الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هذيان طفل حالم على باب ابنة زيلفيا

سائد السويركي

2013 / 10 / 14
الادب والفن


لأنِّي على بُعدِ شمعةٍ أُضاءُ بعتمةٍ كونيةٍ ، قلتُ : يطلبونَ النوَر فيصابونَ بالغيابْ ، لأنِّي عارٍ من حضورٍ عارمٍ عَلّمتُني مُذْ كُنتُ طِفلاً أنْ أُراوِغَني لأُمسِكَ بالحقيقةِ ، هكذا سمّى النبيُ أشياءَه البسيطةَ في صحرائِه ،وأنا سَّميتُ عصافيرِي على أَسماءِ من أهوى .
الحقيقةُ وَجهٌ زَلِقٌ يَتشَكلُ في عَيني أَعمى كألفِ قناعْ ، مَنْ يمنَحُني حقيقةً واحدةً وليأخذْ رُوحِي ؟ هكذا فكّر الطفلُ ، عِندما أخبروهُ أنَّ للربِ سوطاً طويلاً يلسعُ المساكينَ الذينَ تُغويهمْ لحظةُ فرحٍ خارجَ سياقِهمُ الموجوعْ ، فكَّر أنَّ الغيمَ لنْ يحملَ كرسيَ العرشِ ، وأنَّ الُزرقةَ في الأعلى ليستْ إلاَّ موجاً يجري خلفَ الموجِ ويُسقِطُ مطراً ، ، لماذا أشربُ هذا الغيمَ فيبدوا الطعمُ شهياً ، طفلٌ يختالُ ويمشِي في الشارعِ تحتَ المطرِ بدون حِذاءْ ، يلبسُ شورتاً في البردْ ، يتخيلُ وجهَ اللهِ كوجهِ الرجُلِ المسكينِ الطيبِ في حي التفاحْ ، أُريدُ إلهاً يا أُمِّي لا يلعبُ بالكبريتِ ، ولا يُشعِلُ ناراً ؟ هذا الطفلُ كانَ أَنا ...
للحقيقةِ وجهٌ زلقٌ زلقٌ ، وأنا علَّمتُ عصافيري المراوغةْ ، لا ثابتَ في المشهدِ غيرَ وجهِك ، كُلَّما تغيرتِ الفصولُ امتلأتُ باليقينِ الذي يلدُ الشكْ ، لماذا للجوريةِ وجه ملاكٍ ، للفلّةِ ملامح قديسْ ، لماذا للجوريةِ في الغد دمعة عصفورٍ ، وللفُلِّة جسد الكابوسْ ، لا أعرفْ ، مجردُ طفلٍ يحلُم ، وفي الحُلم يرتل بضعَ تعاويذٍ حتى يعرفَ أكثر مِما يعرفْ
لماذا ؟ دوماً كانتْ أولَ سطرٍ في الحدوتةِ ، حسناً لا تفتحْ وعيَكَ أَكثْر حتى لا تكفُرْ ، رجلٌ يحِملُ وجهاً صخرياً ، كُنتُ أراهُ بكابوسي الليلي ، يخيطُ عُيونَ الأطفالِ ، ويفقأُ جِلدَ المعرفةِ بشارِبه الكثْ ، لماذا للجوريةِ وجه القديسِ الآنَ ، وللفُلَّةِ وجه الحربْ ؟ يسألُ هذا الطفلُ المسكونُ بعتمتِه ، لا تكْفُرْ ، قالَ الرجُلُ الصخري
أُريدُ للملاكِ وجهاً كوجهِ حبيبتي ، ضحكتُهُ تُشبِهُ ضِحكتَها ، وأنا أبلغُ خمسَ شتاءاتٍ كانتْ تكفي أنْ تُشعلَ وردَ الأسئلةِ وتطلقَ ناياتِ القديسينْ ، قدْ أُصبِحُ شجرةَ حِنَّاءٍ في الغدْ ، قدْ أُصِبحُ ناياً يَعرِفُ كَيفَ يُؤاخِي الريحْ ، وينامُ على نِسمةِ ظِلْ ، قدْ أصبحُ رجُلاً يُشبِهُنِي بعدَ عقودْ ، لكِّني حتماً أَرغبُ أنْ أذكَر أنِّي أَعرفُ ما لنْ أعرفَ ، كيفَ يُضِيءُ الحبُ تفاصيلاً يكرهُها الرجُلُ الحجريُ ، حين يؤكدُ أنّ الوردةَ شيءٌ عضويٌ يعني الوردةْ ، شيء يصلح للقطف
1-
لماذا كُلَّما استحضرتُ اسمَكِ
امتلأتْ سماواتُ رُوحي
بخفقِ أجنحةِ الملائكةْ

