الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لنحافظ جميعا و معا على أمن الوطن والمواطن وعلى وحدتنا الوطنية

ناجي عقراوي

2002 / 11 / 10
اخر الاخبار, المقالات والبيانات


 
                                                      

بعد مخاض عسير صدر قرار مجلس الأمن ، ما يهم الشعب العراقي في هذا القرار هو تفعيل قرار مجلس الأمن 688 ، حيث يفسر الإشارة إلى تطبيق هذا القرار ضمن القرار الأخير من أن القرار اليتيم الذي ينصف الشعب العراقي قد اصبح ضمن المادة الفصل السابع من الميثاق الدولي ، و بذلك يصبح القرار ملزما ، مما قد يؤدي إلى محاكمة رموز النظام أمام محكمة دولية .

وينعقد بعد أيام اجتماع المعارضة العراقية ، والمنطقة مقبلة على أحداث جسام وتطورات قد تخلط أوراق كثيرة ، وقد يسبق هذه كلها حدوث تطورات دراما تكية داخل العراق كانقلاب القصر أو تنازل الدكتاتور عن السلطة لولده ، و تشير كل الدلائل بان الطاغية سوف يستجيب للقرار الأخير فقط من جهة التفتيش عن الأسلحة   حتى و إن جرى تفتيش مخادعه ، لأنه يحب الحياة على حساب شعبه لذا نجده جبارا على العراقيين و جبانا أمام الآخرين .

في هذا الظرف العصيب يستوجب فتح كافة الملفات الملتهبة لأن ممارسات السلطات العراقية المتعاقبة ، والتدخلات الإقليمية في الشأن  العراقي ومن أخطرها التدخل التركي ، التي تعتبر    (ولاية) الموصل من ضمن ممتلكاتها وتخصص لها  في ميزانيتها السنوية ( ليرة واحدة ) ، لها مدلولاتها الخطيرة على مستقبل العراق ووحدة شعبه ، والبعض منا ما زال يجامل ويطلب التروي والحذر ، أحقا لا يستطيعون المقصرين منا ذكر المسميات بأسمائها و على حقيقتها ، كأنهم لا يرون الخطر الجاثم فوق  رؤوسنا وبعد أن دخلوا في  بيوتنا وفي ثيابنا يطالبنا هذا  البعض بالسكوت .

إن الظروف الصعبة  التي مرت بالعراق وخاصة في عهوده الأخيرة ، وكذلك الأطماع المحدقة بالعراق من بعض دول الجوار، كل هذه العوامل أفرزت جملة من  المشاكل والعقبات الكثيرة والعديدة والمتنوعة أثرت سلبا في مسيرة شعبنا  ، وتركت بصماتها في مختلف مجالات حياة شعبنا ، ففي المجتمع العراقي هناك تعثر في الحالة الاجتماعية  ، وحصل نوع من التفكك في النسيج الاجتماعي للفرد والمجتمع ، نتيجة التوزيع غير العادل للفرص بين المواطنين ، وفي المسألة  السياسية هناك القصور الكبير في المشاركة الديمقراطية ، لذا يكون من الضروري على المعارضة العراقية والقوى الحية في المجتمع العراقي ، أن تأخذ هذه المسائل حيزا واسعا من جهودهم ، ولا ننسى تعثر المسألة الاقتصادية وما يعانيه المواطن من ظروف معيشية  صعبة جدا ، ناهيك عن تحطم البنية التحتية للاقتصاد العراقي ، وهناك أيضا التعثر في المسألة الوطنية وكذلك القصور في المسألة الحضارية ومتطلبات القرن الواحد والعشرين .

