الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المفرش

فاتن واصل

2013 / 10 / 12
الادب والفن


أقبع مكانى ، أتطلع من حين لآخر بقلق للساعة صينية الصنع المقلِدة للساعات ذات البندول قديمة الطراز، والتى يبدو زيفها واضحا ، أتامل اللوحات المقصَّبة ذات الذوق الردئ المكدسة بالزخارف والمعلــَّقة على الجدران ، أتململ فى مقعدى .. أنظر نحوهم .. يجلسون بالقرب مني ثلاثة أربعة أو خمسة ، لا أستطيع التمييز فضوء الغرفة خافت وكلما حاولت أن أزيد من قوة الاضاءة ، كانت قبل ان أصل الى مقعدي تعود لسيرتها الأولى .
أصواتهم تبدأ هادئة ثم يتحولون الى الصراخ، كان حديثهم دائما يدور حول السيدات أنا وأخريات يجلسن متفرقات فى الغرفة ، كنت أنصت للحديث بإصرار ألا أشارك وصدرى يفور غضبا، ومع ذلك كنت دائما ما اتصور ان بقدرتي أن أحسم الأمور فى النهاية.. تمتمت :
- لن يصح الا الصحيح.
كانوا ينفضُّون وينهون الجلسة بعد أن تصل المشادات الكلامية الى حد التطاول بالأيدى ، لكنهم كانوا يأمرونا ألا نتحرك ونرابط فى أماكننا إلى أن يعودوا ثانية ليبدأ الجدل من جديد وكأن كل ما فات من نقاش لم يحدث. أثناء الانتظار كنت ألمح فى جوانب الغرفة المعتمة أشباح رجال ونساء يقفون حاملين شموعا يشعلونها بإصرار كلما إنطفأت بفعل الرياح الصادرة من دوران المراوح المثبتة فى السقف.
لم أستطع أن اتبين ملامحهم.. يظهرون لحظة أن تضاء الشموع ثم يختفون ثانية.
من ضمن المجتمعين شخصا ينزف ، وكان يبدو كما لو كان لم يلحظه إلا أنا ، وكنت أنبههم من وقت لآخر أنه قد يموت ، لكنهم لم ينصتوا ولم يهتموا .. كانت تتساقط أجزاء منه على الأرض وبقدر الرؤية المتاحة لي فى هذا الضوء الضعيف ، تبينت أنه كان ينحنى ليلملمها ويعيدها الى مكانها .. كان فيما يفعله شئ يزعجنى لكنه لم يتوقف عن لملمة أجزاءه ولم يتأوه أو يبدو عليه الشعور بالألم عند سقوطها.
أحدهم كان يرى أنى لابد ألا أجلس معهم ، وأن ظهورى بملابسى تلك .. البنطلون والقميص والجاكيت استفزاز لمشاعره يُضعِف تركيزه ، فاقترح على المشاركين فى الجلسة أن يستخدم مفرش الطاولة التى يجلسون حولها ليغطينى ، كان الهجوم علي مفاجأة جعلتني أنكمش على ذاتي بتلقائية ثم أرفض وبسخرية حتى سماع الفكرة،... كان هناك شخص صامت يراقب الكلام ويدق أحيانا بيده على المنضدة ، تطل من عينيه نظرة إستهزاء ، لم ينطق بكلمة طوال الوقت لكن كان الجمع يشعر بوجوده ، ينظرون له كي يدلي برأيه فيكتفي بأن يومئ برأسه دون رفض أو موافقة .
ظللت انظر حولى متطلعة فى وجوه النساء الأخريات أشهـِدَهُنَّ على ما يحدث لي ، البعض منهن كن يؤيدن فكرة تغطيتى بمفرش الطاولة ويبتسمن ابتسامة بلهاء ، وأخرى كانت تصف لزميلتها طريقة تجهيز صينية البطاطس ، وهناك من كانت تلوك العلكة وتلف شعرها ببكرات منشغلة عن المشهد بالكامل بقراءة مجلة مصورة ، كانت توجد أيضا من كانت من تبدى إستياءها بامتعاض وترسل لي مع نظراتها من بعيد إشارات أن أرفض وأصر على الرفض ، ولكنها لم تنبس بكلمة واحدة ، رفعت يدها مشيرة لي بعلامة النصر، ولكنها أنزلتها على الفور مع نظرات الصامت .