2-
هل هذا عيد ؟ٌ
متأكدةٌ أنتِ ؟
إذاً لِماذا أختنقُ بالغصةِ كُلَّما تذكرتُ غِيابَكِ ؟؟
متأكدةٌ ... هذا عيد ؟
احُضري بكاملِ لوزِكِ ، وَسَأُعلِنُ رُوحي مملكةً للفرحْ
هذا عيد ؟
أَطِلّي بنورِ وجهكِ لأعودَ طِفلاً تُطوحُهُ مراجيحُ جَارِنا العجوزْ
كُّلُّ عامٍ ورُوحُكِ بألفِ خيرٍ أيتُها الحاضرةُ التي حُضُورُها
سيفٌ بيدِ الغيابْ

3-
هل أنتِ بخيرْ ؟
سُؤالي الدائمُ ليسَ إلَّا حجةً لأعرفَ
أَنني ما زلتُ بألفِ خَيرْ

4-
لا أنتَ عَرَّافُ الطبيعةِ كي تفضَّ بكارةَ الفنجانْ
اقرْأ
تجلى
ثُمَّ عُدَّ أصابعَ الإنسانِ فيكْ
ستغزلُ من خَرابكَ نغمةً تُحييكْ
سَرَقتْ ُضلوعَك في الخفاءِ .. فمنْ إذاً يُعطِيكْ
جسداً سماوياً لتبكي
ما الذي يُبكيكْ ... ؟
والخوفُ مزروعٌ بقلبكَ من غيابِ غيابها القسري عنكَ
حضورِها المغروسِ في عينيكَ ، في شفتيكَ .. فيكْ
من أنتَ حتى تُصبحَ السُلطانْ
هلْ أنتَ عَرافُ الطبيعةِ .. كي ترى حوريةَ الربِّ الجميلةَ
تعتلي عرشَ السماءْ لتصيرَ أنتْ
وتكونَ أنتَ قصيدةً عفويةً .. يوماً يُحَضِّرُ زلزلةْ ... بُركانْ
وتكونُ أنتْ ...ما كنتَ ترغبُ دائماً ... إنسانْ

5-
عِندما لمْ يَخطِفها الغيابُ
اندلعَ النهارُ مُجددًا

6-
للغجريةِ قلبٌ هشٌ مجنونٌ مِثلي
هكذا تَمضِي الغجريةُ حافيةً ، ظِلُّها صوتُها
ماؤُها غناءُ عصافيرِ الكلامْ
اصطدتُ واحدةً غيرَ أنِّي وقعتُ مِنَ السياقِ العفويّ
للغجريةِ قلبُ جيتاٍر ... للحجارةٍ أيضًا
كتبَ الجيتاْر
للغجريةِ سماواتٌ واسعةٌ ولي ستُ أوتارٍ
فليرقص المولودونَ من رعشةِ خُلخالِها ،
ومنْ ظلِّ ظلِّها فلينبتْ فرحٌ منسيٌ حتى يذكُرَ الطريدُ ما لم ينسَ
يا امرأةً بسبعِ سماواتٍ وجيتارٍ
لا تكوني أنتِ الفخْ

