الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عيد و دموع!

مرعي أبازيد

2013 / 10 / 14
الادب والفن


العيد من العودة والمتكرر بمناسبة حزن أو فرح،،،،، ها هو يعود،، والدماء والدموع تنهمر كالمطر على أرض الوطن. هل هذا العيد أفضل من الأعياد السابقة؟! سؤال يحتاج إلى إجابات كثيرة، ومن الممكن أن لا توافق البعض و تتناقض مع رأي البعض الآخر. إذا أخذنا العقود الأخيرة، بعد أن استولى حزب البعث على السلطة في سوريا، فالكل يعرف أن العديد من العائلات السورية كانت تمر عليها الأعياد وبعض أبنائها في السجون والمعتقلات، مغيبون قسراً،، وهذا ينسحب على مرحلة سابقة هي الوحدة بين سوريا و مصر، عندما قضى الشعب السوري ثلاثة أعوام عجاف في المنافي والمعتقلات والعديد منهم لقي حتفه تحت التعذيب وفي أحواض الأسيد. أي عيد وأية أعياد كانت تمر على عائلاتنا وأحبتنا؟؟؟ وهل المراحل السابقة كانت أفضل؟ بالطبع لا، فمرحلة الديكتاتوريات والانقلابات التي مرت بُعَيْدَ الاستقلال لم تكن أقل قساوة من فترة الاستعمار الفرنسي وقبلها الاستعمار العثماني الذي استمر أربعة قرون بلياليها!! أي عيد وأية أعياد كانت تمر على هذا الشعب المعذب أبداً في بلد من المفترض أن يكون من بلدان الدنيا السعيدة إن لم نقل أسعدها!!!
أما في هذه الأيام، العيد ليس ككل الأعياد! وليس كأعياد السنوات الماضية، إذ تشهد البلاد أوضاعاً سياسية و اقتصادية و اجتماعية و أمنية لم تشهد مثلها منذ قرون،، دماء تسفك على كامل التراب السوري،،، و دموع تذرف في كل مدينة وفي كل قرية،، في كل منزل و في كل شارع على فقدان الأحبة والأعزاء. فهذا العيد يستحق بحدارة أن يكون "عيد الدموع و الأحزان و الأنين"، لأنه يأتي تحت أزيز الرصاص وأصوات المدافع التي لا تهدأ على طول البلاد و عرضها،،، تحصد المزيد و المزيد من أرواح الأحبة أطفالاً ونساءاً، شيباً وشباباً!!!
وهذا يذكرني بقول الشاعر: يا عيد عدت و أدمعي منهلة ،،،،، والقلب بين صوارم و رماح!!!! نعم، أتوقع أن يتغير اسم العيد في سوريا لأعوام عديدة قادمة،، ليصبح "عيد الدموع،،،" لماذا نحن محكومون بالأحزان على مر التاريخ،، بينما شعوب أخرى تقضي أعيادها بفرح وطمأنينة؟ لماذا أيامنا مصبوغة بالسواد؟ و أزيائنا الشعبية يغلب عليها اللون الأسود،، حتى المرأة التي يجب أن تكون ثيابها ملونة زاهية،، لباسها الشعبي أسود!! هل هذا فرضه الواقع الاجتماعي نتيجة للأحزان المتكررة منذ قرون على شعبنا؟ والمرأة هي العنصر الرقيق في المجتمع الذي يتأثر أكثر من غيره بالمآسي ويعبر عنها!.
لنعود إلى الحاضر،،، يأتي العيد والعديد من المدن والبلدات السورية تعيش بلا كهرباء ولا ماء و لا غذاء،، فمن كان يتصور أن يموت الإنسان جوعاً في سوريا؟ ها هي سوريا تسجل أول حالة وفاة لطفل من الجوع!!! فأي عيد بلا طعام؟ وأي عيد بلا عزيز؟ المآسي تعيد نفسها منذ أعوام،، و يعجز عن حلها الحكماء!. إلى متى؟ فأي عيد نتحدث عنه إذاً! ولا نعرف ماذا تخبئ لنا الأيام والسنوات و الأعياد القادمات! أصبحنا نعيش ضعفاً لا مثيل له،، ننتظر الغيث من الآخر، ننتظر الآتي القادم بلا اكتراث و كأننا سلّمنا أمرنا لقوى الغيب المجهولة.
هذه هي دموعنا تُذرف أمامكم، هذه دمائنا تنزف، فمن سيمسح دموعنا؟ ومن سيضمد جراح نزفنا؟ لقد تعبنا ولم نعد نقوى على مسحها بأنفسنا، لقد هرمنا أيها العيد!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. محمد محمود: فيلم «بنقدر ظروفك» له رسالة للمجتمع.. وأحمد الفي


.. الممثلة كايت بلانشيت تظهر بفستان يحمل ألوان العلم الفلسطيني




.. فريق الرئيس الأميركي السابق الانتخابي يعلن مقاضاة صناع فيلم


.. الممثلة الأسترالية كايت بلانشيت تظهر بفستان يتزين بألوان الع




.. هام لأولياء الأمور .. لأول مرة تدريس اللغة الثانية بالإعدادي