إن ما دار و يدور من جدل حول هذه الأوضاع على المستوى الدولي والإقليمي والمحلي ، فيه معاني عديدة ومتنوعة لذا يجب أن نكون حذرين ، ويجب أن لا تجعلنا الاجتهادات في الرأي خارج الشعور بالمخاطر الجدية ، والخطورة  تكمن كما أسلفنا في قراءة مزدوجة  للتدخلات الإقليمية والتهرب من العمل لإسقاط  تبريرات حجج هذه التدخلات ، ويجب أن نبتعد في المسائل المصيرية عن ضيق التفكير وعن المصلحية أو التشفي من الآخر لأسباب تكتيكية ، فالذي يرفض التدخل الإيراني عليه أن يرفض بنفس القوة التدخل التركي ، وآلا  تصبح هذه الحالة  ظاهرة خطيرة في مستقبل بلدنا  ، قد تتصور غدا إيران أن من حقها الدفاع عن الشيعة ، ويكون على هذا القياس من حق الدول العربية المجاورة  التدخل للدفاع عن السنة ، فإذا لم يتم ردع  التدخلات ، سوف تخلق جرحا وشرخا عميقا في الفسيفساء العراقية ، و تكون نتائجها كارثية على بلدنا وعلى مستقبله كوطن وككيان موحد ، ويجب أن يخرج صوتنا عاليا ومدويا و برؤية واضحة المعالم  ونقول أن التدخل في الشان العراقي خط احمر لا يجوز السكوت عنه  ، وترجمة ذلك إلى خطوات عملية وتحريك الرأي العام  لنستطيع إزالة الألغام الموجهة ضد شعبنا ومؤسسات دولتنا ، ونعترف بان هناك توجهات ومطامع خطيرة تتشابك على ارض العراق ، حيث ربط النظام العراقي مصالح بلدنا مع بعض القوى الإقليمية والدولية  لغرض الاستمرار في الحكم ،  بحيث أصبحت بعض الدول راس رمح للدفاع عن النظام ، لذا يجب العمل اليوم قبل الغد سد كل الثغرات التي يمكن الآخرين التدخل من خلالها في شؤوننا .

إن إدعاء  الساسة الأتراك وجود هواجس لديهم من إقامة دولة كردية ، أو التدخل لحماية الاخوة التركمان ، هي حجج واهية لا تستند على أسس واقعية ومنطقية ، الأكراد يجاهرون ليل نهار بأنهم ليسوا مع إعلان الدولة الكردية في العراق ، واختاروا الحل الفيدرالي والعيش المشترك في العراق مع الأطياف العراقية ، ودخلوا في اتفاقيات وتحالفات عديدة مع قوى عراقية على أساس هذا الطرح  ، والاخوة التركمان تعرضوا للاضطهاد والتهجير من على يد النظام العراقي أسوة ببقية الشعب العراقي ، ولم تتحرك الحكومة التركية للدفاع عنهم ، بل وأصبحت علاقاتها امتن وأقوى مع النظام العراقي ، لذا نعتبر بان النظام التركي لها غايات ومطامع أخرى حينما تسوغ مثل هذه الحجج ، ولا يمكن درأ الخطر إلا بتكاتف الجهود و بالعمل الدؤوب وبالأفكار الخلاقة والنوايا الحسنة وعدم  الانجرار وراء المخططات واتخاذ المواقف السليمة من القضايا الوطنية لما فيه خير الوطن والمواطن .

أوربا دخلت  حربين ضروسين وفيها دول وشعوب ولغات وأجناس عديدة ، تعمل جاهدة لمزيد من التوحد ورفع الحواجز بين شعوبها ودولها ، بل هناك حوارات ثقافية وحضارية في مجتمعاتها لالتقاء الأديان والمذاهب ، فلماذا لا نتوحد نحن العراقيون ؟ ولا سيما العرب والأكراد ، وعلاقاتنا التاريخية المشتركة تزيد على 14 قرن ، ولنسأل أنفسنا كم دفنا معا جثث شبابنا ورجالنا وأطفالنا .