رفضت بإصرار ألا يغطيني الرجل بالمفرش ، وظللت أتحرك بسرعة فى جوانب الغرفة كي أتجنب ملاحقته والمفرش بيده، وكنت أثناء عدوي ألمح الأشباح حاملي الشموع يقفون كتماثيل، وأخيرا جلس يائسا بعد أن فشل فى اللحاق بي وتيقن من عدم طاعتي أو أستسلامي ، بالطبع لم يكن إصراري هذا محل رضاه فقال بلهجة توعد عدائية :
- لن أتركك تلحقين به.
نظرت له وانا ألهث من أثر العدوّ فى الغرفة وقلت :
- أنا لا أريد أن اُغَطــَّى بهذا المفرش .
ثم نظرت حولي فى حيرة وقلت محاولة أن أجد من يساندني :
- أليس هذا من حقي يا ناس
فزاد من تنمره ونطق كلماته كما لو كان يطلق رصاصات:
- إما المفرش أو لن تضعي قدمك فى القطار.
نظرت للرجل الذى لازالت أجزاؤه تتساقط بعد أن أصبحت شديدة اللزوجة وهو يحاول إعادتها لموضعها، فيصدر عن إلتحامها صوت أشبه بالصوت الذى يصدر عند إلتصاق اللحم بالحديد الساخن ورائحة كرائحة الشواء، لم أفهم من أين تنبعث الحرارة، هل هي صادرة من الأجزاء المتساقطة أم ربما من الجسد.. كان كل ما يفعله يشتتني ولا أعرف لماذا كنت أتوقع من هذا الممزق أن يساندني !!
إقترب موعد قيام القطار فتوترت أعصابي لأنني كنت اريد اللحاق به ، فبدأت ألملم أغراضي لأبدو فى حالة تأهب للرحيل، لقد كان هذا واضحا للجميع أنني لن أتراجع، وضعت نظارة الشمس السوداء على رأسي مؤقتا حتى لا تزيد عتامة المكان الى حين أن أخرج الى الشارع، وضعت أقلامي وأوراقي فى حقيبة يدي وعدلت من وضعها على كتفي ، ظل ينظر لي نظرات أخافتني إلى حد ما لكني حاولت إخفاء إرتباكي حتى لا يشعر انه إنتصر أو أنني تخاذلت . شعرت بجفاف شديد فى حلقي بسبب الجو العدائي الذى يملأ الغرفة ، نظرت خلفي.. لقد كانوا لا يتوقفون عن الصراخ والجدل المعاد مرات ومرات ، تناولت كوب الماء الوحيد الموجود على منضدة الجلسة .. كان هذا الذى ينظر باستهزاء منذ بداية الجلسة تملأ عينيه ابتسامة خبيثة تعلو وجهه الكئيب تقضي على ما تبقى من هواء للتنفس فى الغرفة ، بدأت أشرب متعمدة ألا يقع نظرى عليه أو على رجل المفرش الذى كنت اتجاهل تهديده .. لمحت السيدة ذات بكرات الشعر تعدل من وضع بكراتها تفكـَّها وتعيد لفـَّها وكأنها تعيش فى عالم آخر ظننت أنها وهم وأني فقط أتخيلها لكن للأسف وجودها كان حقيقيا ، شعرت باستفزاز فقذفتها بالكوب الزجاجي الفارغ ، حين صرخت ساد صمت عميق وخيم تماما على المكان وسط ذهول الحضور سقطت هي على الأرض وراحت تغط فى النوم.
