الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اتّق الله يا حزب الله

ناصر المعروف

2005 / 5 / 29
مواضيع وابحاث سياسية


من فكر ولو للحظة واحدة أنّنا نكنّ الأعداء ولو حتى واحد بالمائة لذلك الحزب اللبناني والذي يدعى ويعرف بحزب ( الله ! ) فهو مخطئ تماما ، ومن شكّ كذلك بأنّنا نتحدث هنا حديثا طائفيا بغيضا ، فهو كذلك بالتأكيد لا يعرفنا ماهيتنا تماما المعرفة ، ويجهل كلّ الجهل لتلك العجينة التي صيغت بها فكرنا وتوجهاتنا !!

فحزب الله اللبناني عندما كانت ( بوصلته ) نحو استرداد الأرض المسلوبة من الصهاينة المعتدين كنّا دائما وأبدا أحد جنونه المجهولين ( حسب قدراتنا وإمكانياتنا ) للدفاع عنه الدفاع المستميت ، والذي لا يلين ولا يستكين !!

وعندما جاءت ثمرة النصر بتحرر الجنوب اللبناني ، كأننا كنّا في يوم ولدتنا فيه أمهاتنا من جديد ، فلم تسعنا والله الأرض بما رحبت من شدة الفرحة والابتهاج لهذا اليوم العظيم !!

ولكنّنا نحن ، من نوع لا نعبد البشر مهما كانت رنة جرس أسمائهم ،وكذلك لا نقدس أفعالهم مهما كانت عظيمة وجليلة وكبيرة، ومصيبتنا كذلك إننا في زمنا الأغبر هذا!! نحاول ( قدر المستطاع ) أن نعطي كل ذي حق حقّه بكامل الوفى والتمام دون أدنى زيادة أو نقصان !!

نقول هذا المقدمة الضرورة للردّ على تلك الاتجاهات الخاطئة التي تصدر الآن وبين فترة إلى أخرى من ( بوصلة ) قيادة حزب الله مع الأسف الشديد !!

فخذوا مثلا ذلك التصريح الغامض الأخير لأمين الحزب ( حسن نصر الله ) حينما قال: ( إنّنا جاهزون لأي ناقش داخلي !! ) ويقصد هنا بالطبع استعداده التام لمناقشة الحزب حول الامتثال لقرار ( 1559) الصادر من هيئة الأمم المتحدة والذي جاء في أهم بنوده الرئيسة هو إلقاء جميع سلاح الأحزاب والمليشيات اللبنانية ( وبالتأكيد سلاح حزب الله اللبناني ) لأنه هو السلاح الوحيد الفعال والمتبقي والذي يهدد في كل لحظة وأخرى أمن لبنان واستقراره !!

وهنا نتساءل بكل صدق وأمانة وإخلاص :-
هل يريد أن يقنعنا السيد ( حسن نصر الله ) أنّه لن يعير أيّ اهتمام يذكر لمناقشات ( خارجية ) تجرى من هنا وهناك معه بهذا الشأن ما بينه وبين سورية أو إيران أو كلاهما معا ؟!! أم ، أنّ النقاش الداخلي الذي أعلنه وأعلن كامل استعداده يقصد به ومن الأساس التحاور مع سورية وإيران !؟

ثم يأتي التناقض الواضح وفي نفس الخطاب لأصل ومبدأ فكرة الحوار والنقاش ومن الأساس الذي دعا له في بداياته !!
( حتى لو كان بالفعل المقصود بأن يكون حوارا لبناني لبناني ) وذلك حين قال ( لا فض فوه ) :-
( لو فكر أحد أن ينزع سلاح المقاومة ، سنقاتله قتال الكربلائيين الاستشهاديين ) !!
إذن ، بالله عليك يا سيد ( حسن نصر الله ) بماذا سوف يناقشك ويحاورك أخوتك في المواطنة والمصير الواحد المشترك ؟!
- هل سوف يتناقشون معك مثلا عن أسباب ارتفاع أو انخفاض التفاح اللبناني !!؟

وهنا نخلص النية بالقول لحزب الله وقادته ومحبيه، ناصحين مرشدين:-
يا حزب الله ، اتق الله أولا في صورتك الحاضرة المهزوزة وقارن بينها وبين صورتك الثابتة السابقة ، لتعرف فقط أين كانت بوصلة المقاومة وكيف أصبحت وآلت إليه الآن بكل أسى وألم !!
وأما هذه التصريحات الملتهبة والنارية !! نصدقك القول أنها لم تعد تخيف أو تنطلي على كائن من كان ، فقاموس العربي مليء بها حدّ الثمالة ، وحتى لو ترجمت إلى أفعال حقيقة وملموسة ، فلسوف يكتب التاريخ بكل ثقة ووضوح وصدق ( أن حزب الله اللبناني كان هو السبب الرئيسي في تدمير كل ما بناه وسعى جاهدا ومجاهدا من أجل تحقيقه !! )
فلماذا تريد عامدا ومتعمدا أن تسير في هذا الاتجاه الخاطئ والمدمر للجميع دون استثناء ؟!!
وهل يا سيدي ( لبنان ) من الكبر في المساحة حتى تقتطع منها أرضا لتقيم فيها جمهوريتك اللبنانية الإسلامية وبقوة السلاح الذي تملكونه ؟!

وقديما قيل : ( الذي عقله برأسه يعرف خلاصه !! )
ونكرر لكم عنوان المقال وبنوع من التفصيل الواضح والجلي والمختصر المفيد :- يا حزب الله ، اتق الله !! وألقي سلاحك و كفى ، فقط لا غير !!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تتطلّب اللياقة والقوة.. شاهد كيف تتدرّب لاعبة غولف في صالة ر


.. بلينكن: واشنطن تعارض معركة كبرى في رفح




.. مقتل أكثر من 300 شخص وإصابة مئات وتدمير أكثر من 700 منزل جرا


.. طالبة تهدي علم فلسطين لعميد كلية بيتزر الرافض لمقاطعة إسرائي




.. ناشط ياباني ينظم فعاليات غنائية وثقافية للتعريف بالقضية الفل