الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


انتحاري في بقاله

مروان هائل عبدالمولى
doctor in law Legal counsel, writer and news editor. Work / R. of Moldova

(Marwan Hayel Abdulmoula)

2013 / 10 / 13
الارهاب, الحرب والسلام


الجمهورية اليمنية قريباً جداً ستصبح الدولة الأولى عالمياً في تصدير ألانتحاريين مع أحزمتهم الناسفة وذلك بسبب الفائض منهم وزحمة ألأرواح والاستهتار بها وألا ستخفاف بشأنها, والسقوط المروع لأخلاقيات احترام الدين وحياة الآخرين , الحزام الناسف أصبح مثل الموضة وألاناقة عند البعض من المتطرفين الذين يلبسوه وهم خارجين للتنزه أو حتى للذهاب إلى المحلات التجارية الصغيرة ولا مشكلة أن ينفجر بهم في أي لحظة , بل على العكس إن بقى سليماً يمكن أن يستخدموه أن تشاجروا مع جارهم بالباب أو كفروا احد المارة او لم يعجبهم ربما مالك بقالة , ما حدث في مركز العسكرية في يافع يبقى لغزاً , حيث انفجر حزام ناسف كان يرتدية إحدى الشباب الذي قال شهود عيان بأنه تحدث لمقربين منه بالقول انه سوف يذهب إلى عدن للمشاركة في المليونية ولم يعرف أقاربه أنه كان يلف صدره بحزام ناسف, ولكن على ما يبدو أن الانفجار حدث في البقااله نتيجة خطاء عندما كان ألانتحاري يقوم بشراء بعض الحاجات , أو لربما أن ألانتحاري كان على عجل للقاء حوريات العين في الجنة فقرر الرحيل بسرعة, ولكن في المرجح أن الحادث ليس عرضي وإلا لماذا كان لابس حزام ناسف , اي أنه دليل على ان ألانتحاري كان قد خطط وجهز لعملية انتحارية , والهدف واضح وليس صدفة وهي المليونية الخاصة في عدن والكلام الذي أكده المقربين من الانتحاري , وفي وقت سابق أقدم أحد الأشخاص في بداية شهر سبتمبر الماضي على تفجير نفسه بحزام ناسف في قرية أمجبلة في محافظة أبين أدى إلى مصرعه على الفور وهو في طريقه إلى مركز مديرية مودية لاستهداف أفراد اللجان أو الجيش وفي أغسطس تمكنت اللجان الشعبية في محافظة أبين من القبض على شخص من جنسية سعودية يحمل حزام ناسف كان في مهمة تفجيرية على تجمع اللجان الشعبية واستطاع إفراد اللجان انتزاع الحزام والتحقيق مع الانتحاري الذي أكد أن هناك خمسة انتحاريين آخرين تم تجهيزها للقيام بأعمال انتحارية في مناطق متفرقة .
ألانتحاريين غالبيتهم عاطلون عن العمل, وأصحاب سوابق , ومن جرى غسيل أدمغتهم على مدى فترات زمنية طويلة , أو أنهم تعرضوا لضغوط نفسية كبيرة , وغالبيتهم ينخرطون في التنظيمات ألإرهابية ألمتشددة التي عادتاً ما تطلق التصريحات و التهديد بشن هجمات انتحارية التنظيم وبإرسال عشرات الانتحاريين ممن يحملون الموت , والذين دائماً ما يبشرونا ويذكرونا بالموت في الشوارع وألا سواق والوزارات والمعسكرات ووصلوا حتى الى البقالات الصغيرة , قادة التنظيمات الإرهابية لا يطلقون تلك التصريحات سدى وإنما لاعتمادهم على مراكز قوى قبلية وحكومية في اليمن تساعدهم وتسهل عليهم الطريق والوصول للهدف , وتذكرت حادثة الشباب الستة ألانتحاريين اليمنيين الذي تم القبض عليهم في العراق عام 2007 واعترفوا حينها أنهم غادروا اليمن إلى العراق بغرض القيام بعمليات انتحارية ضد القوات الأمريكية والعراقية وأهداف مدنية واعترفوا كذلك بتورط متنفذين في اليمن بإعدادهم عن طريق التدريب وتزويدهم بالمال وجوازات سفر , وقد نشرت حينذاك وسائل أعلام يمنية صورا لعدد من الشباب الذين غادروا مناطقهم بسرية من أسرهم ليتدربوا في أماكن خاصة بإشراف مسئولين كبار في اليمن يسهلون ويمولون إجراءات سفرهم إلى ألمناطق المستهدفة ومن يشك في ذلك علية مراجعة تاريخ العمليات ألانتحارية في اليمن ومصادرها البشرية والمالية وأماكن تدريب وتجنيد العناصر ألانتحارية .
للأسف اليمن أصبح مصنع ألأحزمة ألناسفة و الانتحاريين ضحايا ثقافة الجهل والإرهاب الذين يخلطون بين عدو الله وعدو النفس البشرية والجهاد الحقيقي وجميعها لا تترتب إلا من خلال بناء الأساس الروحاني الشخصي القائم على العلم و مجاهدة النفس أولا , ولذلك على ضحايا غسيل ألأدمغة أن يعرفوا كما هي الروح هبة الله في الإنسان ولا يأخذها إلا واهبها , والأحزمة الناسفة لن تثني الجنوبيين عن الوصول إلى هدفهم حتى وإن كانت تتفجر في بقالاتهم .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الجيش الإسرائيلي يطلق النار على سكان قرية لبنانية حدودية


.. دعوات الحجاج ورجال الأمن تحت زخات المطر




.. الخارجية الأمريكية: هناك إطار دبلوماسي قد يحقق الحل بين حزب


.. روسيا تنتهك المجال الجوي لسويدا وفنلندا




.. الحجاج يواصلون رمي الجمرات في ثاني أيام التشريق