إستدرت نحو باب الغرفة وأشحت بيدي فى غضب فلمحت بطرف عيني السيدة التى كانت تشير لي ألا أتنازل وقد أخرجت منديلا لونه أبيض من حقيبتها ووقفت تلوح لي موَّدِعَة، لم أردّ على تلويحها وحين وصلت الى باب الغرفة ومددت يدي إلى المقبض لكي أفتحه سمعته يصرخ بأعلى صوت وبلهجة آمرة ومحذرة:
- إتغطي بالمفرش
فلم ألتفت رغم أني ارتجفت رعبا حين صرخ ولكني قلت بتحدي
- لن أفعل .. بعد إذنك انا رايحة أركب القطر.
إستدار بسرعة ورفع سماعة الهاتف يريد ان يلحق بي قبل أن أغادر وقال بصوت أستطيع سماعه وبأمر :
- ألو .
- إفعل.
- أنا هنا اللى بقول.
- لأ ما تركبش
خرجت من الغرفة أعدو نحو محطة القطار.. لازال الوقت مبكرا ، كنت واثقة من أن هذا مجرد كابوس وأكيد بسبب إصراري سوف أصل فى الموعد وسوف ألحق بالقطار رغم محاولات تعطيلي وإضاعة الوقت لكن كان داخلي شعور قوي أن رفضي الالتحاف بالمفرش لن يكون سببا كافيا لمنعي من ركوب القطار.
وجدت القطار يقف حين وصلت للمحطة ، شعرت بالاطمئنان بعد أن تأكدت من أن التذكرة التى اشتريتها من قبل عدة أيام موجودة فى حقيبتي، إقتربت من القطار لأضع قدمي على أول السلم فإذا بحرارة شديدة تنبعث منه تلفح وجهي وتلصق قدمي بأول درجات السلم ، وصوت إلتحام اللحم بالحديد الساخن يسمع بوضوح فأشم رائحة الشواء تنبعث من قدمي التى لم أعد أستطيع تحريكها.
أطل ركاب القطار من النوافذ يمسك كل منهم بمنديل أبيض يلوحون به لي وانا أحاول أن أستغيث بهم وأصرخ أو أشرح حالى حتى يأتي أحدهم فينقذني، لم يخرج صوتي من حلقي وبدأ القطار فى الحركة وهم ما زالوا يلوحون وابتسامة باردة تطل من على وجوههم ، كانت سيدة البكرات من بينهم وكان الرجل صاحب نظرة الاستهزاء لازال محتفظا بها تلتصق بملامح وجهه الكئيب يراقب من بعيد.
القطار يجرني ، صراخي محشور فى حلقي لا يسمعه احد ، القطار يسرع ، بدأوا يختفون أحدهم إثر الآخر، حررت قدمي بصعوبة ..قرب نهاية الافق كانت أجزاء القطار قد بدأت فى التفكك ، تسقط على الارض وأنا في ذهول من تطاير الركاب .. وقفت اتحسس رأسي كما لو كنت أريد أن أتأكد من أنها لازالت موجودة فى مكانها ، نظرت لقدمي التى التصقت بدرجة سلم القطار فوجدتها وقد أصابها بعض التشوه لكني لم أهتم سوى بأني لازلت أحتفظ برأسي.
فى طريقى للعودة ، كانوا يقفون على رصيف المحطة، أشباح حاملة للشموع ملوحين بها، وكنت أفكر في ألا أعود للتواجد فى غرف الجلسات الضيقة .. نهائيا.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - رحلة جميلة استاذتي فاتن
رويدة سالم ( 2013 / 10 / 13 - 00:04 )
هي هكذا حياتنا رحلة قاسية بين قاعات انتظار ممل وقطارات تمضي سريعا الى الانهاية
يشدنا ميراث سينينا الى الوراء ويخنقنا حاضرنا بلحاف من ضبابية وفوضى ويضحك منا المستقبل ساخرا لاننا لا ندركه ونعجز غالبا على صناعته كما نتمنى لكن الرحلة تستمر رغم كل ذلك
انتظر السفر معك في رحلات اخرى اكثر تفائلا
مودتي


