الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تمادي الحكومة المصرية في الاستهزاء بحياة الفقراء من المصريين.

مختار عبد العليم

2013 / 10 / 14
مواضيع وابحاث سياسية


تمادي الحكومة المصرية في الاستهزاء بحياة الفقراء من المصريين.
بقلم: مختار عبد العليم.
بعد انتظار طويل وغير مبرر خرج علينا منذ أكثر من شهر ونصف اللواء محمد أبو شادي وزير التموين بتصريحات تهديدية بفرض التسعيرة الجبرية على مافيا تجار السلع المباشرة التي تمس حياة المواطن اليومية من خضر وفاكهة؛ حيث وصلت أسعار هذه السلع إلى حالة من التوحش التي تفترس عامة الشعب المصري غير القادر على مواجهة هذا الافتراس بما هو فيه من فقر وفقر مدقع، إذ أن حكومة الببلاوي لم تستطع التحكم في ضبط أسواق العملة الأجنبية، ولا التحكم في تسيير عجلة إنتاج في مصنع مغلق، ولا اتخاذ تدابير اقتصادية وافية لتحسين دخل هذا المواطن الذي يعاني أضرار حكومات الأنظمة الفاسدة السابقة، وحتى هذه اللحظة ما زالت هذه الحكومة تتخبط في قراراتها ولم تستطع تحديد توجه اقتصادي معين تتحرك من خلاله في هذه الفترة الاستثنائية وصولاً إلى اللحظة المبتغاة لاستقرار الأوضاع.
إذ أن أسعار السلع التي تهم الفقراء قد وصلت إلى حدٍ لم يستطع من خلالها شراءها، وعلى سبيل المثال لا الحصر، فقد وصلت قيمة كيلو البطاطس التي تعتبر العمود الفقري لكل أسرة مريضة بالفقر المزمن إلى سبعة جنيهات؛ حيث أن الأمهات المسؤولات عن إدارة شؤون هذه الأسر كانت كثيراً ما تجد في هذه السلع مفراً من مفرمة الجوع التي تقوم بدورها في فرم أبنائها؛ فقد أمست وأضحت هذه الأم ووجدت نفسها لم تجد قيمة السبعة جنيهات لتشتري بها كيلو البطاطس ولم تجد زجاجة الزيت التي تقلي بها، هذا علاوة عن ارتفاع جميع السلع إلى أضعاف ما صارت إليه البطاطس.
وكأن وزير التموين والذي هو من المفروض أنه خبرة في التفتيش في مباحث التموين، خرج بهذا التصريح ليدخل المجتمع في تناحرات جديدة بين الشعب وعصابات التجار الذين يأكلون هذا الشعب لحماً ويقرقشونه عظاماً، وشغل الرأي العام بقضية من المفروض أنها محسومة يا معالي الوزير الهمام.
ثم أن وزارة التموين هذه لم تستطع فرض إرادتها الكاملة على ما بين يديها من الأصل وهو سلع التموين المدعومة شهرياً لكل مواطن يملك بطاقة تموينية؛ ففي الكثير من الأحوال يتحكم عصابات تجار التموين المدعوم فيما يريدون صرفه أو منعه لأصحاب البطاقات! وفي الأغلب تسريبه إلى السوق السوداء والتي لا رقيب عليها ولا عتيد، فيا ترى هل تستطيع وزارتك السيطرة على غيلان الدم المصري المحررة سلعهم؟
فهل تنقصك قراءة السوق أيها الخبير المباحثي؟ لماذا لم تضبط الأمور من بدايتها؟ ولماذا التهديدات؟ هل هي طرح الحكومة لصك الاستإذان من تلك العصابات؟
وهكذا تثبت الأيام وبعد مرور الكثير منها عقب تهديد السيد وزير التموين المبجل بفرضه التسعيرة الجبرية إذا لم تخفض التُجار الأسعار وفق متطلبات السوق المصري الفقير، بأن هؤلاء التجار لم يرضخوا لهذا التهديد المناور السخيف من هذا الوزير لتتضح الحكاية كلها بأنها مجرد مناورات بين الحكومة والتجار للعب بمقدرات هذا الشعب في إصرار من هذه الغيلان المشتركة في مص دماء الناس بأن هذا الشعب ما زال مسكين وغير قادر على اتخاذ قرار ضد هؤلاء المستغلين والمنتفعين.
وها هو عيد الأضحى يدخل على المصريين بزيادة مضاعفة على جميع السلع والخدمات والطعام والشراب وكل شيء ولا حياة لمَن تنادي.
على كل حال انتبهوا أيها الأغبياء والمصرون على غباءاتكم؛ فهذا الشعب جبار، فهو أكثر الشعوب صبراً وتحملاً وإعطاء الفرص لمَن يحترمها ثم ينتفض انتفاضة الكاسح لكل مَن لم يقدر صبره أو لا يحترم ما أعطاه من فرص ويتصور أنه قادر على خداعه. وقد أعذر من أنذر.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. رئيس كولومبيا يعلن قطع العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل ويعتب


.. -أفريكا إنتليجنس-: صفقة مرتقبة تحصل بموجبها إيران على اليورا




.. ما التكتيكات التي تستخدمها فصائل المقاومة عند استهداف مواقع


.. بمناسبة عيد العمال.. مظاهرات في باريس تندد بما وصفوها حرب ال




.. الدكتور المصري حسام موافي يثير الجدل بقبلة على يد محمد أبو ا