الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


خاطرة

خالد منصور
عضو المكتب السياسي لحزب الشعب الفلسطيني

2013 / 10 / 15
الادب والفن


خالد منصور
الحكم الثالث والرابع

أفكر في كتابة شيء ما لمسابقة في كتابة الخاطرة ، لا أجد شيء أكتب عنه ، لذلك سأدع لافكاري أن تأخذني حيث تشاء بدون تحضير او تنقيح ، في البداية أسأل نفسي من ستكون لجنة التحكيم ؟ لماذا سيختارون خاطرتي انا دون الغير ؟ ما هي خلفيتهم الثقافية ؟ أتخيل أنهم مجموعة من استاذة اللغة العربية ، بينهم رجل أشيب الشعر يرتدي نظارة سميكة الاطار والعدسات محافظ الى حد كبير فخور بما انجزه اسلافه العرب من شعر و نثر ، يرتدي قميص بارد اللون وحذاء اسود غير جديد ، كباقي استاذة اللغة البسطاء في بلادي الباقون على قيد الحياة وقيد نصف الراتب ، ربما تكون المرأة الاخرى قصيرة القامة خمسينية العمر ضعيفة البصر و خفيضة الصوت هي الحكم الآخر ، جرت العادة ان ارى ثلاثة حكام او اربعة ، هكذا رأيت في برنامج عرب ايدول واحلى صوت على قناة ال ام بي سي ، قناة كل العرب، ربما هي الشيء الوحيد الذي نجحت اموال الخليج في بناءه، لنعد لموضوعنا ، سأمنح نفسي فرصة تخيل الحكم الثالث وسأقتل الحكم الرابع وألغيه من الوجود ، لا بل سأعين نفسي حكما ثالثا ورابعا في تلك المسابقة وسأنقد الكتاب المغمورين المغرورين بكل ما اوتيت من لؤم، قد تقولون من اعطاه هذا الحق أقول لكم انا اعطيت نفسي هذا الحق بغير بحق واعلم ذلك لكن لن يجرؤ أحد منكم على الاعتراض ، صديقي يعمل في جهاز المخابرات و فهمكم كفاية، انا شخص متمرد على كل شيء ولا بعجبني شيء ، كيف ستقتنع بي تلك المرأة التقليدية وذاك الرجل التقليدي وأنا رافض التقاليد والتقليد البليد ؟؟
سادتي الحكام ، انا شخص بسيط جدا وغيور جدا وحسود جدا ، أحسد غاندي على سلميته واتمنى لو كان بيننا و عاش فداحة الواقع الصهيوني ، ماذا كان سيفعل لو علم أن السلمية اصبحت مطلب الاحتلال ؟؟ لا عليكم لنكمل القائمة،أحسد درويش على خياله و تمكنه من الحرف ، أحسد غسان على وطنيته ، وأحسد الله على برودة أعصابه !!
في طريقي الى المكتب من رام الله الى الطيرة الساعة السابعة و النصف أجمع افكاري المبعثرة ، ازج كل ما يخطر في بالي على الورقة وعليكم ، وردة الياسمين التي اسرقها كل يوم من حديقة أحد الاثرياء شارفت على الذبول ،المشاة ربما يظنون اني حامل الوردة ذاهب الى لقاء عاطفي يتكرر كل يوم ، في المكتب اناس أحبهم واناس لا أحبهم ، الشرخ كبير بين الادارة والموظفين ، انا لا أجيد تملق المدراء ، لو تورطت في مشادة مع احدهم سأترك العمل فورا ، ألم الجيب أرحم من ألم الكبرياء ، أشفق على الموظفين الصامتين ، يُشتمون بالأب والأم والعرض والدين ويبقون صامتين !! تباً !!
حسنا كما جرت العادة علي أن اهجو شخصا ما على سبيل التفريغ عن حنقي ونقمتي على الكون وآليات عمله وأساليب معاقبة الظلم والفساد والاضطهاد، عادة لا أجد إلا المسؤولين وأصحاب القرار و "اصحاب المقامات السامية"، أو أصحاب العقول المتحجرة وهم كثر جدا في بلادي وفي وطني العربي الذي لا أنتمي له ولا ينتمي لي على الاقل كفلسطيني ، تخيل أنك بحاجة لتأشيرة مرور لدخول وطنك العربي ، بعض دول وطني العربي تمنعي من الدخول تحت أي ظرف كان، نعم أقصد لبنان ، مصر لئيمة جدا على المعابر زمن مبارك و زمن الاخوان ، المخابرات الاردنية حنونة جدا ، كفى حديثا عن ابناء "وطني" ... لنجد شيئا اخر ننم عنه ، أخبار الشارع الفلسطيني ، عساف ، منيب المصري ، اللصقة الأمريكية ، السذاجة البرجوازية ، الشركات الربحية ، فجأة أصبح عساف محور الكون الفلسطيني ، عساف شخص بسيط مثلي او ربما اكثر ، يملك صوتا سماوي ،لكن تسلقه أصحاب القرار والأموال ، أخشى أن يصبح واحد منهم ويفقد جوهر ابن المخيم.
لا أريد الحديث عن الانقسام ، المفاوضات ، سلسلة الاتفاقيات ، انجازات السراب ، عذرا عساف ، سأسرق منصبك قليلا ، سأكون محور النص ، على الاقل هنا المجال الوحيد حيث استطيع ان افعل ما أريد، سأكون اله للحروف ، حسنا ، لا لا لا أريد أن أكون الها، أريد أن أكون حاضرا و مرئيا ومسموعا ومقروءا ، احلام اله منكسر ، كنت احلم بالسفر الى فرنسا ، الحصول على شهادة جامعية عليا، أعود الى بلدي ، سيكون لرأي وزنا ، سيخشى المسؤولون والمتحجرون قلمي ، ربما لذلك حاربوا حلمي !!

