الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


محبتي لكم اينما كنتم

رشيد كرمه

2005 / 5 / 28
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


طلق قمرك َ لأتنفس
وارشد دمي ..... ليتوغل في رماد مدننا الميتة
ليُزهق على الربوة غيمة تفاجئ الجبل َ
لسانها يلتف ُ على دورق ٍ فاضل
أنت و أنا درويشان هويا في الصحراء
سندبادان بلا ماء بلا شجر الشاعر كريم ناصر ربما لم نلتقي في العراق وجها ً لوجه , ربما لم نتعارف على بعضنا أصلا ً ولكننا كنا متحابين في أكثر من معنى , وربما أستمعنا واستمتعنا معا لتجربة سعدي يوسف أو يوسف الصائغ أو غيرهم , من خلال أمسية ٍ أو مقال وما أكثرها في سبعينات القرن العشرين , حيث تعلمت من الناقد المبدع فاضل ثامر كل شئ جميل إذ كنا نلاحقه أينما حل سواء في إتحاد الأدباء أو النوادي الثقافية والجمعيات المهنية وأذكر انني ومعية رفاق رائعين حضرت أمسية في نقابة المحاسبين حول الشعر الحر ورواده كان فاضل ثامر يساجل الشاعر الفلسطيني خالد علي مصطفى الذي أصر وبشكل قاطع وعنيد أن ليس هناك شئ إسمه شعر حر رغم جهد فاضل ثامر توضيح ذلك , وعندها جاء دور الحاضرين لطرح أسئلتهم أو مداخلاتهم كتبت على قصاصة ورقة السؤال التالي للشاعر خ . ع . م وهكذا كانوا يكتبون اسمه ( لم الخوف من الحرية ولماذا الإصرار على ان الشعر لم يتحررمن القافية الواحدة ؟ ) وكانت إجابته غاضبة , مدافعة عن شئ وكأنما يقول المريب خذوني مما حدا بالناقد فاضل ثامر من تهدئة روعه عندما قال ان الحضور هو من جمهور إتحاد الأدباء وليس من المحاسبين او الأقتصاديين.!!؟؟ ولقد أضفى عليَ الناقد الجميل ياسين النصير حب المسرح والفن القصصي وأشياء أخرى لا تقل أهمية عن المسرح ولقد حلقتُ بفضلهم وسمو أخلاقهم في سموات الكلمة والشعر دون أن أجرأ َ على التقرب من محاكاتهما . كان إتحاد الأدباء يقيم أمسياته أيام الأربعاء وكانت الأمسية للناقد والأديب يوسف نمر ذياب وكان يعاني من صعوبة في النطق أو ما يشبه ذلك وعندما انتهى من محاضرته إقتربنا أنا وصديق لي من الناقد ياسين النصير للتحية حيث علق صاحبي بشئ من الأستهزاء من نطق المحاضر مشبها إياه كمن شرب حد الثمالة ولم يقوي على النطق فما كان من النصير ألا أن يوبخ صاحبي ويزجره , هتفت في داخلي بوركت ناقدا ً ومربيا ً ونصيرا ً. و رغم دراستي للعروض وللأدب العربي وللقصة تحديدا ً( ملاحظة : انني وبسبب النظام الدكتاتوري لم أستطع إكمال دراستي في جامعة السليمانية ألصف ألأول _ كلية الإدارة _ ) وحتى هذه اللحظة أحلم في إكمال تحصيلي العلمي رغم ان سنوات عمري إقتربت من العام الستين . وعندما أطل _ الخنزير الوحشي _ متقدما ً الأعداء هرب كل منا بجلده دون وداع ودونما وصية غير أمل باللقاء .
القاعدة الديمقراطية و إذ التيقت بالشاعر كريم ناصر صدفة في ايران عام 1984 احسست بانني وجدت جزء ً من العراق وتحديدا ً من فراته الأوسط . وسرعان ما كشفنا كل مكنوناتنا وتوكلنا على رقيبنا الداخلي وشرعنا ثم اف ت ر ق ن ا ... كل الى منفاه حاملين أحلامنا بوطن حر وشعب سعيد القاعدة الديمقراطية اسم لنشرة شهرية كنا نصدرها من إيران في النصف الأول من الثمانينات وكان رئيس التحرير والمصحح اللغوي والنحوي الشاعر الجميل ابو ميا سة _ كريم ناصر وقد اٌوكل لي مهام سكريتير النشرة التي كنا نجتمع من أجلها كخلية نحل في سرداب من بيوت إيران وكنت أخبئ المقالات وجريدة طريق الشعب بين طيات ملابسي وأحيانا في الجواريب واحيانا كثيرة ألف بها الخضار الإيراني الطيب طردا ً للشبهات اذ ان العثور على أدبيات حزب شيوعي قد تؤدي بك الى التهلكة حتى وأنت لاجئ سياسي وكان ابو مجيد كريما معنا كما أهله حيث يتوفر لنا كل شئ من طعام ومطبعة وصوت شيخ ينعي بأعلى صوته من آلة تسجيل لكي لا يتسرب صوتنا أثناء النقاش حول هذا الموضوع أو ذاك ولكي يغطي صوت مولانا الشيخ الناعي على المطبعة التي يتناوب عليها أكثر من واحد من الحضور . وأذكر انني كتبت مساهمتي الأولى في النشرة الديمقراطية تلك وكانت بعنوان من فمك أدينك وهي مقالة نقدية غاضبة حول كتيب حسن العلوي رؤية بعد العشرين . واليوم وبعد عشرون عاما نلتقي من خلال الأنترنيت ونتسائل فيما التقيت مع عائلتي و عن معلمينا ومنهم الرائعان فاضل ثامر و ياسين النصير .
فحتى نلتقي ..... سنقف أنت وأنا لنغالب معا ًرحيق الذكرى
ونجرع الرياح ,
نلتحم ببرك الرماد
لنعيد التُرس إ لى الناصية .. ان ظهورنا تقوست مثل جبال تكتنفها الأعاصير .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أحداث قيصري-.. أزمة داخلية ومؤامرة خارجية؟ | المسائية-


.. السودانيون بحاجة ماسة للمساعدات بأنواعها المختلفة




.. كأس أمم أوروبا: تركيا وهولندا إلى ربع النهائي بعد فوزهما على


.. نيويورك تايمز: جنرالات في إسرائيل يريدون وقف إطلاق النار في




.. البحرين - إيران: تقارب أم كسر مؤقت للقطيعة؟ • فرانس 24 / FRA