2 - الأستاذة فاتن واصل المحترمة
ليندا كبرييل ( 2013 / 10 / 13 - 17:01 )
أما أنا فأنصحك أن تتواجدي حتى في غرفة الانتظار الضيقة
فيها تطوف عيناك بكل نماذج البشر ، اللامبالي، المتساقط، المتحفز ، العدواني ، المؤيد بصمت، .. لكن الكل يسمع صوتك الجريء وأنت ترفضين ما لا يقنعك
في الزواريب الضيقة تجتمع ألوان البشر ونراها عن قرب وبوضوح ويبقى التعامل معها ولو كان صعباً قدراً علينا ما دمنا اخترنا طريقاً شاقاً
في الغرف الواسعة يضيع الصوت، ويضيع البشر وتبهت صورهم من بعيد، اقتربي ولا تخافي، فلن يختنق صوتك في حلقك ، وما دام رأسك سليماً فلا خوف عليك ،فأي خدش يصيب الجسم مآله إلى الشفاء
يسعدني نشاطك في هذه الفترة ، تحياتي لك، وللمعلقين الأساتذة الكرام
تفضلي احترامي


3 - ردود للمعلقات الكريمات
فاتن واصل ( 2013 / 10 / 13 - 18:57 )
الاستاذة رويدة سالم المحترمة.
استمرار الرحلة حتمي ولكن قسوتها ليست حتمية، لذا أعجب من حظ بعضنا نولد فى بقاع كتب عليها الفقر والجهل والقهروآخرين يولدون فى عالم متقدم رحب واسع فيه الحياة عبارة عن رحلة من الاستمتاع، والتاريخ بالنسبة لهم علم يتعلمون منه ليقوموا بصنع مستقبل على الحال التى يريدون. هذا ما يزيد إحساسي بالكآبة أني ممن ولدوا فى بقعة من الارض لازال إنبثاق النور فيها بعيد المنال..
شكرا أستاذة التاريخ الرائعة رويدة على دوام اهتمامك.

الاستاذة الرائعة ليندا كبرييل المحترمة.
تستطيعين فك شيفرات أى عمل واستخلاص لبناته الاساسية بكل بساطة وصفاء ووضوح رؤية أحسدك عليهم، والأجمل أنك متفائلة لدرجة ان وجدت ميزة فى العيش بالغرف الضيقة حيث نستطيع إكتشاف أنفسنا واكتشاف الآخرين حتى ولو على هدى ضوء شديد الخفوت والغموض يكتنف كل الظروف، والمستقبل غير معلوم.. عموما أنا أحاول وأحد أهم العوامل المشجعة هو وجود نماذج غاية فى الرقي مثلك ومثل صاحبات الأقلام الرائعات رويدة ومنى حسين وفؤادة العراقية، شكرا لمرورك وتحياتي.


4 - لا تتوقفي
حامد حمودي عباس ( 2013 / 10 / 14 - 17:31 )

حرفية مستواها الرفيع واضح من حيث طريقة السرد ، المستند الى طابع السرعة في تلاقي الاحداث رغم ضديتها مع بعضها البعض .. لقد كنت اجري حقا معك لملاحقة ما يحدث .. وشعرت بالفخر الكبير لانتصار ارادة المرأة فيك وانت تقاومين ( مفرش ) الذل وبشراسة .. استمري ولا تتوقفي مع فائق احترامي


5 - فعلا إنه مفرش الذل
فاتن واصل ( 2013 / 10 / 14 - 18:52 )
كوني إمرأة أستاذ حامد لهو أكبر دليل على أن كل حياتي كانت إجبار فى إجبار ، مرغمة دائما ان اكون شيئا غير ما أريد، وأن تنطبق على كل الالتزامات المجتمعية والتى من الطبيعي ان تنطبق على الرجل والمرأة فى نفس الوقت ، لكن الرجل حاصل على إعفاء دائم من اللوم والمغفور له كل خطأ أما المرأة فلا .. إنها دائما مطالبة بالانصياع لأوامر الأب والأخ والزوج والابن وأحيانا الجاروزميل العمل.. نرتدي مفرش الذل كما لو كان جلدنا الذى ولدنا به .. وستظل حياتي وحياة اخريات عبارة عن صراع دائم لرفض التسربل بهذه الأثمال البالية التى يفرضها علينا المجتمع ، وأحيانا نتصارع مع من هم فى نفس جبهتنا والمجني عليهن مثلنا.. تحياتي وسعدت أنها لاقت استحسانك أستاذ حامد .


6 - صمت حزين
Red W ( 2013 / 10 / 15 - 08:48 )
الأستاذه فاتن.... بقالي يومين أفكر فيما كتبتي وفجأه إكتشفت إن فيه لحظه يكتشف فيها الإنسان أن الصمت هو أبلغ التعبير عن مايشعر... لكنه صمت حزين علي عالم غرف الجلسات الضيقه وحاملي شموع تضيئ لتنطفئ وأناس تتصارع مع.... نفسها !!!... إن مقالك ياأستاذه قلْب المواجع من حزني علي إنسانيه فُقدت في مهد الإنسانيه .... أشكرك وأشكر أستاذنا محمد علي مساهمتكم في إناره حياه الكثيرين اللي زي حالاتي... المتعطشين لمعرفه أمور أرض الفراعنه من أحفاد الفراعنه الأوفياء