الحريص على شعبه ووطنه يبعد الرعب والخوف من أجواء مجتمعه ، ويصون كرامة الإنسان بتفعيل حقوقه ، لنتعلم كيف نقول ونتقبل الحقائق دون خوف ووجل ، ماذا نجني إن ملكنا الدنيا وخسرنا أنفسنا ؟ ، لنلغي الاستثناءات كلنا جميعا ومعا ، العلماني والديني القومي والوطني ، ليكون شعارنا المساواة لجميع الذين يعيشون تحت راية العراق ، ومن لا يؤمن براية العراق فانه ليس منا وليس له حصة  في الخيمة العراقية ، ويجب أن يكون حوارنا متحضرا بعيدا عن أجواء المهاترات والتوترات والمبالغات ، ليكون هذا الحوار إدانة لكل ممارسة خاطئة حدثت وتحدث ومن أية جهة أتت ، لنشارك جميعا  في المسؤولية وتحمل  الواجب  ليكون  قياسا لوطنية العراقي ، والفيدرالية التي نريدها والمشاركة في حكومة المركز لنجعلها مصدر قوة للتوحد والبناء ،  و حكومة المركز المشرفة على الفيدراليات يجب أن تجسد إرادة كل العراقيين ولتطبيق القانون على الجميع .

إن إزالة الألغام الاجتماعية تكون برؤية واضحة إلى عراق المستقبل ، والتمسك بالجماعية السياسية أي بالحرية السياسية للجميع ، والإيمان بالديمقراطية الحقيقية يكون في التحول من مجرد السماح بالرأي والتعبير إلى فتح القنوات القانونية من اجل الفعل والتأثير ، أما الألغام الاقتصادية فلا تزول إلا بالقضاء على الفساد الإداري ، الذي برز في اجل صوره في عهد النظام الحالي ، والقضاء على الفساد الإداري يكون بوضع الشخص المناسب في المكان المناسب ، وبتفعيل العدالة الاجتماعية   وبمحاربة المغالطات التي تقول بان القوة المادية تنشئ الحق و تحميه ، لان العدالة الاجتماعية هي ليست فقط للحاكم  اوأمتياز أو صيانة  لرجال السلطة أو للمتنفذين أو لطبقة معينه دون الآخرين ، بل هي عدالة لجميع أبناء الوطن ، وهي بالتالي قوة وثروة للوطن ، مع الأسف نجد في صفوف حزب السلطة وفي النظام وفي خارجه أيضا من يؤمن بان اغتصاب الفرص شطارة وظفر ، ليس من العدل أن  نطالب المواطنين بتحمل شظف العيش ، في حين حسابات وأموال البعض من زبانية النظام والمحسوبين عليه والمدافعين عنه من أفراد وجماعات وأنظمة تخرج بألسنتها متحدية مشاعر ومعاناة شعبنا ، من الضروري العمل الجاد لدراسة كيفية إعادة هذه الأموال للعراق المستقبل ووضع قوائم بأسماء هذه الجهات والأفراد لمسألتهم ، لأنها بالأساس هي أموال الشعب التي سطى عليها عصابة مجرمة لا ذمة  لها ولا ضمير، وان الشعب العراقي تحمل الكثير من العبء ، و إذا أردنا إزالة الإحباط الاجتماعي والخلاص من واقعنا المرير وزرع البسمة و الأمل ، لا يكون إلا  بتطبيق القانون وإعادة الحق لأصحابه الشرعيين ، والقذف بالعملاء والمأجورين إلى مزبلة التاريخ .

