام .ولن تتذرع بكثرة العراقيل في طريقها ولا بالصعوبات في تنزيل برنامجها، ولا بتخفي التماسيح او كثرة العفاريت ،لأنها عرفت كيف تُظهرهم وتكبل ايديهم ،سينام المواطن قرير العين لأنه متيقن ان الحكومة ستسهر على ضمان تعليم جيد لأبنائه وأمن عام لأسرته وعدل واضح له وصحة صحيحة لزوجته.
بوعروف كان يقول هاد العام هو هاد العام ،إذا أتى العام خيرا وبركة قال أرأيتم هذا ما قلت لكم ،وإذا جاء العام على غير ذلك مع عسر وشدة قال لهم ارايتم هذا ما قلت لكم.
لكني أظن أن بوعروف سيكون له راي أخر مع هذه الحكومة أظنه سيكون حاسما في أمره دون مواربة أو تستر .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. جولة في عاصمة الثقافة الأوروبية لعام 2024 | يوروماكس


.. المخرج كريم السبكي- جمعتني كمياء بالمو?لف وسام صبري في فيلم




.. صباح العربية | بمشاركة نجوم عالميين.. زرقاء اليمامة: أول أوب


.. -صباح العربية- يلتقي فنانة الأوبرا السعودية سوسن البهيتي




.. الممثل الأميركي مارك هامل يروي موقفا طريفا أثناء زيارته لمكت