7 - الاستاذ المحترم رضا واصف /رد دبليو
فاتن واصل ( 2013 / 10 / 15 - 10:41 )
لم يكتف البعض من القهر والظلم والمعاناة فى حياة أقل ما يقال عنها انها قاسية ، ولكن صاروا يتسلطون على بعضهم البعض ويستبدون ويقهرون وأعطوا لأنفسهم الحق فى إضافة معاناة وألم أشد مما نواجهه بالفعل وبالطبع بمساعدة السلبيين والجبناء والنفعيين. هؤلاء ألتقي ويلتقي بهم الكثيرين يوميا فى كل زاوية وكل ركن من بلادنا،لا يمكن إيقافهم إلا بالعناد والإصرار والمزيد من النور ، مهما كانت الرياح عاتية فتطفئ الشموع بأيدى المتنورين، وعلينا ألا نيأس مهما حدث وان يكون صمتنا برهة لنعيد شحذ نفوسنا مرة أخرى ونقف فى وجه المستبد - أى مستبد - مهما كانت قوته أو غدره. شكرا عميقا للتعليق والمرور.


8 - تواجدي في الغرف الضيقة وفي اي مكان
فؤاده العراقيه ( 2013 / 10 / 16 - 17:44 )
تحية طيبة عزيزتي فاتن وآسفة صار كم مقال لكِ لم انتبه له , والآن من حسن حظي وبالصدفة انتبهت له
جمال الحياة يكمن في العمل والنضال لأجل استعادة رونقها الأصلي الذي يحاول الضلاميين أكسائه طبقة بعد أخرى من الصدأ ليتمكنوا منها ولكن هراء ما يفعلون هو انه لن يصح إلا الصحيح كما تصورتِ أن بقدرتكِ أن تحسمي الأمور بالنهاية , بوعيكِ الذي يعطيكِ ذلك الأصرار في رفض ما لم تكوني مقتنعة به
لفت نظري ردكِ على تعليق الكاتبة رويدا رقم 3 حيث تقولين ( لذا أعجب من حظ بعضنا نولد فى بقاع كتب عليها الفقر والجهل والقهر وآخرين يولدون فى عالم متقدم رحب واسع فيه الحياة عبارة عن رحلة من الاستمتاع) أقول أنا ما نفع الإنسان عندما يعيش مترف وسط وطن متقدم ولا ينقصه شيء ,بينما المعاناة والألم هما من يشحذا الفكر ويخرجان الإبداع من صاحبهما ليستمتع بقدراته على الخلق الجديد والإضافة لتلك الحياة في محاولة لتحسينها وتقديم شيء يذكر لها
فالسعادة تنعدم وسط الحياة المترفة ولا تنفع لخلق الأنسان القوي
أحيي صمودكِ الرائع في رفضكِ للمفرش وصدقيني لا شيء يستحق ان نخاف منه ولا حتى الموت نفسه


9 - الاستاذة المحترمة فؤادة العراقية
فاتن واصل ( 2013 / 10 / 16 - 21:28 )
الحياة من وجهة نظرى رحلة قد تكون شاقة ولكنها ممتعة ، فانا لا أمانع أبدا من بذل الجهد وأخذ الحياة بجدية ، ولكن أن تكون شقاء فقط ولا حماية أو درع من القوانين أو دعم من الحكومات أو أى شئ ، هكذا نحارب ونواجه المخاطر وندخل التحديات وظهرنا عاريا .. هذا ما أراه فوق الطاقة، أما الابداع يا عزيزتي فلا يلزمه معاناة كي يحدث ، يمكن للابداع أن يزدهر وغالبا ما يحدث هذا فى البلدان المتقدمة ليضيف مزيد من التطور وبنظرة على عمارة وفنون وموسيقى هذه البلدان المتقدمة سنجد أن ليس للابداع حدود .. حيث لا قمع للحريات ولا سقف للخيال .. لابد ان نعترف أننا نحتنا فى الصخر ولو عشنا بإمكانياتنا ومهاراتنا التى نمتلكها الآن لكنا على قمة هذه المجتمعات التى تتبنى المبدعين حتى ولو بربع موهبة وتتيح لهم كافة الامكانيات ، لأنها بلاد تعرف قيمة أن يكون الانسان قادرا على الخلق والابداع.. عزيزتى إعترفي أرجوك أننا محدودي الحظ فى هذه الدنيا، وأننا لم نعش فى حياة مترفة لندرك أن السعادة تنعدم مع الترف.. وكل الحكاية فرق عدة آلاف من الأميال... سعدت بمرورك والتعليق ، تحياتي وتقديرى


