الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


علّمونا أن نرتد...

لمى محمد
كاتبة، طبيبة نفسية أخصائية طب نفسي جسدي-طب نفسي تجميلي، ناشطة حقوق إنسان

(Lama Muhammad)

2013 / 10 / 13
الادب والفن


علمونا أن نرتد عمّا صنعتم و تصنعون من أصنام..
تسمونها باسم قديم: (إسلام)!
تشوهون ما لم يشوهه أجدادكم العتاة..
في عصر الجواري و الإماء..
في عصر مات فيه الرسول كل يوم..
و حُرِّف الكتابُ بكلِّ تاج..
و خسرنا حضارة السلام باسم خير أمة أخرجت للناس..

نحن أصحاب العقول ( أسوأ) أمة أخرجتموها للناس -إن أردتم-
أبناء حضارة كتبتْ على شبابيك الأوطان .. على سقف ليلة القدر.. على أجراس الكنائس.. على شمعدانات الكُنُس:
أنا من بلاد تعشق القمر.. تتابعه.. تلاحقه كظله.. لهذا لم أعرف النهار...
أنا غير مضيئةٍ يا صديقي لأن القمر مظلمٌ صغير..
صورتي في وجهه مجردُ تراب..
عند المساء أرسم الشمس..
ألونها كل يوم بلون، عساني أراك..
أبقى مظلمةً و أنتَ تظلّ بعيد...
أية شمس هذي التي تغيب!
أية ديانة تلك التي تخاف على وجودها من النقد.. و التفكير!

ينادي (الشجعان) (الأحرار) في مدارس "سوريا" (الجديدة) ب : وحدة.. حرية.. إسلاميّة.. حيّ على الجهاد…
فيما تستمر قطعان المتثاقفين في تسويق أنصاف الحقائق، و تعليم الأجيال القادمة كيفية الإرتداد عن الأديان...
**********

وحدة:

مازلت أستغرب كيف يتحجم ولاء الفرد إلى جماعة.. طائفة.. قومية.. معتقد..تفكير.. دين...
كيف يمكن لك بكل بساطة أن تنسى أو تتناسى قولك:
أن دينك يحض على السلام لكل البشر..
معتقدك يدعو للخير العالمي..
طائفتك ناس محبة ولا فضل لأحد على أحد..
قوميتك نموذج للطيبين من كل الكون..

و بعد ذلك تهاجم ك غول أو بأحسن الأحوال ك وحش من يختلفون عنك!!
هل تحاول أن تقنعهم بما تؤمن به بالقوة، أم تحاول دمغ صورتك كمنافق !

المدهش أيضاً كيف يرتص الشخص في الغربة حول أبناء وطنه- المجتمع الهندي مشهور بذلك- بينما يقوم غالبية سكان بلاد العجائب من محيط الغاز إلى خليج البترول باعتلاء أكتاف أخوتهم و محاربتهم..
هكذا لا تزال بلداننا ترجع إلى الوراء، بينما تتقدم الشعوب الأخرى.

يقولون : "يجب أن نتعلم كيف نختلف".
هذا غالباً صحيح و لذلك يجب أن نختلف مع من يكتفي بنصف الحقيقة و نضيف:
- يجب أن نتعلم كيف نختلف و كيف ندعم نجاحات بعضنا البعض...
يقولون أيضاً:
كل من نقابل في هذه الحياة أفضل منّا في ناحية واحدة على الأقل فلنحاول تعلمها...
هذا حتماً صحيح.
***********

حرية:

(جميعنا نحمل في (جيوبنا) أمراضنا النفسيّة و الجسديّة..
المحظوظ فقط من يستطيع بقليل من الحكمة أن يتأقلم مع رحلته و أمراضها..
المؤمن حقاً هو من لا يسمح للمرض بأن يقضم من إنسانيته و إرادته.. ما استطاع إلى ذلك سبيلاً ).

يحكى - و الحكايات كثيرة- أنه فيما كان " المتنبي" و ابنه في الصحراء.. باغته " فاتك الأسدي" خالُ أحد الذين كان قد هجاهم يوماً بنية قتله.. أراد " المتنبيّ" أن يهربَ من قاتله، فقال له ابنه : - أتهربُ و أنتَ القائل:
الخيل والليل والبيداء تعرفني..
والسيف والرمح والقرطاس والقلم
فجاوبه:
- قتلتني.. قتلك الله...
قاتل غريمه و فعلاً قُتِلَ.. و من معه.
تذكرتها و نحن نرى البسطاء يريدون النجاةَ بأوطانهم..
فيتم دفعهم للموت من قبل من يريدون (النصر).. كم هو مدهش أنه هناك من يتحدث عن " النصر"!!
طبعاً سيُعاد بناء الأوطان.. و سيرجع الموتى مع الوطن إلى الحياة أيها (المنتصرون)!

