الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ألإعلام.....ألمعلومة ألأمنية

احمد الجوراني

2013 / 10 / 14
الصحافة والاعلام


لا يمكن لاي مهنة ان تحضى بالديمومة وفرص النمو والتقدم من دون ان تكون مبنيه على نسق اخلاقي وقيمي معين,يقنن الممارسات التي تجري في اطارها ويضع الخطوط الحمراء والقيود التي تحفظ لها الاستمرار وعدم التجاوز على حقوق الاخرين ومصالحهم.
مهنه الصحافة تستند ايضا,الى منظومة اخلاقية تم تطويرها على مدى عقود طويلة ،وهي منظومة للاسف الشديد, تتعرض لاختراقات عديده لاسباب مختلفة,لكن المؤسسات الاعلامية التي تمسكت بها (المنظومه الاخلاقيه)وحاولت تفعيلها حصدت مكاسب كبيرة على صعيد المصداقية والاعتباروالانتشار الواسع,كما حصلت على احترام الجمهور وثقته.
من مبادىء الفكر الصحفي ان الخبر مقدس في حين ان الراي حر ويجب الفصل بين الاثنين,والخبر هو نتاج المعلومة وليس كل معلومة قابلة للتداول,فالامنية منها محظور التعامل معها كخبر عادي اسوة بباقي المعلومات حتى لو يراد منها اثبات موضوع ما, فقد يترتب عليها تداعيات امنية تضر بمصلحة البلد.
اسوق هذه المقدمة بعد ان شاهدت ما عرضته قناة البغدادية في برنامج ستوديو التاسعة يوم السبت 5/10/2013 من كتاب صادر من قيادة عمليات بغداد معنون الى التشكيلات التابعة لها تحدد فيه مواقيت حركة المروحيات القتاليه بالساعة والدقيقه,الغرض منه اثبات حالة اهمال اوشبهة فساد في استيراد هذه المروحيات كونها تعمل في اجواءودرجات حرارة معينة,وبغض النظر عن دوافع عرض هذا الكتاب بتفاصيله الدقيقة فانه يحمل اسرار عسكرية والاسرار العسكرية خط احمر في جميع الدول,في اعرق الديمقراطيات, واسوأ الدكتوتاريات,بل ان بعض الدول ومنها بريطانيا لاتفصح عن اسرارهاالسياسية وليس العسكرية الابعد مرور نصف قرن على ذلك,وهنا لابد لنا من وقفه ومراجعة نطرح من خلالها ألآتي:
اولا.ان امن البلد والمحافضة عليه هو اخطر من المحافظة على امواله.
ثانيا.كان الاجدر بالقناة ومقدمها إن كان حريصا على العراق ان لايَعْرِض هذا الكتاب على شاشتها بل ومن الواجب عليه ان يُعْلِمْ الجهات العسكرية والاستخباراتية بمصدر تسريب هذا الكتاب لاتخاذ الاجراءات القانونية بحقه ليكون عبرة لغيره, كون فعله هذا يعد خيانة للوطن وشرف المهنة ومن الممكن ان يكرر ذلك ولجهات معادية للبلد.
ثالثا:يجب على القناه توخي الحذر في التعاطي مع هكذا معلومات فما كل ما يصلها مسموح التداول به,وبذلك فهي تتحمل المسؤلية القانونية والاخلاقية عن ذلك.
ربما هناك من يعد هذا الطرح مثالي ومبالغ فيه, وان اغلب الدول بما فيها العراق اصبحت كتاب مفتوح لأقمار الدول الكبرى ومنها امريكا, وبالتالي ماحاجتنا للحفاظ على اسرارنا العسكرية؟, ولكن ألأمور لاتقاس بهذه الطريقة, فهي مسألة أمن وسيادة بلد, وليس من الوطنية المساس بهما رغم كل الحجج والذرائع ومنها حرية الأعلام الذي نسعي اليها جميعاً, الصحافة مقدسة, ولكن أمن الوطن وسيادته اقدس من جميع المسميات.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فصل جديد من التوتر بين تركيا وإسرائيل.. والعنوان حرب غزة | #


.. تونس.. مساع لمنع وباء زراعي من إتلاف أشجار التين الشوكي | #م




.. رويترز: لمسات أخيرة على اتفاق أمني سعودي أمريكي| #الظهيرة


.. أوضاع كارثية في رفح.. وخوف من اجتياح إسرائيلي مرتقب




.. واشنطن والرياض.. اتفاقية أمنية قد تُستثنى منها إسرائيل |#غرف