10 - رجل المفرش لن يعيق خطواتنا
منى حسين ( 2013 / 10 / 25 - 23:55 )
تحياتي عزيزتي الرائعة فاتن واصل التي رفعت شعار اخلعي الحجاب وها هي ذا تاخذنا برحلة التحدي ضد رجال المفرش
لقد ابعدعت الغوص والوصف قطاراتهم ستظل متاخرة تلتف على سككها مفارش التخلف واجسادنا ستظل طريق تفكيرهم الوحيد
ان ابدعوا فكل ابداعهم اجبارنا على الالتحاف والتدثر بمفرش التراجع
اعجبني جدا طرحك وتشبيهك رحلتنا الثقافية بمسير القطار وتخلفهم بلفنا بقيود شبهتها بمفرش المنضدة برحلتك هذه فتحت افاق كبيرة ودللت على امور كثيرة
قصة قصيرة اخذت عمق بالمعني كبير واحتوت ماساتنا وماساة شعوبنا
احب جدا الاقلام الشجاعة التي تطرح قضية المراة كما فعلت فبلاصرار والتحدي سيكون التعيير هكذا علينا ان ننحت الوجود ونثبت اننا لانياس او نهرب من مفرش المنضدة ونصعد القطار ونصل كما فعلت والقادم يلوح لنا
فليس مكاننا الغرف الضيقة لقد عشت معك القصة
رائع اتجاهك هذا وانا على ثقة ان القادم بقلمك سيفجر الاقوى

شكرا لك ليندا كبرييل على اعلامي واسفة عزيزتي فاتن على دخولي المتاخر فلا يمكن ان تفوتني اطلاقات التحدي باقلام النساء الواعيات مثلك
تقبلي شديد اعتذاري
وكل تحياتي


11 - الاستاذة المحترمة منى حسين
فاتن واصل ( 2013 / 10 / 27 - 20:56 )
فى كل منحى قطار وبكل ركن مفرش ، لكننا لن نرتد القطارات على طريقتهم ولن نلتحف بأكفانهم، مهما قويت شوكتهم وتجذرت فى نخاعنا.
لا أيأس طالما فى الأجواء تحلق طيور حرة بأجنحتها الفضية مثلك عزيزتى ومثل كثيرات ممن عاهدن أنفسهن ألا تمر حياتهن سدى، دون أن تمنحنها لمبدأ او هدف نبيل.
لا تعتذري فلن ولم تكوني أبدا متأخرة ، وصولك فى أى وقت الى محطتى هو أنسب موعد للحاق بمقدمة القطار.. عزيزتي رغم كل التعب والارهاق الذى نواجهه لكي نمر ، إلا ان لهذا التعب نشوة خاصة وهى أننا معا.
دمتى لى بمرورك المشرف دائما واتمنى ان يجد ما أكتب دائما رضاك.


12 - الاستاذة المحترمة منى حسين
فاتن واصل ( 2013 / 10 / 27 - 20:56 )
فى كل منحى قطار وبكل ركن مفرش ، لكننا لن نرتد القطارات على طريقتهم ولن نلتحف بأكفانهم، مهما قويت شوكتهم وتجذرت فى نخاعنا.
لا أيأس طالما فى الأجواء تحلق طيور حرة بأجنحتها الفضية مثلك عزيزتى ومثل كثيرات ممن عاهدن أنفسهن ألا تمر حياتهن سدى، دون أن تمنحنها لمبدأ او هدف نبيل.
لا تعتذري فلن ولم تكوني أبدا متأخرة ، وصولك فى أى وقت الى محطتى هو أنسب موعد للحاق بمقدمة القطار.. عزيزتي رغم كل التعب والارهاق الذى نواجهه لكي نمر ، إلا ان لهذا التعب نشوة خاصة وهى أننا معا.
دمتى لى بمرورك المشرف دائما واتمنى ان يجد ما أكتب دائما رضاك.

اخر الافلام

.. فيلم السرب يتخطى 8 ملايين جنيه في شباك التذاكر خلال 4 أيام ع


.. الفنان محمد عبده يكشف عبر برنامج -تفاعلكم- أنه يتلقى الكيماو




.. حوار من المسافة صفر | الفنان نداء ابو مراد | 2024-05-05


.. الشاعر كامل فرحان: الدين هو نفسه الشعر




.. جريمة صادمة في مصر.. أب وأم يدفنان ابنهما بعد تعذيبه بالضرب