حسنا اذا ، انا الان اشكل الكاتب والناقد والناقد ، انها ليست المرة الاولى التي يحصل فيها ذلك في بلادي ، اذكر أن أحدا في بلادي شغل ستة مناصب رئاسة في آن واحد ، كأن الناس في بلدي قد نفذوا ولم يبق هناك أحد ليشغل شيئا ، شيء مضحك أنني عاطل عن العمل منذ سنتين ، الغريب في الامر أنني درست تخصصا نادرا جدا لكي لا اجد منافسة كبيرة في البحث عن عمل ، ولكن الجميل في الامر ان رغبتي تحققت ولم يكن هناك اي منافسة لانه لم يكن هناك اي فرصة عمل ، كتبت كثيرا في أزمة البطالة ولا اريد أن اعيد ما كتبت خشية ان اكون مثلكم واصبح تقليدي ، لا أقصد الاساءة لكن انتم حقا تقليدون ، الدليل على ذلك انكم لن تختاروا خاطرتي للفوز في المسابقة ، انا ايضا لا أحفل كثيرا بالفوز ، سعيد انكم قرأتم خاطرتي وحزين عليكم لأنكم لن تجدوا فرصة للانتقام مني ... اه نسيت ، تذكروا انني الحكم الثالث والرابع وبإمكاني أن أعين نفسي فائزا ، لكن لا أريد ذلك ، شيء من الديمقراطية الحقة في بلادي وكرم اخلاق من شخصي الكريم ...
سعيد بلقائكم ..
خالد منصور. كلمات متمردة








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بطريقة سينمائية.. 20 لصاً يقتحمون متجر مجوهرات وينهبونه في د


.. حبيها حتى لو كانت عدوتك .. أغلى نصيحة من الفنان محمود مرسى ل




.. جوائز -المصري اليوم- في دورتها الأولى.. جائزة أكمل قرطام لأف


.. بايدن طلب الغناء.. قادة مجموعة السبع يحتفلون بعيد ميلاد المس




.. أحمد فهمي عن عصابة الماكس : بحب نوعية الأفلام دي وزمايلي جام