7-
ليسَ وراءَ الأكمةِ غيرَ سياقاتٍ ناقصةً : كُلَّما اشتعلتْ شمسٌ سألَ الغريبُ نفسهُ لِماذا ؟ هكذا الغرباءُ تأتيهمْ عصافيرُ الواحةِ فيما لا يبصرونَ غيرَ الدربِ الطويلِ الذي يُفضِي إلى اللاشيئْ
ليسَ وراءَ الأكمةِ غيَر الحكمةِ يشطُرُها المعنى رُغمَ اكتمالِ النصْ ، اكتمالُ النصِّ لا يُكمِلُ شيئاً في المعنى ا
ليسَ وراءَ الأكمةِ شيءٌ
لا الجارُ يُحدِقُ في اللوزِّ ، ولا ابنُ الجارةِ يرقبُ نايَ العابرةِ ابنةِ زيلفيا ، فليذهبْ فيكَ النقصُ لنقصٍ آخَرَ ، ماذا تخسرُ أكثرْ مِنْ شيٍء أصلاً لم تملكهُ الناياتْ
ليسَ وراءَ الأكمةِ غيرَ الأسئلةِ ، امنحني شيئاً غيرَ الأسئلةِ لأُكمَل درباً منْ غيرِ الشكْ
وامنحنِي سيلاً يمتدُّ بفصلِ الصيفْ ... لتقولَ الصحراءُ اكتملَ المشهدُ بي ، منذا يحتاجُ المطَر الشتويَ بهذي الصحراءْ ، منذا يحتاجُ الوردةَ في النصْ ، فيما النصُ تعثَّر عِندَ البابِ تماماً
قُلْ كلاماً يا صديقي عاقلاً لأقولَ لكْ ... هذا أنا الظلُّ الوحيدُ على الجِدارْ

8-
الساحراتُ يحشرنَ لعبةَ الانتظارِ في ضلوعِ المساكينْ
هكذا يُصبحُ آينشتاينُ مُحقًا
لأنَّ وقتَ الأرصفةِ
ليسَ الوقتُ نفسَه ، وأنا أحترقُ برغبةِ التجلَّي في مرآتِكْ

9-
هكذا يلدُ الضوءُ نفسَه في الغابةِ
ثَّمةَ من يتنفسُ في الظِّلْ
هكذا يلدُ الموتُ نفسَه
ثمةَّ أشلاءٌ تتشربحُ في ذاكرةِ النسيانْ
هكذا يلدُ الوطنُ نفسَه
ثمةَ حالمةٌ في النصْ تقرأُ شيئاً عن هِرمان هِسه
هكذا تلدُ زيلفيا نفسَها
ثمةَ بضعُ فتاتٍ للخبزِ ... تقودُ إلى الحلمْ
ثمةَ ما يذهبُ بِكْ للومضةِ لتقولْ
لي وعيُ شارعٍ ممتدٍ ، وحقٌل لعجوزٍ يزرعُ دُراقًا
لي شمسُ الغوطةِ
ونهارُ البنفسجِ الحزينْ

لأنِّي على بُعدِ وردةٍ أَسمحُ لي بِولوجِ النصِ لأكشفَ كيفَ لطفلٍ أَنْ يَغزِلَ بحراً مِنْ شِراعٍ صغيرٍ ، ونهراً مِن هديلِ الحمامْ ، لي الحقُ في أنْ أعشقَ الشتاءَ ، ورائحةَ الكُتبِ القديمةَ ، والقهوةَ ، والشعَر الساذجَ جِداً ، والمراوغةَ المجنونةَ في الصحراءْ ، لي الحقُ بأنْ أمنحَ شكلاً آخَر للدوريِّ ، وزهرةِ عِنابِ الجارةْ ، لي الحقُ بأن أقرأَ هذا العالمَ في قشرةِ جوزْ ، وأنْ أُبحِرَ في الكابوسِ ليعرفَ كافكا أنِّي أعرفُ شكلَ وطعمَ ولونَ الكابوسِ الغزِّي

