الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لعبة الاحباط القذرة

هيثم محسن الجاسم

2013 / 10 / 13
الادب والفن



ربما التقدم بالعمر يولد سموما من انزيمات مجهولة تغذيها الذاكرة .
او السعي الحثيث للمشاركة الجماعية لبناء وطن محطم .
وكلام ينزفه الاصدقاء معبا بالاحباط من التهميش المتعمد لقدراتهم المتفجرة من قبل قوى الشر المهيمنة على القرار السياسي في البلاد .
وشعورا مجروحا نتيجة العد العكسي لقطف ثمار التاسيس لكارزما متميزة وهي تعيش مقيدة بحدود رسمتها انامل الطغاة مسكونة بالموت .
ليس العمر كله يحاكمني في الفراغ القاتل بل عشر سنوات انتظار ان يتحقق حلم تلاشى في ضباب الفوضى العارمة .
لااعد سنوات كنت الهو بها باللعب ولا سنوات مراهقة تطلب مجدا بعيد المنال ومؤجل للحظة الحاسمة لما ينادوني استاذ بجدارة .
بل عددت سنوات عشر سقط القناع عن وجوه كنا ننتظر ان تورق حياة نتحسر وننفث اهات عليها وهي تتابع صورا واشرطة عبر شاشات التلفاز لبلاد اخرى الناس فيها ملائكة والحكومات تستجدي لاهثة عطفهم واشارات ايمائية بالرضى والامتنان .
عشر سنوات يخيط الشيطان جلباب عملاق قبعة للوطن لحجب النور الكوني ليفنى مقيدا بفتاوى خوارج العصر على سفر الاسلام الخالد ليواد طفلا يحلم بارجوحة تتارجح بين مئذنتين تصدحان بالصلاة على محمد واله وصحبه الكرام او رسالة اطلقها انسان من ورثة ارض السلام الاخره .
وعجزت عن العد لالاف المشيب التي البستني تاج الاحباط والانزواء القسري امام عتاة جهلة سادرون بالقتل وسفك الدماء لجعل الحياة حمراء مثل جهنم ، لتكون لظى تحرق اجسادا كريمة جهد اصحابها حتى تكون نظرة ولو للحظة في لقاء او مناسبة يحلو بها الفرح والابتهاج .
اقلب عناوين مخبوءة تحت تلافيف الشيب قراءتها حد الملل .
وكاني اسحب لسبات عنوة اتحسس وخزات لرؤوس مدببة تخلف نزيفا في جدران افكار اعددتها لتصمد فاذا بها تنهار مهشمة لتخلف ركاما موحلا ترسب على صفحات روحي المترهلة بالانتكاسات والهزائم .
لم اك اطلب مجدا لنفسي يوما بل عنوان انساني لرد الدين لمعلمي الاول محمد رسول الله او اماما ذبح قربانا على مذبح الايمان بيد افتى لها الشيطان بجنة فيها غداء مع الخالدين .
او لتطمئن روح عرابي الذي سقى عقلي من عرق سال بحثا عن فكرة خالدة ليستريح لما يعلم اننا ثبتنا ومتنا لنحيا في ذاكرة جمعية لشعب حطموا اضلاعه وكسروها الا قلبه كان ينبض بنداء الحرية .

ولكي اجفف منابع ارقي واوقف رعاف القلق الموغل في اعماقي ارسل الكلمات على عواهنها لتخلف ارض لم يبق عمر لازرعها من جديد بافكار او رؤى فابوء بفشل كبير يخلف احباطا لايصلح الا للكتابة – وافعل ذلك – لتنعموا بالهدوء وانتم مثقلين اسوة بي بسنوات ملامحها مسخ لاتصلح لتكون ذاكرة عامرة بل مثقبة للنزف بشعور مترع بالاحباط .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بعد فوز فيلمها بمهرجان مالمو المخرجة شيرين مجدي دياب صعوبة ع


.. كلمة أخيرة - لقاء خاص مع الفنانة دينا الشربيني وحوار عن مشو




.. كلمة أخيرة - كواليس مشهد رقص دينا الشربيني في مسلسل كامل الع


.. دينا الشربيني: السينما دلوقتي مش بتكتب للنساء.. بيكون عندنا




.. كلمة أخيرة - سلمى أبو ضيف ومنى زكي.. شوف دينا الشربيني بتحب