الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


جريندايزر العراق

مروة المظفر

2013 / 10 / 14
مواضيع وابحاث سياسية


وأنا أقرأ نشرة الأخبار وأرى التقارير التي يرسلوها لنا مراسلونا المتواجدون في معظم محافظات العراق ..لا أجد شيئا إيجابيا ليس لأننا كما وصف رئيس الوزراء نوري المالكي معظم الإعلاميين بأنهم ينتمون لقنوات مغرضة وأنهم يضربون عدد الضحايا في عشرة نحن حقيقة لا نتعمّد بث سلبيات الحكومة لكن هم بتصرفاتهم وخلافاتهم التي لا تنتهي من يرسلوها لنا " مسلفنة " ..بالعكس نحن نتمنى أن نرى ما يُثلج قلوبنا وقلوب كل العراقيين في الداخل والخارج ..ولكن السبب أن حكومتنا عندما نطالبها بتوفير الخدمات والأمن والقيام بكل واجباتها تكون "كاسبر" تختفي لا تُرى حتى بأحدث أنواع المجهر ..فص ملح وداب مثلما يقول إخواننا في مصر ..نراها فقط وقت الإنتخابات والإستنكارات بعد كل عملية إرهابية جبانة ووقت المؤتمرات الصحفية بعد كل خلاف سياسي فيما بينهم ..
تقرير بعد تقرير ..وخبر تلو الآخر ..يكشف أن العراق ومع كل الأسف لا يمتلك حكومة ..فما معنى إنتشار الفساد وسوء الخدمات الى أبعد حد والبطالة وعدم الرقابة على أجور الأدوية في الصيدليات والفقر المدقع وضعف الخطط الإستخباراتية وعجز القوات الأمنية على حماية المواطنين وممتلكاتهم وعدم وجود أجهزة متطورة وحديثة لكشف المتفجرات وإنتشار الإرهابيين الذين يحاولون زرع الفتنة والتفرقة بين أبناء الشعب الواحد وفعلا كنا على شفا حفرة من حرب أهلية لولا رحمة ربي وثقافة ووعي الشعب العراقي الذي لم يَعُد يُخدع بأساليب أعداء العراق وخططهم لتفرقة الشعب العراقي ..
ربما ينتقدني البعض بأني أصف القوات الأمنية بالضعف أو العجز عن حماية المواطنين ولكني أقول لهم لستُ أنا من وصفت القوات الأمنية بالضعف ..فرئيس الوزراء والقائد العام للقوات المسلحة السيد نوري المالكي هو من تكفّل بذلك حين أظهر بنفسه ضعف القوات الأمنية أثناء حديثه في لقاء متلفز أجرته له قناة السومرية الفضائية حيث بدأ يمجّد إبنه "أحمد " ويقول أن القوات الأمنية تخاف أن تلقي القبض على احد الأشخاص له شركة حماية غير مجازة ومئة سيارة أدخلها تهريب ومئة قطعة سلاح وفيها كواتم ..وكلما يصدر أمر لإلقاء القبض عليه تخشى القوات الأمنية تنفيذ الأمر ..الى أن بادر إبنه الهمام أحمد وأنقذ العراق من هذا الشخص ..ويستمر بكلامه عن أحمد ليقول ان هناك قصة اخرى شبيهة للسابقة وايضا القوات الامنية شعرت بالخوف ولكن أحمد ركب سيارته وحلها ..وانا اسمع هذا الكلام من رئيس وزراء بلد كبير كالعراق عن إبنه أحمد واصفا شجاعته وحزمه ومتفاخرا به الى درجة أنه أهان القوات الأمنية دون أن يعلم أتذكر مسلسل كارتوني شهير اسمه جريندايزر ..وبدأت أتخيل أحمد بأنه دوق فليد العراق ..حتى أن التيار الكهربائي عندما إنقطع في المدينة الرياضية أجزم أن معظم الشعب العراقي هتف ساخرا "وينك حمادة حلها " ..
ما دام جريندايزر العراق "حمادة" بهذه القوة والبسالة والشجاعة وإستطاع القبض على هذا الشخص الذي أدخل مئة سيارة تهريب كما قلت يا سيادة رئيس الوزراء وقام بمهام القوات الأمنية وبواجب كان المفروض ان يكون من ضمن واجباتك كرئيس للوزراء والقائد العام للقوات المسلحة ..واجبك الحفاظ على أمن وإستقرار العراق وحمايته من المهربين والمجرمين والإرهابيين ..مادام كل هذا يقوم به بالنيابة عنك وعن القوات الأمنية حمادة فبالله عليك يا سيادة الرئيس فليحارب أيضا الأعداء والإرهاب القادمين من كوكب الشرير فيغا الكبير عفوا أقصد تنظيم القاعدة الإرهابي ..
شر البلية ما يضحك أحيانا ..ربما كثير منا كعراقيين ضحكنا على هذا الفيديو الذي يصف به المالكي شجاعة ابنه أحمد وإنتشر بسرعة كبيرة عبر مواقع التواصل الإجتماعي ومواقع إلكترونية أخرى ..لكن داخلنا كان يبكي الى ما وصل اليه العراق من دمار وخراب بسبب طمع حكامه في السلطة وخلافاتهم السياسية التي لا نهاية لها ..هذا هو حالنا في العراق إعتدنا أن نحول أحزاننا الى ضحكات تجعل عيوننا تمتلأ دموعا الى درجة أن المقابل لن يفهم إن كنا نضحك فعلا أم نبكي ..ولولا هذا الحل لما إستطعنا أن نعيش في العراق بكامل قوانا العقلية ..
المالكي بتصرفه هذا أهان القوات الأمنية دون أن يشعر وأهان نفسه أيضا ..والرابح الوحيد في هذه الحكاية هو "حمادة " .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الشرطة الهولندية تفرق تجمعا لطلبة جامعة أمستردام المتضامنين


.. عاجل| مجزرة جديدة.. شهداء وجرحى باستهداف إسرائيلي لمنزل من 3




.. تزامنا مع تجدد المعارك شمالا وجنوبا.. هل حققت إسرائيل أي من


.. الملك تشارلز الثالث يسلم إحدى رتبه العسكرية للأمير وليام




.. محامي ترمب السابق يقر بالكذب لصالحه في قضية -شراء الصمت-