و من قال إن الحياة تعلن نهايتها مع تقدمنا في العمر! أتخيّل دوماً أنها تنتهي على مراحل...
نموت بالتدريج.. ببطء.. مع كل موت لعزيز كان يسند ضعفنا يوماً.. مع كل صدمة بمن لجأ حزننا إليه فخذلنا..
-ما نفعل ؟!
-نكون السند لمن فقد أحبة كثر.. لن نتسبب في الموت البطيء لأحد و لا لوطن...

***********

إسلامية:

لا تُدَمّرُ الأوطان ما لم يشترك أولادها في تدميرها..
تحوّل الأمر في " سوريا" إلى صراع على حيازة الجنة و ضمان الطريق السليم إليها كما يراه (الإسلام) المتطرف.. و تكفير كل من لا يدين به.
صدر في " حلب" الجلاء المدرسي بصورة العلم الجديد - العلم الذي ظهر و انتشر كيما يضمن عملية تقسيم الشعب الواحد -
الجلاء المدرسي هذا كان من الكارثية و المصيبة بأن يوقظ مليار نائم، و بأن يشير بصراحة إلى مفهوم (الثورة) الذي يريده من يقومون بالأمر فيها و الذين هم " الإخوان" .. أجل -ما غيرهم-.
احتوى الجلاء المدرسي الجديد على الشهادتين و قول للرسول.. و ضمّ العبارة التالية:
(الشريعة الإسلامية هي الموجه الرئيس في العملية التربوية).
أي أنّ (الثورة) في نظر المتأسلمين (الأحرار):

1- خلط (الدين) بالعلم كما تم خلطه و فرمه مع السياسة.
2- نبذ لغير المسلمين، و سلبهم حقهم في المواطنة.
3- قمع و استبداد يتحكم في علمك قبل عملك...
كالعادة:
لم يفتح متثاقفو " سوريا" فمهم، و صمتوا كما صمتوا سابقاً على دخول ( الشيشاني) و ( الأفغاني) إلى بلادهم، و على التكفير و التهجير.. صمتوا كما صمتوا سابقاً على تصفية جيش وطنهم و قنص أفراده..
يبدو أنهم ليسوا نائمين.. هم فقط يتظاهرون بالنوم…
**********

حيّ على الجهاد:

"كم من بحار العناد حملت سفن محبتي..
أمواج الطوائف.. أعاصير الأديان.. و كل عواصف التاريخ لا قدرت على سفني و لا أغرقتها..
هي لا تزال طافية على زرقة ( العمر)..
و أنتَ لم تقتنع بعد أن ( قرصنة) القلوب من اختصاص النساء"...
فكرتُ كثيراً قبل الرحيل..
لمَ أتركه؟! .. و إن تركته فلمن أتركه؟!
كانت ذكرياتنا تشاغب على الباب.. تهددني بأنها ستلحق بي إذا ما حاولت المغادرة.. و إن جربتُ أن أُقفِلَ باب حبنا عليها، فهي ستفتح الباب لأول عابرة سبيل شقراء كانت أم سمراء.. تشبه الذئب أم تشبه المخلّص الشجاع..
كان قلبي يخفق بألمٍ عظيم و أنا أتخيل (أمّاً )أخرى لذكرياتٍ تكبر كلّ يوم...

يا وطني مضى على رحيلي سنوات.. و ذكرياتنا تلاحقني جموعاً من أطفالٍ لا يمشون .. طاروا من باب مفتوحٍ لصفير الغرباء و صقيع الظلم..
سامحوني يا أطفالي..
ربمالو بقيت هناك كنتُ الآن سجينة قبو مظلم يلعن اختلاف الرأي بشتى أنواع ( الخوازيق)..
أو لصرتُ إحدى ( السبايا) باسم ( الثورة) و( الدين)..
أو ربما قُطِع لساني مع صرخة " الله أكبر" المرتدة.

قلمي سلاحي.. و جهادي بالكلمة..
حيّ على جهادٍ ينشر السلام.. لا يقتل و لا يموت…

يتبع...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. طلاق الفنانة نيللي كريم من لاعب الإسكواش هشام عاشور


.. الفنانة جميلة عوض تحتفل بزفافها على المونتير أحمد حافظ




.. السعودي حمود والد يكشف لصباح العربية سر محبته للثقافة السودا


.. -رفعت عيني للسما- أول فيلم مصري يحصد جائزة العين الذهبية بمه




.. اسئلة متوقعة وشاملة في اللغة الإيطالية لطلاب الثانوية العامة