الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المبحث الثانى : نظام الاسرة الابويه

سامح محمد

2013 / 10 / 12
العولمة وتطورات العالم المعاصر


يعد ذلك المبحث حديث نسبيا و خاصة عند العرب و ذلك بعد اصتدامهم بحياة الغرب فى شتى المجالات ، فالفرد العربى أصبح يبحث عن الاستقلال عن نظام الاسرة المفروض عليه بواقع التاريخ و الايدلوجية الغالبة .
و يقصد بذلك النظام هو اعتماد نظام الاسرة كاساس للتنظيم الاجتماعى بمعنى ان المجتمع يستمد كافة قوانينه الحاكمة من النظام الحاكم للاسره .
و لما كان ذلك النظام قديما قائما على صلة القرابة بين الافراد فان ذاك النظام هو المعبر عن المعتقدات و الافكار التى يتشاركها الافراد المكونين لهذه الاسرة ، فالاب هو رئيس الاسرة و المتحكم فى افرادها ، و بالتالى فان كافة الايدلوجيات الخاصة به هى معتقدات الاسرة اتها و من الصعب جدا على اى فرد من افراد الاسرة الاستغناء عنها .
الفرع الاول : مدى تأثير المبحث عند العرب :
تعد الشعوب العربية من اكثر تلك الشعوب تمسكا بذلك النظام و يجعله هو المصدر لكافة تشريعاته فتقليد الاسرة المتبع من قبل أفرادها هو ذلك التقليد الاجتماعى العام الذى يحكم الشعوب العربية ، فبالرغم من افتراق الشعوب العربية و انتشار العديد من الايدلوجيات داخل الجماعة الواحدة الا ان نظام الاسرة الابوية هو نظاما مقدسا و اى محاولة للخروج عنه يواجه من قبل المجتمع بشدة مفرطة .
فمثلا ان كنت شابا مصريا و لديك فكرا مغايرا لما نشأت عليه داخل الاسرة فان اى محاوله للتعبير عن تلك الافكار التى اعتنقتها فان اقل ما ستواجهه هى السخرية من الاسرة و افرادها ثم الاصدقاء ثم الزملاء و هكذا امام كل شخص طبع على عقله ذلك المعتقد السائد داخل الاسرة مما يددفع ذلك الى قيامك ايها الشاب الى صناعة الثورة داخل نفسه اولا ثم على النظام الابوى و ذلك من اجل افكاره بل قد يصل الامر الى محاولة فرضها بالقوة على افراد الجماعة مما يولد ذلك الانانية لدى الافراد و تصبح الاسرة مفككة و ان كان ظاهرها مترابطا و بهذا نصبح امام حالة من النفاق الاجتماعى الذى سيؤدى بالضرورة لخلق مجتمع باطنه فاسد و ظاهره فاضل ، مما يؤثر ذلك على سير الفرد داجل المجتمع فتصبح كل محاولاته للانتاج مدمرة و الفاعل هو المجتمع الابوى .
و عليه فاننا نكون بهذا امام حالة من الكفر بالحرية و ذلك اذا تم الاعتماد على ان الاسرة الابويه هى اساس المجتمع و ليس الفرد فلابد من اعتماد الفرد ، فالفرد هو المكون الرئيسى للجماعة فهو اساس موضع اللبنة .
الفرع الثانى : مدى تأثير المبحث عند الغرب :
الغاية لدى الغرب فى الاستغناء عن ذلك النظام مفاده عدم فرض الايدلوجية التربيويه من قبل رب الاسرة على اباؤه و ذلك بعد بلوغهم سنا معينا يكون الفرد قادرا فيه على تولى المسئولية بنفسه دون الحاجة لرب الاسرة .
الا ان التخلى الكلى من قبل المجتمعات الغربية عن هذا النظام خلق مجتمعات اخرى مصغرة تم تهميشها اما بصفة جزئية او كلية بالرغم من امتلاك تلك الدول لكافة الامكانيات ، و يعد اكثر الامثلة لذلك عالم المراهقين و الذى يعد اهماله صناعة لقنبلة موقوتة داخل المجتمع الغربى و ايضا العربى فكم من جريمة ترتكب و مرتكبها مراهق .
و عليه فان قيام المجتمع الغربى بالاستبعاد الكلى لذلك النظام يخلق فردا مفتقرا للقيم الاجتماعية ، و ايضا يخلق منه شخصا متمردا فبالرغم من استطاعة تلك الدول ان تستفيد من ذلك التمرد بتوجيهه للصالح العام و استغلال تلك القدرات لصناعة شخصا مسئولا ، الا انهم خلقوا تجويفا بين الفرد و الجماعة فاصبح ولاء الفرد لنفسه أكبر من ولائه للمجتمع فاصبح الفرد انانيا متمعا برزيلة الانانية و حب الذات و بهذا نكون امام حالة من حالات الكفر بالحرية حين تغلب مصلحة الفرد على الجماعة ، فالافضل اناء جيل حر يساعد على تطوير القديم و ابتكار الجديد منه دون استعلاء على القيم العليا للجماعة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إسرائيل تدرس نقل السلطة في غزة إلى هيئة غير مرتبطة بحماس|#غر


.. القوات الإسرائيلية تدخل جباليا وتحضيرات لمعركة رفح|#غرفة_الأ




.. اتهامات جديدة لإسرائيل في جلسة محكمة العدل الدولية بلاهاي


.. شاهد| قصف إسرائيلي متواصل يستهدف مناطق عدة في مخيم جباليا




.. اعتراضات جوية في الجليل الأعلى وهضبة الجولان شمالي الأراضي ا