الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نفاق

سوسن الويسي

2013 / 10 / 12
كتابات ساخرة


خرساء ولكني لستُ صماء. فالكلمات تنهال على مسامعي وتخترق كل قنوات السمع لتستقر بالذاكرة .. عبارات كأنها برادة حديد تتناثر من أفواهٍ اكلها الصدأ. كأنني بين المطرقة والسندان. يبدو انهم نسوا انني انسان. وبأنني احيا بكرامتي وبما منحتني اياه جميع الاديان.
كل يوم كما اعتاد عليَ الآخرون أجلس في مكاني قُربَ النافذة التي رسم عليها الغبار المتراكم اشكالا مختلفة فصارت تحجب عني الرؤيا فأدقق نظري في الداخل والخارج.الضاحك والعابس.في الصديق واللا صديق في المحب والمبغظ .كلهم محطات لي معهم وقفات لا انساها.وكالمعتاد لقتل الوقت والفراغ يبد ؤون احاديثهم كلها تحليلات وتوقعات وشكوك واتهامات ليدلون بآرائهم التابعة للزمان والمكان لا للعقل والحق والمنطق. فأبقى صامتة منحنية الرأس كي لا تفضح عيوني ما في داخلي ولأنهم فلاسفة ويترجمون النظرات على أهوائهم .الصمت هو افظل لغة في مثل هذا الحال. لأنني ان تكلمت سوف اوقد ناراً قد تحرقني.. ولما لا اصمت فالصمت لن يكلفني الكثير.
لكل واحد منهم شماعة يجلبها معه اين ما ذهب يعلق عليها اخطائه عند الحاجةويعرضون علي آرائهم فأومىء لهم برأسي القبول ليس غير وهل غير القبول سيكون مقبول.
نفاق..أصبحنا نعاني من النفاق اصبح سلامنا وكلامنا وسياقنا..اصبح الكل يزوق الكلام ويحلل الحرام وفقاً للمصالح وليس للحق والمبادىء والاعراف اصبح العاقل غير مُستساغ ولا مرغوب ٌ فيه.
لا زلت ُ أراقبهم كل يوم كلٌ لهُ عالمهُ الخاص ولكن اكثرهم يتفقون على مبدأ واحد هم كثيرون مختلفون. متشابهون .متوحدون. متفرقون. راضخون لا متأقلمون يجمعهم المبدأ ذاتهُ .
كل يوم أتذكر قول سيدة احترمها رغم حنق الآخرين عليها ولا زالت عبارتها في بالي عندما قالت لي سأمشي معاماتك بسرعة لا تقلقي ولكن اطلب منك .ادعي لنا الله ان يخلصنا من نفاقكم.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عام على رحيل مصطفى درويش.. آخر ما قاله الفنان الراحل


.. أفلام رسوم متحركة للأطفال بمخيمات النزوح في قطاع غزة




.. أبطال السرب يشاهدون الفيلم مع أسرهم بعد طرحه فى السينمات


.. تفاعلكم | أغاني وحوار مع الفنانة كنزة مرسلي




.. مرضي الخَمعلي: سباقات الهجن تدعم السياحة الثقافية سواء بشكل