أما العمل الحزبي و السياسي ليس لباس يلبسه الإنسان ، أو قوالب جاهزة  يفرض على الآخرين كما يقوم به البعثيون  ، الحزب الحقيقي يؤمن بمصلحة الشعب ، من خلال خدمة شروط النجاح في خدمة حقوق إنسانية العراقي ، وبتحرك رحب الآفاق نحو الأمام بالتعاون والاتفاق مع المخلصين لمبادئ الوطن ، بحيث يصبح هذا التعاون قاعدة في ممارسة الديمقراطية ومن مفردات اليومية للعراقي في جميع مجالات حياته ، بذلك نصل إلى وضع حلول معقولة ومتوازنة ومطلوبة لمعالجة مشاكلنا ، التي تؤدي حتما إلى استقرار المجتمع والفرد اجتماعيا واقتصاديا والاهم نفسيا ، وهذا لا يتم إلا من خلال الحوار مع من يملكون القدرة على العطاء والفعل وليس مع الذين يختفون تحت يافطات غير عراقية ، والمبالغة في المطالبات لخدمة مصالح الآخرين ، المسؤولية السياسة يجب أن يتحمله من يكون نظيفا ونقيا ولديه صيانة ذاتية ضد الزلل والاغراءات ، أما الذي يريد أن يخدم في مجال  صون مستقبل العراق وصنع مستقبل أجيالنا عليه تقديم ما  يثبت نزاهته و حسن سلوكه  وما هي تضحياته وحجمه ومقدرا ته وما يملك من الأموال والممتلكات ومصدرها  قبل تحمل المسؤولية ، لان تسلم المنصب العام  ليست عملية اعتباطية وجاه وتربع على الكرسي مدى العمر ، بل هي دورة ذات حلقات ديمقراطية  ترفد بعناصر ودماء جديدة بين فترة وأخرى عن طريق العملية الديمقراطية وصناديق الاقتراع ، أما الذين يركضون  وراء الرياح الشمالية التي تهب على العراق ،  فشعبنا يعرف جيدا غاياتهم .

إن بعض الأطراف الدولية والإقليمية تدفع البعض منا إلى توقعات حالمة ، والتي تصبح تربة خصبة لليأس والإحباط والخيبة ، لكي نغرق أنفسنا في حلول دون أن يكون هناك حصاد يذكر.

يجب أن نؤمن جميعا بأن المشكلات التي يدركها أصحابها ويتعاملون معها كحقيقة ودون خوف ومواربة ، هذه المشاكل سوف تحظى بالحلول المتوازنة والواقعية مهما كانت حجمها  ، وقد تكون الحلول ضمن الإمكانيات وضمن الواقع المعاش ، لكنها تكون قابلة للتحقيق .

حينما نتذكر شهدائنا وقرانا المدمرة ومدننا المهدمة وحسينياتنا وجوامعنا ومزاراتنا المحطمة واهوارنا المجففة وانفالاتنا  ، نتذكر مع كل هذه المآسي الذين ساهموا في تعميق جراحنا من العرب والعجم ، لذا نقول لمن في الداخل والخارج أن نكران الذات وقبول الآخر من لدن شعبنا  ، ليس معناه  إننا لا نستطيع  أن نطلق الأسماء على الصفات ، وليس معناه إننا لا نميز الأشياء والتداعيات والغايات .

لنرسخ معا دولة القانون ليكون للقضاء كلمته ، ولنعمل سوية بإرساء الديمقراطية و حقوق الإنسان والحريات وإعلاء بنائها ، لنشيع العدالة لتكون حياتنا جميلة ، و  لأن الإنسان هو جوهر الحياة ، لنوحد صفوفنا ونبني مستقبل وطننا و أجيالنا وننقذ بلدنا من الأخطار المحدقة بها ، لتتفتح الورود ولتتشابك الأيدي ولتتضامن القلوب في محبة العراق ومحبة بعضنا البعض ، لنزيل جميعا و معا البقع السوداء من على ثوب العراق الأبيض الناصع ، لكي يحتفظ عرا قنا برونقه وبريقه التاريخي ، عراق التعايش على مر العصور والقرون ، عراق العرب والأكراد وأطيافه المتحابة والزاهية ، لنثبت ذلك أمام الأصدقاء ( مع ندرتهم ) قبل الأعداء  ( وما أكثرهم ) وأمام شعوب العالم ، هل نحلم ؟ كلا و ألف كلا لأننا نؤمن بإرادة الشعوب ، والشعوب هي التي  تصنع سعادتها ، وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون .

 








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. قتيل وجرحى في انهيار مبنى بمدينة إسطنبول التركية


.. مبادرة شابة فلسطينية لتعليم أطفال غزة في مدرسة متنقلة




.. ماذا بعد وصول مسيرات حزب الله إلى نهاريا في إسرائيل؟


.. بمشاركة نائب فرنسي.. مظاهرة حاشدة في مرسيليا الفرنسية نصرة ل




.. الدكتور خليل العناني: بايدن يعاني وما يحركه هي الحسابات الان