1-
ميرالُ تنامُ بينَ نقيضينْ ... وأنا انتقائيٌ ، أغزلُ بالنولِ عصافيرَ الربْ ، ميرالْ تعرفُ نسبيةَ هذي الأشياءِ الوحشيةِ ، حبيبي قاتلي ، قاتلي حبيبي ، وما بينهما يقفُ الحبُ على قدمينِ بِلا قدمينْ ، ميرالْ بنتُ المكانِ تشبهُ ما لا أعرفُ طبعاً ، بنتُ الكابوسْ ، بنتُ الأسئلةِ الساخنةِ كثلجِ القطبْ ، ميرالْ جميلةٌ كأُمي ، هكذا تُتعِبُني الخشيةُ مما أخشى ، أنْ أُتركَ في زاويةٍ باردةٍ ، هلْ تصلحُ رُوحي للحذف ؟؟؟
لا تقلقْ ، لا تصلحُ رُوحُكَ للحذفْ ، ولماذا الخشيةُ ؟ قالتْ
لا أعرفْ ، رُبما لأنَ فضاءَك السكريَ لا يُحِبُ الخائفينْ
هل تُحِبُ النظامْ ؟
أُحِبُ أُمِّي وأرانِبَها فوقَ السطحْ
أُحِبُ البياراتِ وزهَر الليمونِ الذي لم يرَ الدمَ يوماً
فالزهرُ يُحِبُ كلامَ اللهِ الصافي ، فيما النحلُ يزنُ يزنْ
ميرالْ تشبهُ شيئاً يُشبِهُ شيئاً لا أعرِفُه
تشبهُ جوقةَ إنشادٍ في حضرةِ زيلفيا ، في حضرةِ هِرمان هِسه
أحبُ صديقي ذو التسعينَ خريفاً في سوقِ الزاويةِ ، في الجهةِ اليُمنى غربَ المسجدِ
هل رأيتَ القتلى والقَتَلة ؟
أرى في المنامِ سيوفاً ولحى كثةً ، فليعذُرنِي الربُ قليلاً
يُربِكُني المشهدُ أكثرْ مِما يُربِكُني السيفْ
هل يغفرْ لي الربُ أني لا أعرف ؟
هلْ تُؤمنْ بالحريةِ ؟؟
أُؤمِنُ أني حِين أرى ... أعرفُ أنَّ الرؤيا خانتْ قَبلي
أعرفُ أنَّ الكابوسَ حقيقيٌ ودمي فيه
القتلى أسئلةُ اللهِ إلينا
حينَ ينامُ الموتُ على خدِّ الوردةِ فلنسألْ منْ نحنُ إذاً ؟؟
منْ نحنْ ؟؟
يابنة زيلفيا
فلنمسكْ بالظِلْ ... نكهةٌ للظلِّ ، نكهةٌ للنوِر ، نكهةٌ للفكرةِ الطازجةِ على سريرٍ ربما يراهُ العابرونَ أحمقاً ، هكذا تُصبحُ الستارةُ غمامةً ، وتصبحُ الغمامةُ قطعةَ حلوى ، يا إلهي كُلَّما انغلقَ الفضاءُ الغزيُ انفتحتُ على روحِي لأصرخَ ، هذا الكونُ المهشمُ لي ، وأنا على حافةِ مَجَرَّتِه أبكي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. دياب في ندوة اليوم السابع :دوري في فيلم السرب من أكثر الشخص


.. مليون و600 ألف جنيه يحققها فيلم السرب فى اول يوم عرض




.. أفقد السقا السمع 3 أيام.. أخطر مشهد فى فيلم السرب


.. في ذكرى رحيله.. أهم أعمال الفنان الراحل وائل نور رحمة الله ع




.. كل الزوايا - الفنان يحيى الفخراني يقترح تدريس القانون كمادة